Advertisement

لبنان

هذه هي قصة هلا وكريستيان... She is sooo Ugly

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
11-04-2021 | 08:00
A-
A+
Doc-P-811829-637537444979338067.jpg
Doc-P-811829-637537444979338067.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

حكايات واخبار التعلم عند بعد تستمر بوتيرة مختلفة ومتنوعة، لا بل متبدلة من فترة الى اخرى، فاذا كانت الاشكالية الابرز في هذا المجال تتمثل في كيفية نجاح هذا التعلم في ظل البنى التحتية المتآكلة التي يعاني منها اللبناني،

واذا كانت اشكالية التكنولوجيا الحديثة وعلاقتها بكل من الادارات، الاساتذة، الطلاب والمناهج تستحوذ على جهد مهم من محاولة انجاح الوسائل الحديثة للتعليم، التي فرضتها جائحة كورونا،

واذا كانت قضية الاهالي وقدرتهم على متابعة ابنائهم، ناهيك عن تأمينهم كل مستلزمات التعلم عن بعد في ظل ازمة الدولار القائمة، تشكل نقطة محورية في تقييم هذا التعلم ومفاهيمه،

واذا كانت ايضا، كل الاشكاليات والقضايا المطروحة اعلاه، محورا اساسا في نظرتنا للتعليم والتربية في هذه الايام العصيبة، لا يمكننا ان ننسى او نتناسى، الجانب الانساني، العلائقي الذي  يشكل نسبة لا يستهان بها في التعليم ولو كان عن بعد.

طرفان اساسيان يشكلان المرتكز الاساسي لهذا التعليم، وهما الاستاذ والتلميذ، وما بينهما ابعد من علاقة علوم ومعلومات ودروس تاريخ وانشاء واستظهار،

Advertisement
ما بينهما علاقة انسانية، تقرأها العيون و نبرات الاصوات، والهموم والمشاكل التي تجد لنفسها مكانا لتختبىء فيه ما بين الشاشة والانترنت والتطبيقات المتعددة المستخدمة.

هذا ما حصل مع مدرسة الرياضيات واللغة الانكليزية "هلا ابو كامل" و تلميذها من الصف السادس "كريستيان عربيد"، ما حصل كان من الممكن وضعه في خانة التنمّر، لولا استدراك المعلمة  ونضوجها الكافي الذي حوّل الموضوع عن اطاره السلبي ووضعه في خانتة الايجابية.

و في تفاصيل الحادثة، اثناء صف الرياضيات عبر تطبيق "زووم"، قامت المعلمة "هلا" بفتح "الكاميرا"، محاولة شرح مادتها بافضل طريقة ممكنة،
فقام التلميذ "كريستيان"، بالتعبير مباشرة برسالة ارادها خاصة لاحد زملائه، لكنها عن غير قصد اتت عامة، يمكن لجميع المشاركين كما المعلمة ان يشاهدوا مضمونها.

والرسالة مقتضبة جدا يقول فيها "كريستيان" : " انها قبيحة جدا".

وهنا كان الاحتمال الابرز، ان تقوم المعلمة بتوبيخه، او اعطائه درسا في الاخلاق او حتى طرده من الحصة والصف، لكن بدت " هلا"، ككثر من العاملين في التربية والتعليم في لبنان، متماسكة وناضجة بما يكفي، فوضعت مصلحة الطالب فوق اي اعتبار، اذ قامت بالتوجه مباشرة الى كريستيان و من خلفة زملائه،

لتحوّل الحصة من الرياضيات، الى الحديث عن الجمال من منظوره النسبي، ومن باب الجرأة التي يتمتع بها الانسان، والتي تدفعه لتقبل الجميع بغض النظر عن اسقاطاته الشخصية لنسبة جماله. فكانت حصة علمية انسانسة، فيها دروس عن علمية الجمال، لناحية نمو مكونات الوجه بمقاييس متساوية، ما يجعلها متناسقة وقريبة من مفهوم الجمال، وفيها دروس انسانية عن اهمية تقبل الآخر بغض النظر عن نظرتنا له قلبا وقالبا.

هذه هي قصة "هلا" و"كريستيان"، قصة صف تحوّل من درس  لساعة  واحدة الى درس حياة بالنسبة "لكريستيان" وزملائه، لكن ماذا عن المعلمة، التي قدّمت مهنيتها على شخصها، ماذا عن "هلا" التي لربما عادت الى المرآة بعد الحصة مباشرة، وتذكرت انها في زحمة تربية اولادها، المحافظة على زواجها، متابعة عملها وشؤون منزلها، لا بد لها من تعطي مساحة للاهتمام بنفسها على مختلف الصعد،

هكذا هي حال مجموعة كبيرة من النساء، اللواتي يقدمن كل شيء على حساب انفسهن، وبدل ان يقدرهن المجتمع، يذهب للتنمر عليهن بطريقة او بأخرى.
وللعلم، نرى "هلا" جميلة بما يكفي ويزيد، حتى تكون مربية صالحة لاجيال مقبلة، قادرة على خلق الجمال في مجتمع يسوده الظلام من كل حدب وصوب.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك