Advertisement

لبنان

خلف أزمة تشكيل الحكومة رصاص وأكثر؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
23-03-2021 | 02:30
A-
A+
Doc-P-805851-637520866421484576.jpg
Doc-P-805851-637520866421484576.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

من المستحسن تعبئة النموذج" كان ينقصها عبارة و"إلا ..." ليكتمل الدرس الذي يبدو ان العهد القوي ينوي تلقينه لكل من تعاقب او سيتعاقب على موقع رئاسة الحكومة التي سارت على درب الطائف والدستور المنبثق عنه في تشكيل الحكومات. مع العلم ان ان كل من قبل بمهام تولي رئاسة الحكومة درس "الألف وباء وبوباية" ويتقنها جيداً وليس بحاجة لمن يكتب له على اللوح ويرد وراءه . الا انه ربما سها عن بال العهد ان التاريخ لم يكتب بالرصاص ليمحى بالقوة وانما كتب بالدم الذي لم يستطع محوه الا سقف الاتفاق الوطني الذي كرسه الدستور ونظم عمله.

 

اذا، هكذا تحول ملف تشكيل الحكومة من ملف لحل الازمات المتفجرة في لبنان الى ازمة وطنية كبرى اعادت البلاد الى نقطة الصفر في مفهوم الشراكة الدستورية وكيفية التعاطي ، نابشا في المحرمات ، وغير عابئ بدقة المرحلة والانهيارت التي تأكل قطاعات الدولة ومؤسساتها. حيال ذلك يبدو هناك عجز واضح لدى اهل الربط والحل في ايجاد مخرج لحل الازمة الحكومية سيما انه كلما طال امدها كلما زاد منسوب استحالة حلها، خاصة في ظل انعدام الثقة بين القوى السياسية وتسلح كل منها بما تمتلك من اوراق في الساحة الخارجية لتوظيفها في الداخل اللبناني بما يحفظ لها مقعدا ونفوذا يتماهى مع التغيرات التي تقبل عليها المنطقة .

 

لا شك ان الملف الحكومي ليس تفصيلا صغيرا في الواقع السياسي اللبناني المتأزم وانما هو نقطة الانطلاق المعول عليها في توفير الحصانة الشرعية والردع للحؤول دون حصول اي تغيير في الستاتيكو الحالي الداخلي والخارجي وايضا ورقة استثمار دسمة في ظل الفوضى الحاصلة. والقارىء للمعطيات والتصريحات والموافق للقوى السياسية خاصة التصريحين الاخيرين لحزب الله يلاحظ ان الامين العام للحزب اقفل في التصريح الاول الباب في وجه الثلث المعطل واقر باحقية الحريري بحقيبة الداخلية ليعود بالامس ويحض على تشكيل حكومة سياسية وفي حال التأزم طرح اعادة تفعيل حكومة دياب او البحث في حل دستوري قانوني يحفظ التوازنات. التغيير في الموقف هذا جاء عقب الزيارة التي قام بها وفد حزب الله الى موسكو، مترافقا مع هواجس لم تخفها اصوات مقربة من الحزب كشفت عن مخططات اميركية في لبنان على خلفية زيارة السفيرة الاميركية مؤخرا الى البقاع وما حكي عن امكانية تدخل عسكري مصري اماراتي في حال انفجار الوضع عدا عن الحديث عن حرب اهلية وغيرها من العناوين، توحي بشكل او بآخر الى حرص الحزب على ان تكون الحكومة مجتمعة ضامنة وصول رئيس جمهورية ومجلس نيابي جديد قادرين على مواجهة التغييرات التي ستشهدها المنطقة مع العهد الاميركي الجديد والذي افتتح سجلاتها بازمة دبلوماسية كبيرة مع روسيا الامر الذي من شأنه ان يدفع بحزب الله وحليفته ايران الى الاستفادة من النقاط الخلافية بين اميركا وروسيا لا سيما في الملف السوري وبالتالي العمل على رص الصفوف الى جانب روسيا في سبيل تطويق اللاعب الاميركي وجره بشروط ايران وروسيا وليس العكس.

 

هذا كله لا يعني بالطبع ان حزب الله تخلى او هو رافض للحريري، كما انه في الوقت نفسه يعلم مكمن العلة ولا يرغب في الضغط على العهد وتياره سيما بعدما وصلت العلاقة بينهما الى مرحلة الاهتزاز، والانفصال مكروه في هذه المرحلة. من هنا ربما جاء موقف حركة امل حيال ملف تشكيل الحكومة المائل الى دفة الحريري بمثابة بيضة القبان لمنع اي اختلال في العلاقة السنية- الشيعية مع غض طرف حزب الله ان لم نقل رضاه على ما قد يكون لذلك من تداعيات.

 

ميرفت ملحم ( محام بالاستئناف)

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك