Advertisement

لبنان

"لينتحر وحده".. ما سرّ هجوم جنبلاط "الناريّ" على عون وباسيل؟

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
18-02-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-795020-637492450693594271.jpg
Doc-P-795020-637492450693594271.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

قد لا يبدو الحديث جديدا عن "خلافاتٍ" بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، و"العهد" ممثَّلاً برئيس الجمهورية ميشال عون، ومن خلفه رئيس "التيار الوطنيّ الحر" جبران باسيل، باعتبار أنّ العلاقة بين الجانبيْن "ملتبسة" من الأساس، وتطغى عليها "السلبيّة"، رغم "صعودها وهبوطها" في محطّاتٍ عدّة.

 

ولعلّ خير دليلٍ على هذه "السلبيّة" في العلاقة بين عون وجنبلاط يتمثّل في جذورها "التاريخيّة"، حيث يذكر الكثيرون كيف أنّ "بيك المختارة" استبق وصول "الجنرال" إلى لبنان، عائدًا من منفاه الباريسيّ، بالتحذير من "التسونامي" الآتي، وكان ذلك "إيذانًا" باشتباكٍ لم تنجح "المصالحات" المتسلسلة على خطّ في "تبديده".

 

إلا أنّ هذه "السلبية" تجاوزت، برأي البعض، الضوابط والحدود المرسومة أخيرًا، من خلال التصريحات المنسوبة لجنبلاط، التي يصف فيها رئيس الجمهورية وحُكمَه صراحةً بـ"العبثي والمدمّر"، ويذهب لحدّ اتهامه بـ"الانتحار"، قائلاً: "فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم"، قبل أن يضيف: "ويا ليته كريم".

 

"معركة شخصيّة"

أثارت تصريحات جنبلاط الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التي جعلته يذهب إلى هذا الحدّ في صراعه مع "العهد"، وفي هذه المرحلة بالتحديد، بعيدًا عن سياسة "المهادنة" التي اعتمدها معه سابقًا، وما إذا كانت تعني في مكانٍ ما، "الطلاق النهائيّ" مع "العهد"، وقطع أيّ فرصةٍ للتقارب من جديد، كما كان يحصل في السابق.

 

يرى العارفون أنّ "الاستنفار الجنبلاطيّ"، إن جاز التعبير، يأتي بعد شعور "البيك" بأنّ "العهد" يخوض معركة "شخصيّة" في مواجهته، وذلك نتيجة "تراكماتٍ" كثيرة ليست برمّتها وليدة اليوم، وإن توّجها أداء "العهد" على خطّ تأليف الحكومة، حيث لا يُفسَّر، في الأوساط "الاشتراكية"، إصرار عون على "افتعال" عقدة توسيع الحكومة، سوى من باب "تحجيم" جنبلاط، وفتح "جبهة" ضدّه درزيًا، وهو ما تُرجِم أصلاً من خلال لقاء خلدة، أو ما اصطلح على وصفه بـ"اللقاء الدرزي"، الذي ترجم هذا "الاحتقان".

 

وفيما يرى "الاشتراكيّون" أنّ المعركة التي يخوضها "العهد" في وجه جنبلاط، بـ"أدواتٍ" متفاوتة هنا وهناك، "غير بريئة"، وتنمّ عن نوايا "مبيّتة" بضرب الصفّ الدرزيّ، يرى البعض أنّ "جذور" الخلاف سابقة للأزمة الحكوميّة، بل حتّى لحادثة قبرشمون التي لم تُطوَ فصولها بعد رغم المصالحة التي احتضنها قصر بعبدا في وقتٍ سابق، وتعود إلى عقليّة "العهد" الذي أنهى دورًا أساسيًّا لطالما لعبه جنبلاط في العهود السابقة، حين كان يوصَف بـ"بيضة القبّان" في المعادلة الداخليّة.

 

"العهد انتهى"!

لا يتبنّى "الاشتراكيّون" وجهة النظر هذه بحرفيّتها، استنادًا إلى أنّ جنبلاط، كما يقولون، لا يزال يتمتّع بحيثيّةٍ ونفوذٍ وزعامةٍ لا قدرة لـ"العهد" ولا غيره على إنكارها والقفز فوقها، بدليل أنّ كلّ محاولات "تحجيمه"، والتي وصلت إلى ذروتها في الملفّ الحكوميّ، على خلفيّة مساندة جنبلاط للرئيس المكلَّف سعد الحريري، لم تؤتِ ثمارها، وهي لن تفعل على الأرجح.

 

إلا أنّهم، في الوقت نفسه، لا يُنكِرون أن يكون جنبلاط قطع "شعرة معاوية" مع "العهد" بتصريحاته الأخيرة وما سبقها، إلا أنّهم يبرّرون ذلك بالقول إنّ العهد هو الذي "انتهى عمليًا"، ولم يعد له وزنه وثقله في المعادلة، حتى أنّ كلّ هَمّ "المستشارين الرئاسيّين" بات اليوم مُنصَبًّا على إخراج "تمديدٍ" للرئيس، الذي لطالما كان يعلن احترامه للدستور ورفضه لأيّ نقاشٍ بالتمديد تحت أيّ ظرف.

 

وتذكّر الأوساط "الاشتراكيّة" بأنّ جنبلاط، كان أول من دعا الرئيس المكلَّف إلى الاعتذار، وترك "العهد" والأكثرية التي يمثّلها، تتدبّر أمرها، وتتحمّل مسؤوليّاتها، وهو ما تسبّب بإشكاليّة بين الحزب وتيار "المستقبل"، لتعتبر أنّ "العهد عاجز"، وما أراد "البيك" قوله هو أنّ أوراق القوة هي بيد الحريري وليس العكس، وعلى "العهد" التواضع انطلاقًا من واقعه "المأزوم"، إلا إذا كان يرغب باستمرار مسلسل "الانهيار" حتى اليوم الأخير من الولاية الرئاسية.

 

باختصار، يتصرّف "الاشتراكي" وكأنّه طوى صفحة "العهد" نهائيًا، وهو ما يفسّر بشكلٍ أو بآخر الهجوم "الناري" وغير المسبوق لرئيسه. لكن، في السياسة اللبنانيّة، يبقى كلّ شيءٍ واردًا على الدوام، وتبقى "المصالحة" واردة، حتى بعد "الطلاق". سبق أن شهد اللبنانيون على مثل هذا "السيناريو"، في فتراتٍ غير بعيدة، وهو قد يتكرّر من جديد، رغم اختلاف الظروف...

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك