Advertisement

لبنان

البلد "واقف" على إتصال بين "بعبدا" و"بيت الوسط"!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-01-2021 | 03:00
A-
A+
Doc-P-787768-637472480936659121.jpg
Doc-P-787768-637472480936659121.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رحم الله بطريرك الإستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير عندما كان يقول "بئس هذا الزمن".

لو كان لا يزال بيننا لكان ردّد هذا القول كل يوم لكثرة ما في هذه الأيام من أشياء تدعو إلى اليأس وإلى الترحّم على أيام زمان، على رغم أن لبنان لم يشهد منذ سنوات طويلة غير البؤس والتعتير.
Advertisement

بئس هذا الزمن إذا كان مصير البلد، بما فيه من مشاكل وتعقيدات وأزمات، مرهونًا بإتصال يجريه رئيس الجمهورية بالرئيس المكّلف، بعد تسريب "الفيديو – الفضيحة"، ليس للإعتذار، مع أن الإعتذار من شيم الكبار، ولكن من أجل دعوته إلى القصر الجمهوري لمعاودة مناقشة ما توقفت عنده المناقشات الأخيرة، أي قبل شهر ويومين بالتمام والكمال.

هل يُعقل أن يبقى وضع البلد معّلقًا طوال كل هذه الفترة على شماعة المزاجية والتعنت والتشبص والمكابرة والمعاندة، في الوقت الذي يحتاج فيه هذا البد إلى كل دقيقة، لأن كل لحظة تأخير تعيدنا سنوات إلى الوراء؟

لا يحتاج الوضع عندنا إلى الكثير من العبقرية حتى يفهم المرء ماذا يحدث على أرض الواقع، وهذا ما هو متوقّع بالنسبة إلى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، حين يحين دور الملف اللبناني، الذي لا يشكّل أولوية بالنسبة إلى الأميركيين، بإستثناء إذا كان الوضع فيه يهدّد مصير الكيان الإسرائيلي، مع العلم أن الرئيس الفرنسي في إتصاله به أقحمه بالملف اللبناني.

فما يحدث عندنا بسيط ومعقّد في آن. وتبقى المشكلة الرئيسية أن المسؤولين عندنا لم يعتادوا بعد على فكرة أنهم مسؤولون، ولم يعودوا رؤساء أحزاب، محصورة أدوارهم بما هو شخصي وضيق، ولم يستوعبوا بعد أنهم أصبحوا لكل لبنان وليس لفئة محدّدة منه دون الفئات الأخرى.

المصيبة، أن هؤلاء ما زالوا يعتقدون أن الأيام الآتية ستكون أفضل من تلك التي مضت، مع أن لا شيء يوحي بإمكانية التغيير بعدما أصبح الإصلاح عنوانًا من غير مضمون، وبعدما أصبحت شعارات الماضي أسيرة الجدران الأربعة.

بئس هذا الزمن الذي نعيش فيه غرباء عن وطن لا يشبه أحلام أولادنا، الذين يئسوا من العيش في وطن لا مستقبل لهم فيه.

هل يُعقل ايضًا وأيضًا أن يكون المسبب في تعاستنا هو من يقترح الحلول، وهو من ينظّر في المثاليات والقيم الوطنية.

لقد أتعبتمونا. لم نعد قادرين على تحمّل المزيد من التفاهات والمزيد من الترهات، والمزيد من الأعذار والحجج. لم تعد مقولة "ما خلونا نشتغل" تقنعنا. والدليل أنهم هم لا يتركون الآخرين يشتغلون.

إنها مسرحية – مهزلة ما نعيشه هذه الأيام لكثرة ما نشهده من تناقضات على مستوى المسؤولية. لا يكفي أن لا افق لشباب لبنان في وطنهم الأمّ، الذين يدفعهم المسؤولون عنه وعنهم دفعًا نحو الهجرة القسرية، إذ لا أحد يترك وطنه بطيبة خاطر.

لا نطلب الكثير. نطلب فقط أن تتوافقوا على حكومة كما أراد لها الرئيس الفرنسي أن تكون، وأن تتركوا هذا الشعب المبتلي بمصيبة "الكورونا" يعيش بسلام وفضاوة البال، وألا تزيدوا على همّه همومًا أخرى، قبل أن يلوح في الأفق الفصل السابع.
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك