Advertisement

لبنان

رمضان الفيحاء عبق من الماضي والحاضر 6/30

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
18-04-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-814073-637543344958615006.jpg
Doc-P-814073-637543344958615006.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

العلاقة بين المسحراتي وازقة طرابلس علاقة وجدان وانسجام. فإذا ما شاء المرء أن يراقب ساعات همة المسحراتيين في طرابلس لتلمس تلك العلاقة الشيقة بين الليل والصوت، لامكنه ان يكتشف انهما يتعانقان في نمط جميل، فيعشق الليل الصوت لتحنو الجدران فترد الصدى .

وإذا شئت نزلت إلى أي حي من أحياء طرابلس في توقيت نزول المسحراتيين، فتقف في أي موقع فتغمض عينيك وتعطي لاذنيك مهمة تحري الساعين في أيقاظ الناس .. وينساب الصوت إلى اذنيك ضعيفا بداية تحمله أصداء الهدوء والسكينة ثم يزداد قوة فلا يعود صوت الطبلة أقوى من صوت صاحبها، ولتكتشف في هذه الحالة أصواتا شجية تعلو في جودتها على أصوات مشهورة في عالم الغناء لا سيما في مجال القدود، فهو فن بعينه وسحر جميل، وإذا ما وصل المسحراتي إلى حيث تقف صار صوت القرع على الطبلة كصوت دقات قلبك واناشيد صاحب الهمة نشيد ليل آسر حلو المذاق ، لتوقن ان الأذن أكثر رهافة في التذوق من اللسان احيانا.

وفي طرابل، لم يقتصر دور المسحراتي على حاملي الطبول بل كان أهالي الحارات ايام زمان يتولون إيقاظ بعضهم البعض، أما عن سابق اتفاق متبادل أو بهمة يتولاها من لاحظ ان أنوار دار جاره لم تضأ بعد، فكان ينتقل من داره إلى دار جاره موقظا بود. ولعل وسائل الاتصال من هاتف بداية ثم الوسائل الأخرى توفر على الساعين في إيقاظ جيرانهم مهمة عناء الانتقال فيكفي أن يرفع سماعة الهاتف لتكون المهمة قد أنجزت بنجاح هذه الأيام .

Advertisement

نبذة في نشأة مهمة المسحراتي

وفي تاريخ نشأة مهمة المسحراتي ما يتصل بعهد النبوة إذ تتوفر نصوص تشير إلى ان الصحابي الجليل بلال بن رباح، أول مؤذن في الإسلام، اذ قام وابن أم مكتوم، بمهمة إيقاظ المسلمين للسحور .
إلا ان المسحراتي كما نعرفه اليوم ظهر في مصر، عندما تطوع الوالي عتبة بن إسحاق لكي يقوم بنفسه بهذه المهمة ، وذلك عام 238 هجرية .
اما في عهد الدولة الفاطمية، فثمة ما يشير من نصوص الى ان الحاكم بأمر الله أصدر أمراً لجنوده بأن يمروا على البيوت، ويدقوا على الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور .
وأما فى اليمن والمغرب فكانوا يوقظون الناس من خلال الدق على الأبواب بالنبابيت خلافا لاهل الشام، الذين اعتادوا على إيقاط الناس بالعزف على العيدان والطنابير، وإنشاد بعض الأناشيد الرمضانية.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك