Advertisement

لبنان

إنفجار لم يهز ضمائرهم: لو تدري زهراء ذات "العيون الخضراء" لماذا استشهد والدها "الحلو والمليح" تحت أنقاض المرفأ

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
17-02-2021 | 05:30
A-
A+
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

الحلقة السادسة

اذا حالفتكَ الصدفة يوماً والتقيتَ بزهراء طفلة السنوات الست ولفَتكَ جمال عينيها الخضراوين وبادرتها بالقول" بتعرفي أنه عيونك حلوين كتير" فستسمع على الفور عبارة تختزن الكثير من الإشتياق المغلف بلهفة الطفولة "ايه...متل عيون البابا".

 

والد زهراء وشقيقتها فاطمة إبنة السنة وبضعة أشهر هو الشهيد حمد مدحت العطار إبن بلدة شعث البقاعية ،"الحلو والمليح وعيونو عسلية" الذي بحثت عنه والدته الحجة منى ساعات وأياماً في أروقة المستشفيات بعد فاجعة المرفأ وعند سؤالها عن إسمه "واذا حدا شافو" كانت تجيب سائليها "إبني حلو ومليح وعيونو عسلية"، وعندما عثرت على أشلائه فوق أرصفة المرفأ، توشحت برداء الصبر والإحتساب لله عزّ وجّل، حابسةً دمعاً عَرَف قَدرَ حزن صاحبته وعمق وجعها فلم يسقط.

 

إبن ال 28 عاماً كان يعمل سائق آلية داخل مرفأ بيروت منذ نحو ثماني سنوات، ومع انتشار جائحة الكورونا، خففت الشركة التي يعمل لصالحها من ساعات عمله وراتبه ، ما اضطره للعمل وقتاً إضافياً كسائق "فان "لتأمين لقمة عيش مثقلة بتعب وعرق لعائلته وطفلتيه.

 

Advertisement
 

"أرى إبني شهيداً لأنه جاهد في سبيل عائلته، دم إبني برقبتهن والله يصطفل فيهن" هكذا يصف الحج مدحت إبنه الشهيد كما "مئات الشهداء الذين قضوا على أيدي الفاسدين." الوالد المفجوع الذي نال منه الفراق فجمّد الدمع في عينيه، يحتضن حفيدته الصغيرة فاطمة في ركن بيت متواضع زينته صورة الإبن المكافح حتى الشهادة من أجل عائلته.

 

مشهد الوالدة منى الذي تناقلته محطات التلفزة ليلة الكارثة لدى بحثها عن إبنها وكلماتها عنه التي حصدت تعاطفاً كبيراً " كان عندي مدلل ومغنج" ألهَم الشاعر علي الأخرس فكتب كلمات أغنية "بو عيون عسلية" التي وضع لحنها فضل سليمان وأداها مروان وحسام الشامي، إهداءً الى حمد وكل أرواح شهداء الإنفجار، الى أغنية أخرى قدمها الشاعر والملحن فارس إسكندر حملت أيضاً الإسم نفسه فتحولت الأغنيتان الى "مرثية وطنية جامعة" كتلك التي أداها المنشد حسن علامة واصفاً فيها وجع الوالدة المفجوعة " ضايع إبني بالمرفأ، قلتلهم رح روح شوفو هلق، بدي إزحف لعندو، إمسح دمو عن خدو وبوّس كفوفه".

 

من رَحمِ بيروت الثكلى، تعبق حكايات الشهادة ومآسي فقدان الأحباء وصلوات إستسقاء الرحمة على أرواح ضحايا أو شهداء خسرهم وطن يحتاج فيه السلام والأمان لجواز عبور.

 

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك