Advertisement

لبنان

عون - الحريري - باسيل: الحكومة المعطوبة

Lebanon 24
09-04-2021 | 23:06
A-
A+
Doc-P-811453-637536316758548049.jpg
Doc-P-811453-637536316758548049.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": مع أن باسيل جهر مراراً أنه لا يريد المشاركة في الحكومة الجديدة، ولن تمنحها كتلته الثقة، إلا أن وجوده في المعادلة الرئاسية بصفته رئيس حزب الرئيس المُعدّ أكبر الأحزاب المسيحية في الشارع والحكم، وكذلك في صلب تحالف مع حزب الله يستمد منه قوته وتأثيره، ويجعله يستفيد من حساسية التوازن القائم داخل الثنائي الشيعي هو العارف بمناوأة الرئيس نبيه برّي له، أضف انكفاء ندّيه المسيحيين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية عن المواجهة في لعبة السلطة، فيما لا يعدو تمثيل فرنجية أكثر من الحجم الصغير الذي يمثله مناطقياً والحماية الكبيرة الموفَّرة له من الثنائي الشيعي... ذلك كله، يجعل باسيل أقرب ما يكون إلى «ناخب» لا يُستغنى عنه في إدارة مرحلة تأليف الحكومة.
Advertisement

ما يرافق تعثّر التأليف حالياً، جملة عقبات تحيل أي فرصة لإبصار حكومة جديدة النور مستحيلة حتى إشعار آخر، أبرزها:
1 - ليس لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وباسيل، مجتمعين ومنفردين، سوى Plan A. مفاد ذلك أن تصلبهم يتركز على تأكيد ما يصرّ كل منهم عليه ورفض ما عداه. أخفقت - أو أوشكت - اقتراحات قديمة وجديدة لتخفيف وطأة عنادهم. لا أحد منهم بعد يفكر في Plan B، أو التنازل جدياً عن جزء من شروطه. بل يوحي بأن ثمن التنازل الصغير من هذا يساوي تنازلاً كبيراً من ذاك. كل تساهل بات يعني أن ثمة ما هو أكثر من رابح وأكثر من خاسر. ثمّة من كسر رأس الآخر.
2 - مقدار ما يريد الحريري توجيه رسالة إيجابية - من طرف واحد - إلى الرياض، مؤدّاها أنه لا يزال السنّي الأقوى غير المستغنى عنه، القادر على شدّ عصب طائفته من خلال شروطه، يؤكّد لها في الوقت نفسه أنه يركض وراء الحكومة التي تتطلبها بالمواصفات التي وضعتها السعودية: يفقد فيها رئيس الجمهورية وحزب الله أي تأثير، وتستبعد باسيل نهائياً عنها. كذلك يتصرّف رئيس الجمهورية كما لو أنه لن يسمح لما تبقى من ولايته بمزيد من الخسائر التي لحقت بها. هو الآن على أبواب انتخابات نيابية عامة مفترضة بعد 13 شهراً، وانتخابات رئاسية مفترضة بعد 16 شهراً. لكنه أيضاً أمام استحقاق افتراضي ثالث يُعدّ الأخطر والأكثر احتمالاً وتوقّعاً، هو حصول شغور ما بعد انتهاء الولاية، ما يتيح للحريري، على رأس حكومة يريدها بمواصفاته، أقوى اللاعبين في انتخابات رئاسة 2022.
ما يعني الرئيس أن لا يكتفي بدور الشريك الدستوري في التأليف، بل أيضاً الشريك السياسي في قرار المرحلة المقبلة من خلال حزبه وكتلته النيابية. الأمر نفسه عند باسيل. على غرار دوره الحالي كناخب مؤثر في تأليف الحكومة، يتطلع إلى أن يكون الناخب المسيحي الأقوى في اختبار 2022، ما دامت العقوبات الأميركية تعرقل حتى الآن على الأقل ترشحه.
3 - لم يعد خافياً أن كلّاً من عون والحريري يفضّل التخلص من الآخر، من غير أن يسعه أن يفعل. الأول تحكم وجوده في السلطة ولاية دستورية غير آيلة للسقوط أياً تكن ذرائعها السياسية، والثاني يشد عضده استنفاره طائفته إلى جانبه وتوازن القوى الداخلي الذي يحتاج إليه الثنائي الشيعي كي يحافظ على استقرار البلاد وفي الوقت نفسه أن يكون أقوى الأفرقاء من أجل أن يظل صاحب دور ضابط الكل. بذلك تمسي المساكنة بين الرئيسين متعذّرة، صعبة، مهدّدة، ثقيلة الوطأة على حكومة قد يرغمان على القبول بتأليفها، من غير أن ترجح كفة أيّ منهما عليها، ويتسببان بشلّها تماماً وإعطاب دورها، وإعطاب كل ما سيليها.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك