Advertisement

لبنان

الأرض تهتزّ من جديد... الجوع يُخْرِج الشارع من القمقم

Lebanon 24
26-01-2021 | 18:09
A-
A+
Doc-P-788016-637473031884934831.jpg
Doc-P-788016-637473031884934831.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في صحيفة "الراي" الكويتية: "لم تُخالِف صحوةُ الشارع الغاضب الذي تتمدّد تحركاته الاحتجاجية على الواقع المعيشي كبقعة الزيت، الإشارات السبّاقةَ التي ارتسمت عشية دخول لبنان المرحلة الثانية من قرار الإقفال الشامل لزوم مواجهة الموجة الأقسى من عاصفة كورونا، فيما السلطةُ في غيبوبةٍ ومأخوذة بمنازلةٍ صارت مدجّجة بأبعاد إلغائية على تخوم مأزق تأليف الحكومة بين فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في توقيتٍ بدا من الصعب عزْله عن رقعة الشطرنج الإقليمية وما تستوجبه حقبة ما بعد تَسَلُّم جو بايدن الحُكْم من الاحتفاظ بأحجار للدفع بها وفق ما تقتضيه ظروف معاودة تحريك ملفات المنطقة وأبرزها النووي الإيراني ومتفرعاته.
Advertisement

وطغى على المشهد اللبناني أمس، زنّار الاحتجاجات التي تصاعدت منذ مساء الاثنين، على شكل تجمعات وقطع طرق تركّزت أولاً في عاصمة الشمال قبل أن تتمدّد في ثلاثاء صاخب عمّ معه قفل أوتوستردات وطرقاً رئيسية مناطق عدة في الشمال (طرابلس والبداوي) والجنوب (صيدا – بيروت ومنطقة الجية) والبقاع (تعلبايا وشتورا)، وصولاً إلى بيروت وتحديداً في كورنيش المزرعة ونزلة الحص ونفق سليم سلام بعد تحرّك موْضعي أول من أمس، عند نقطة الرينغ.
وإذا كان المشترَك بين هذه التحركات الاعتراض على قرار الإقفال التام (والمحاضر التي تُسطَّر بحق المخالفين) والمرشّح لتمديد ثالث بعد 8 فبراير بما يلاقي وصول الدفعة الأولى من لقاحات فايزر وبدء حملة التطعيم، فإن هبّة الغضب في طرابلس، التي سبق أن وصفها البنك الدولي بأنها المدينة الأكثر فقراً على ساحل المتوسط، استقطبتْ الأضواء نظراً للمواجهات العنيفة والطويلة التي شهدتها ليل الاثنين بين شبان وقوات الأمن التي رُشق عناصرها بالحجارة وردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ما تسبب ‏بإصابة أكثر من 30 شخصاً بجروح غالبيتها طفيفة.

ورغم أنه لم يكن ممكناً الجزمُ بما إذا كانت جهة محددة تقف وراء هذه الاحتجاجات، ولا سيما أن ثورة 17 أكتوبر 2019 وإن كانت اندفاعتُها تلاشت إلا أن روحها مازالت على تَوَهُّجها، فإن الأكيد أن دخول الشارع على خط الواقع اللبناني المهترئ يشكّل معطى بالغ الأهمية في ضوء ما يمكن أن يستجرّه طفح كيْل اللبنانيين، الذين باتوا موزّعين في أحزمة بؤس يفاضلون بين الموت جوعاً أو بكورونا، من قلاقل أمنية وتوترات تضاف إلى الصفائح الساخنة التي تتحرّك أصلاً سياسياً ومالياً واقتصادياً، ناهيك عن المخاوف، المعزَّزة بتجارب سابقة، من إمكان توظيف فتيل الاحتجاجات وصبّ عناصر إليه في سياق الصراع الداخلي المفتوح على الجبهة الحكومية، أو في إطار المزيد من تحمية الأرض اللبنانية من ضمن مسارٍ تصعيدي يشهر أوراق القوة بوجه بايدن في أكثر من ساحة.

إضغط هنا لقراءة المقال:
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك