عيادات مجانية لمرضى كورونا.. اليكم مراكزها وهكذا يمكنكم الاستفادة من خدماتها

رئة المستشفيات أُنهكت بكورونا، تئن وكأنّها المريض، في ظل واقع صحي واقتصادي مأسوي فرض بثقله على منظومة طبية متكاملة، حتى فقدت بعض المستشفيات قدرتها على إستيعاب الاعداد المتزايدة  بالاصابات، وفقد معها بعض الأطباء قدرتهم على البقاء، فهاجروا، وبقي من بقي يتخبط بالصعوبات الى ما لا نهايتها. وأمام هذا الواقع برز مشروع العيادات الميدانية المجانية لمرضى كورونا. ما هو هذا المشروع، من يستفيد من المرضى وهل تنتشر هذه الخدمات على إمتداد مساحة  المناطق اللبنانية؟.  

قبل اسبوع، تم افتتاح العيادات المجانية لمرضى كورونا التابع لمركز الرعاية الصحية في "جامعة بيروت العربية"، بالشراكة مع مؤسسة "إرادة". كل لبناني وغير لبناني متواجد على الاراضي اللبنانية، يمكنه الاستفادة من خدمات هذه العيادات المجانية، سواء بالتوجه الى العيادات الميدانية التي أقيمت خصيصا قرب تقاطع المدينة الرياضية ومنطقة الطريق الجديدة، أو الإستفادة من العيادات الهاتفية، حيث بإنتظاركم مجموعة من الاطباء والاخصائيين، وسلة من الخدمات الصحية المجانية في زمن كورونا والارتفاع الجنوني بأسعار الاستشفاء على سعر صرف الدولار.   

ويتألف المركز من 7 عيادات مجهزة بالكامل مع مرافقها، وسيارة اسعاف جاهزة للجمعية الطبية الإسلامية لنقل الحالات الحرجة مع مستشفيي المقاصد ورفيق الحريري الحكومي الجامعي.   

يشرح رئيس "جامعة بيروت العربية" البروفسور عمرو جلال العدوي في حديث خاص لـ"لبنان 24" آلية عمل هذه العيادات وفكرة انشائها، مشيراً الى أنّ المجتمع أصبح بحاجة ماسة الى عيادات لإستقبال مرضى كورونا، بعدما إمتلأت المستشفيات بمرضى الفيروس، أمام واقع مأسوي حيث لا أسرّة للمصابين. يقول العدوي: "تم إنشاء موقع للعيادات بالتعاون مع جمعية "إرادة"، في موقع تابع لجامعة بيروت العربية بالقرب من تقاطع المدينة الرياضية، ويحتوي على التجهيزات كافة وآلات أوكسجين للحالات الطارئة، حيث يديره أطباء من الجامعة على مستوى طبي هام، خلال ايام الاسبوع".   

 

رئيس "جامعة بيروت العربية" البروفسور عمرو جلال العدوي

يستقبل المركز بحسب العدوي، المرضى من مختلف أنحاء لبنان، ولا تفرقة بين لبناني وأجنبي، "يتبع المركز بالعيادات الـ7 الخاصة به، كل اجراءات الاحتياط والسلامة والوقاية، حرصا منا على تقديم افضل خدمة للمجتمع اللبناني، والتعاون مع المؤسسات المدنية، ونأمل في هذه الظروف الصعبة أن نساهم في التخفيف عن آلام اللبنانيين".  

عيادات هاتفية   

 يتابع البروفسور العدوي: "مع هذا المركز، قدمنا مشروع العيادات الهاتفية على مدار الاربع وعشرين ساعة، حيث نستقبل اتصالات المواطنين للمساعدة الطبية المجانية. أضف الى ذلك أن المركز يستقبل بعض الحالات الصحية لغير المصابين بكورونا، ويحتاجون الى مساعدة طبية".  

وستقدم العيادات المعاينة والمتابعة الطبية للمصابين مجانا، والذين لا يحتاجون دخول المستشفيات ويمكن معالجتهم منزليا من قبل فريق من أطباء إختصاصيين وممرضين متمرسين.   

طلاب لبنان الى الاسكندرية   

لا تقتصر خدمات جامعة بيروت العربية، على العيادات المجانية لمرضى كورونا، بل قامت إدارة الجامعة مؤخراً، ولعدم قدرة طلاب كلية الطب في الجامعة على متابعة التدريب الكلينيكي في المستشفيات، بإرسال دفعات من الطلاب وخصوصاً طلاب السنوات الرابعة والخامسة والسادسة، الى جامعة الاسكندرية في مصر مؤقتاً لتلقي التدريب العملاني. يتابع العدوي: "لا يصلح هذا التدريب ابداً في المحاضرات، ولكن بعد إنفجار المرفأ وتفشي اعداد الاصابات بكورونا، ووضع المستشفيات الصعب في لبنان، لم يعد بإمكان الطلاب متابعة التدريب فيها، لذا قررنا بالإتفاق مع جامعة الاسكندرية- كلية الطب، أن نرسل 300 طالب على فترات مختلفة للتدريب في مستشفيات جامعة الاسكندرية المتميزة وتحت اشراف نخبة من أساتذة الطب، وذلك على نفقة الجامعة تماما. وقد سافرت مجموعتان من الطلاب مؤخراً، وهناك مجموعة ثالثة تتحضر الى السفر، على نفقة الجامعة من إقامة ومصاريف التدريب والى ما هنالك، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة الاقتصادية التي تمر بها الجامعة".