لا يمكن لعاقل أن يفترض إيجاد سبل لحل المأساة التي يعيشها الشعب الللبناني في ظل المراهقة والعبثية ، كما من المؤكد الوصول إلى الهلاك الحتمي في ظل قلة الضمير وانعدام المسؤولية. فلبنان بات على مشارف الانهيار الشامل ولا حل يرتجى مع طبقة سياسية أنانية وموغلة بالفساد.
بعيدا عن صراخ الساسة وكيل الاتهامات عن الحصص والتباكي على الصلاحيات، يتوقد الجمر تحت رماد إفلاس الدولة بفعل الفقر والجوع والبؤس قد يشعل ثورة غاضبة، إذ لم تفلح مناجاة الضحية طوال سنوات بالتخفيف من ظلم الجلاد، فكل ما جرى منذ ١٧ تشرين الاول لم يخفف من عنجية وتعجرف البعض بل زاد عليهما وقاحة مفضوحة.
انفجار المرفأ في آب الماضي اوصل الترجيديا اللبنانية إلى فصولها الأخيرة، بمعنى اماطة اللثام عن حقيقة موجعة بأن عصابات القتل والإجرام قد تكون ارحم على اللبنانيين من حكامهم. فحتى اللحظة ليس من جهود كافية لمواجهة تداعيات الحادث الخطير سوى إنكار المسؤوليات وتراشق التهم.
بحكم المؤكد فإن الحلول لا يمكن استيرادها من الخارج ولا وظيفة لها سوى استهلاك الوقت واضاعة الفرص، حيث جرى إجهاض المبادرة الفرنسية التي كانت قد انطلقت على انقاض مرفأ بيروت او كما حصل مع انتظار تسلم جو بايدن مقاليد الإدارة داخل البيت الأبيض، أو كما يحصل راهنا في انتظار نتائج مفترضة من المفاوضات الأميركية و الإيرانية.
و بحكم المؤكد ومع انعدام المكابح في المسار الانحداري في لبنان، كونه دخل عنوة "درب الفيلة"، فإن الوضع يحمل ما يحمل من مخاطر مصيرية محدقة، خصوصا في ظل اعلان إيران نيتها ابرام "معاهدة الأمن المشترك لمحور المقاومة"، و هي بمثابة اعلان جبهة بوجه حلف أميركا وحلفائها الخليجيين بما لا قدرة على لبنان تحمل تباعاتها في ظل واقعه المأزوم.
في هذا الصدد، برزت معلومات عن مسعى فرنسي جديد من احل تنفيس الاحتقان و تهدئة الوضع اللبناني عبر رعاية اتصالات مع العواصم المعنية من اجل المساعدة في تشكيل الحكومة اولا ، لكن خارطة الطريق الفرنسية، وفق معلومات ديبلوماسية، تصطدم بشرط أميركي يتعلق بحكومة خارج سيطرة "حزب الله" بالكامل كما بإجراء انتخابات نيابية مبكرة.