Advertisement

لبنان

هل إستمع "حزب الله" إلى كلام الراعي؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
28-02-2021 | 03:00
A-
A+
Doc-P-798101-637500936078526330.jpg
Doc-P-798101-637500936078526330.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مَن إستمع إلى كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في "سبت بكركي"، أدرك أن هذا الكلام لم يكن نتيجة ظروف آنية أو ابن ساعته، بل هو موقف ثابت للبطريركية المارونية بإعتبارها تنطق بإسم جميع اللبنانيين، الذين يؤيدون حياد لبنان عن الصراعات الخارجية، ويدعمون الدعوة إلى مؤتمر دولي لإعادة الحياة إلى الوطن الصغير المسلوبة إرادته بفعل الخلافات الداخلية، التي لم توصل سوى إلى الحائط المسدود. 
Advertisement

قال البطريرك الماروني بالأمس كلامًا تاريخيًا وكانت مواقفه لافتة، خصوصًا أنها لم تأت في إطار تحدّي أي مكّون من المكونات اللبنانية، مع أنه وضع النقاط على الحروف في كل المسائل، التي تتعلق بالسيادة ووحدة الشعب والمؤسسات، وتوقّف عند المفاصل الأساسية، التي تجعل لبنان يتراجع إلى الوراء بدلًا من أن يتقدّم خطوات إلى الأمام، وكان واضحًا في الأمور التي لا تقبل "المزاح" والمسايرة، فكان كلامه حفرًا وتنزيلًا، خصوصًا عندما تحدّث عن "أننا نواجه محاولة إنقلاب على إتفاق الطائف"، الذي أنهى الحرب في لبنان. 

فـ "يوم سبت بكركي" قد تقابله أيام أخرى لغير طرف لبناني، سواء أكان مؤيدًا لطروحات البطريركية المارونية أو من يخالفها الرأي، وبالأخص "حزب الله"، الذي يعارض من حيث المبدأ حياد لبنان والدعوة إلى مؤتمر دولي. وفي الإعتقاد أن قادة الحزب الذين إستمعوا إلى كلام الراعي بدقة وتمعن، أعادوا الإستماع إليه مرّة وأثنتين، وذلك من أجل التأسيس عليه، بإعتباره كلامًا لا يُقال كل يوم، وإن كانت القناعات ثابتة اليوم وأمس وغدًا، وهو سيكون مدار مناقشة داخلية وفي إطار التقييم، تمهيدًا للردّ عليه من خلال تعاميم داخل كوادر الحزب للإلتزام به، مع العلم أن ثمة جوًّا يوحي بأن الحزب يتجه إلى التعاطي مع كلام الراعي بموضوعية، مع الإقرار بأن ما يجمع بين اللبنانيين أكثر مما يفرقهم، على رغم عدم موافقة الحزب على موضوعي الحياد والمؤتمر الدولي، وذلك إنطلاقًا من ثوابت كل مكّون من المكونات اللبنانية. وان قول الراعي بأن لبنان لجميع أبنائه أو لا يكون، يمكن أن يؤسس عليه لمرحلة مستقبلية بعيدًا عن منطق الإستقواء بالخارج على بعض الداخل، على أساس أن جميع اللبنانيين متساوون أمام القانون، وأن لا صيف وشتاء فوق سطح واحد، وأن لا أحد يتقدّم على الآخر من منطلق أن ثمة مواطنين درجة أولى والآخرين درجة ثانية وثالثة ورابعة. 

بعد 27 شباط لن يكون كما قبله، إذ يمكن إعتبار هذا التاريخ مفصليًا بين المئوية الأولى من عمر لبنان الكبير، والتأسيس لمئوية ثانية، مع الإستفادة من أخطاء الماضي لتلافيها وتجّنبها، وذلك إستنادًا إلى تجارب الماضي وما فيه من إضاءات وعثرات، من دون إغفال دور لبنان في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وهو كان عضوًا مؤسسًا لهما، وهو دور غير الأدوار الأخرى. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك