Advertisement

لبنان

انفجار لم يهز ضمائرهم.. جيلبير لخطيبته الشهيدة بطلة فوج الإطفاء: يا حبيبة عمري ...يا سحر

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
14-02-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-793688-637488820163160386.jpg
Doc-P-793688-637488820163160386.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

الحلقة الخامسة

يواصل " لبنان ٢٤" تقديم سلسلة حلقات عن ضحايا تفجير مرفأ بيروت وهذه الحلقة عن قصة حب تحوّلت ذكرى، نروي تفاصيلها في عيد الحب.

 

" عروستي الحلوة حَرَقتلِي قلبي...لا عقلي قادر يصدق إنها فلّتْ...ولا قلبي عم يستوعب غيابها" هكذا يبادر جيلبير القراعان محدثه لدى سؤاله عن خطيبته المسعِفة في فوج إطفاء بيروت سحر فارس التي قضت شهيدةً "برتبة وطن" مع رفاقها التسعة تحت ردم عنبر الموت في مرفأ بيروت في الرابع من آب.

 

كلمة "كانت" لا ترد على الإطلاق على لسان جيلبير خلال الحديث عن "جميلته السمراء ذات العيون السوداء"، فهي حاضرة في عقله ووجدانه وقلبه وستبقى هكذا"حتى نصير سوا".

Advertisement

 
 

هو يحادثها كل يوم، يسرد لها تفاصيل يومياته، تماماً كما كان يفعل منذ أن جمعهما الحب النقي وربما القدر الظالم قبل سبع سنوات بصدفة جميلة.

 

لفَتَه جمالها في البداية، عانَدته قليلاً ليكتشف لاحقاً " لما بلش مشوار العمر سوا" أنها تختزن في قلبها وروحها حناناً لا يوصف.

"ضناي" كانت كلمة متبادلة للعبور الى يوم جديد بكل تفاصيله، بكل حلوه ومره، وبأحلامه الوردية التي رافقت مرحلة السعي والمثابرة لتأسيس عائلة" كان بدي نعيش سوا، نفرح سوا، نعمّر سوا، نتزوج ونبني عيلة سوا ونخَتْير سوا" والخطوة الأولى كانت شراء المنزل الزوجي في منطقة الذوق في كسروان والعمل على تجهيزه قبل موعد العرس الذي حُدد في السادس من حزيران المقبل، لكن سحر تخلفت عن موعد زفافها، عن موعد قطعته لحبيبها على غير عادتها فعادت وحيدة الى "بيتها الجديد" في بلدتها القاع البقاعية، الى القبر الذي أُنجز منذ فترة قصيرة، واليه نُقلت رفاتها من مدافن العائلة.

 

علاقة المودة والمحبة مستمرة بين جيلبير وعائلة سحر، مع الأم الثكلى التي تفتقد إبنة وصديقة والأب المفجوع على غياب كبرى ورداته الثلاثة، ومع الشقيقتين اللتين خسرتا الأخت "المتواضعة والعصامية والحنونة".

 

في عيد الحب، كما قبله وبعده، يردد جيلبير أغنية" يا أميرتي، يا جميلتي، يا سيدتي، لا تتركني في وحدتي"، يخاطب مسعفةً أحبت عملها حتى آخر نفس من الإنسانية والتضحية، وغادرت مرتدية "بدلة مرقطة" نسج خيوطها الشرف وحب الوطن، وطن بحجم "نعش أبيض" يرقص بألم و حرقة، الرقصة الأخيرة، فوق أكتاف أبنائه المقهورين على غياب أحبائهم الذين يموتون مرة ولا يدركون أن من رحلوا عنهم يموتون بعدهم كل يوم.

 
 
 
 
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك