كتبت رحيل دندش في "الأخبار": تداعيات الأزمة الاقتصادية تطيح «المطبخ اللبناني»، بعدما فرضت تغييراً في نوعية بعض المكونات لمصلحة مكونات أرخص وأقل جودة، ما أثّر في جودة الأطباق اللبنانية التقليدية، وانعكس خطراً في تركيبتها الغذائية، مع ما لذلك من انعكاسات على الصحة العامة.
تداعيات هذه الأزمة أعادت إلى الواجهة دراسة «تركيبة الغذاء للمأكولات الشعبية». وقد عمدت الجامعة اللبنانية إلى «تحديث» معطياتها، استناداً الى المتغيرات المتسارعة في نوعية الغذاء والأصناف الداخلة فيه. واختار القيّمون على الدراسة 30 طبقاً تقليديّاً (150 عيّنة من 5 مناطق جغرافيّة في لبنان) يستهلكها اللبنانيون بكثرة لإعادة «فحصها»، وتحليل الدهون والدهون المشبّعة والدهون غير المشبّعة الأحاديّة والدهون غير المشبّعة المتعدّدة والأحماض الدهنيّة والملح وإجماليّ السكر والفيتامين «د» والحديد الداخلة فيها. ومن بين تلك الأطباق الهندباء بالزيت، اللحم بعجين، الفلافل، الملفوف المحشيّ، الفول المدمّس، فطائر السبانخ، الشيش برك، الكفتة والبطاطا، فتّة الحمّص، الكبّة بالصينيّة، شاورما اللحمة، الأرز بالدجاج، المجدّرة، الكوسا، الكبّة بالصينيّة، البابا غنّوج، الفتّوش التبولة، الصياديّة، البرغل بالبندورة، مسخّن الباذنجان...
لنتائج كشفت عن أخبارٍ غير سارة، وبيّنت وجود محتوى عال من الملح (أكثر بـ20% من القيمة اليوميّة) في أكثر من نصف تلك الأطباق. كما أظهرت وجود نقصاً في المغذّيات في غالبية الأغذية التي أُخضعت للتحاليل، وهو «ما يؤثر على النموّ، خصوصاً عندما يكون جزء من النقص في التغذية يتعلّق بالحديد». وبحسب الدراسة، فإن أكثر من 60% من الأطباق فيها نقص في الحديد (أقلّ من 10% من القيمة اليوميّة)، ما يحمل عواقب صحية سلبيّة، خصوصاً بين الفئات المعرضة للخطر، كالأطفال والنساء الحوامل والنساء في سنّ الإنجاب. وفي هذا الجانب، شدّدت الدراسة على اتّخاذ إجراءات وقائيّة تتعلّق بتأسيس عادات غذائيّة جيّدة لمعالجة الحاجة إلى الحديد وزيادة التوعية حول أهميّة استهلاك الأطعمة الغنيّة بالحديد، وإعطاء مكمّلات حديد للفئات المعرّضة للخطر إذا كانت بحاجة اليها.