Advertisement

لبنان

هل يشكل خطاب الراعي "وثيقة" لجبهة سياسية في مواجهة حزب الله؟

Lebanon 24
28-02-2021 | 06:30
A-
A+
Doc-P-798199-637501157405686971.jpg
Doc-P-798199-637501157405686971.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان "هل يشكل خطاب الراعي وثيقة لجبهة سياسية في مواجهة حزب الله؟"، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال". وجاء في المقال ما يلي:
 
في العام 2005 وبعد أيام قليلة على إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، أسس لقاء 8 آذار الذي نظمته القوى المتحالفة مع سوريا، الى تجمع 14 آذار تحت عناوين: |الحرية والسيادة والاستقلال"، ومنذ ذلك الحين بدأت الاصطفافات التي نتج عنها مواجهات سياسية ضارية بين الفريقين اللذين خاضا معارك مختلفة بدءا من الشارع مرورا بالانتخابات النيابية وتشكيل الحكومات وصولا الى إنتخابات أصغر نقابة أو هيئة على الساحة اللبنانية.
Advertisement

بالأمس، في 27 شباط 2021 شهد الصرح البطريركي في بكركي تجمعا شعبيا حاشدا تحت عنوان: "عقد مؤتمر دولي لانقاذ لبنان"، فهل يؤسس ذلك، لتاريخ ما في شهر آذار يرد من خلاله الرافضون لهذا المؤتمر بتجمع مماثل يؤدي الى مواجهة سياسية جديدة وطويلة، فيعيد التاريخ نفسه في بلد لا يكاد يخرج من أزمة حتى يقع في أخرى؟.

لا شك في أن خطاب البطريرك الراعي في حشود "سبت بكركي" سيؤسس لمرحلة جديدة في لبنان من مسلسل مواجهة حزب الله وربما تكون هذه المرة أكثر تنظيما وربما أوسع دعما على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث تتوقع مصادر مواكبة أن يشكل خطاب الراعي "وثيقة" تأسيسية لجبهة سياسية تقود الحراك المطلوب في وجه الحزب وتعمل على تنفيذ البنود المطروحة.

من المفترض أن يكون خطاب الراعي المادة السياسية الأساسية على طاولات البحث والنقاش في الأيام المقبلة، وهو سيشكل حتما عامل إنقسام لبناني جديد بين من يتبناه بالكامل وبين من يبني عليه، وبين من يحاول أن ينسبه لنفسه، وبين من يرفضه كليا أو جزئيا، لذلك فإن ثمة تساؤلات عدة سوف تُطرح حول هذا الخطاب، لجهة: هل أعطى “سبت بكركي” الضوء الأخضر للبدء بمواجهة حزب الله تحت عنوان "الاستقلال الثالث"؟، وهل يريد البطريرك أن يكون رأس حربة في مشروع إسقاط حزب الله أو أن يتحول الى قائد ثورة لبنانية تحل مكان ثورة 17 تشرين؟، وهل الحديث عن مواجهة "الانقلاب" هو إتهام صريح لحزب الله بالانقلاب على الدولة وبالتالي العمل على إسقاطه من المعادلة السياسية؟.

ثم بعد ذلك، هل بالتدويل تُحل أزمات لبنان؟، وهل إذا تدخلت الأمم المتحدة فإن الأمور ستعود الى نصابها على صعيد الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي؟، وهل نجحت تدخلات الأمم المتحدة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من البلدان في تجنيب أهلها الحروب والجوع؟، وهل طرح “الحياد” يتماشى مع التنوع السياسي والفكري والعقائدي في لبنان، خصوصا أن أكثر من نصف الشعب اللبناني يعتبر أن في طرح “الحياد” دعوة مبطنة الى التطبيع مع العدو الاسرائيلي؟.

وكذلك، هل يحتمل لبنان إنقساما جديدا حول "التدويل" خصوصا في ظل التحذيرات التي أطلقت بأنه قد يؤدي الى توترات أمنية أو قد يجر معه ويلات على البلاد؟، وهل يمكن لأي طرح أن يبصر النور إذا لم يحظ بإجماع وطني؟، وهل سيؤدي غياب هذا الاجماع الى مآس ما يزال اللبنانيون يجهدون لنسيان تفاصيلها وطيّ صفحاتها؟.

من بين هذه التساؤلات أيضا، هل رفع الراعي السقف السياسي في خطابه لكي يشكل عامل ضغط حقيقي على حزب الله وسائر الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة وفقا للمبادرة الفرنسية، خصوصا مع تأكيده بأنه لجأ الى فكرة "التدويل" بعدما فشلت القوى السياسية في الجلوس على طاولة واحدة وفي تشكيل الحكومة؟، وهل هي دعوة الى طاولة حوار جديدة تضع النقاط على الحروف تكون بكركي طرفا فيها؟، وهل هذا الضغط يرمي الى دفع القوى السياسية الى حسن تطبيق إتفاق الطائف الذي بات يشكل مصلحة مسيحية، خصوصا أن البديل عنه هي “المثالثة” التي ستقضم ثلث مكتسبات المسيحيين في لبنان؟..

ربما لا تنتهي هذه التساؤلات، لكن الواضح أن لبنان بعد خطاب الراعي لن يكون كما قبل، خصوصا أن مرحلة جديدة بدأت ستكون محفوفة بالمخاطر، لا سيما في ظل الحديث المتنامي بأن هناك من ورّط البطريرك الراعي بهذا الخطاب وبهذا الحشد ويريد إستدراج المسيحيين لا سيما الموارنة منهم الى مغامرة جديدة غير محسوبة النتائج.. فهل من يقطع الطريق على كل هذه "الأهوال" التي تلوح في الأفق بتشكيل الحكومة سريعا؟، أم أن الهتافات والشعارات والشتائم التي أطلقها مشاركون في "سبت بكركي" معطوفة على ما تضمنه الخطاب البطريركي من مواقف حادة، من شأنه أن يُدخل لبنان في نفق جديد قد يكون أظلم وأخطر بكثير من النفق المتواجد فيه حاليا؟!..
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك