التيار يناور.. يتمسك بشروطه و"يطبطب" للحراك

لا يزال التيار "الوطني الحر" يناور بشكل واضح من أجل التمسّك بشروطه السياسية من دون أن يقدّم أية تنازلات في موضوع المحاصصة لتسهيل عملية تشكيل الحكومة. وعلى الرغم من التحرّكات الشعبية التي حصلت في الأيام الاخيرة والتي من شأنها أن تشكّل عامل ضغط شديد عليه، الا ان التيار وحتى هذه اللحظة لا يبادر الى طرح أي حلول لانطلاق العجلة الحكومية، بل يُظهر تعنّتاً فاضحاً في ظلّ الأزمات الراهنة.

ترى مصادر سياسية مطّلعة أن التسريبات الاعلامية التي بات يمتهنها التيار مؤخراً والتي تشير الى استعداده للتنازل عن جزء من شروطه الحكومية وتقديمه صيغة مُرضية للحلّ هي مجرّد مظاهر للإيحاء بأنه مسهّل لعملية التشكيل، ولتخفيف احتقان الشارع وتوجيه التحركات الشعبية نحو تيار "المستقبل" والرئيس المكلّف سعد الحريري.

وتؤكد المصادر أن التيار "الوطني الحر" ليس في وارد التنازل عن أي من مطالبه، لجهة شكل الحكومة وعدد وزرائها لكي يتمكن من الحصول على "الثلث المعطل" بطرق ملتوية أي عبر حلفائه وتحديدا الحزب "الديمقراطي اللبناني" وحزب "الطاشناق".

ووفق المصادر، فإن التيار سيعمل في المرحلة المقبلة على الاستفادة من تجارب الماضي لجهة التعامل مع الحراكات الشعبية، الامر الذي تظهّر في تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلال التسريبات الاعلامية التي توحي بوجود مطبخ يعمل على امتصاص غضب الشارع و"الطبطبة" عليه ويسعى في الوقت عينه الى تحويل بوصلته من "بعبدا" نحو "بيت الوسط" مروراً "بزواريب" خصومه السياسيين.

وعلى رغم ارتفاع وتيرة التحركات الشعبية في الايام الماضية الا انها لم تؤثر على صلب المطالب "العونية" ولم تُحرج الرئيس ميشال عون وتدفعه الى التراجع خطوات جدّية نحو الوراء، ومن جهة اخرى فإن هذه التحركات التي، وبحسب المصادر، يحاول خصوم "العهد" تصويبها باتجاه بعبدا للحصول على مكاسب سياسية في ملف التشكيل لم تفلح حتى اليوم في إتقان عملية الاستهداف المنشودة، بل لا تزال تمارس التضييق الشامل على مجمل الطبقة السياسية الأمر الذي يبدو أنه بات يخدم "العهد" ويصبّ في مصلحته ويخفف من حجم الضغوطات عن كاهله.