كتب محمد شقير في " الشرق الاوسط": يبدي سفراء الدول العربية والأجنبية قلقهم الشديد حيال الانفجار الاجتماعي الزاحف على لبنان لما يترتّب عليه من تداعيات يمكن أن تهدد الكيان اللبناني من دون أن تتحرك الطبقة السياسية، وعلى رأسها المنظومة الحاكمة التي تتصرف وكأن البلد بألف خير مع أنه يقف على طرف الانهيار بدلاً من أن تبادر إلى وقفه بالإفراج عن تشكيل حكومة مهمة، لعلها تتمكن من انتشاله من قعر الهاوية، خصوصاً أن لا مجال لرهان هذا الطرف أو ذاك على كسب الوقت فيما يقترب بلدهم من الزوال.
ويؤكد هؤلاء السفراء المعتمدون لدى لبنان - بحسب مصادر أوروبية - أنهم لا يرون من مبرر لتعطيل الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة يمكن أن تتيح للبلد أن يلتقط أنفاسه قبل أن يدخل في غيبوبة قاتلة تفتح الباب أمام إقحامه في خيارات يصعب السيطرة عليها، بعد أن يفقد اللبنانيون الأمل في إنقاذه على الأقل لتوفير لقمة العيش في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار مع تدهور سعر الليرة اللبنانية الذي يتفلّت من الضوابط فيما يستمر سعر صرف الدولار في التحليق عالياً.