Advertisement

لبنان

كنوز شرق المتوسط وخارطة المنطقة الجديدة.. لبنان محطة روسية أساسية وهذا السيناريو المتوقع

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
03-06-2021 | 04:35
A-
A+
Doc-P-829624-637583136041220476.jpg
Doc-P-829624-637583136041220476.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لا تقف الجغرافيا عائقاً أمام روسيا. فعلى الرغم من أنّ البحر الأبيض المتوسط لا يحدّها من أي جهة، تمتلك روسيا قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس، كما وتبسط نفوذها حول البلدان المجاورة، وبينها لبنان.
Advertisement

تنظر روسيا إلى لبنان باعتباره جزءاً من المسار السوري، ويُعتبر توسيع نطاق نفوذها والسيطرة على موارد الطاقة في شرق المتوسط أحد أهدافها الأساسية في الشرق الأوسط، بحسب تقرير نشره موقع "The Armenian Weekly". وبعد تدخلها في الحرب السورية في العام 2015، يُتوقع أن تسعى روسيا جاهدة للاستفادة من هذه الخطوة التي قلبت موازين الحرب بما يخدم مصالحها في المنطقة.

يؤكد التقرير الذي يحمل عنوان "مصالح روسيا في لبنان: تحقيق حلم شرق أوسطي" أنّ الدور الروسي ليس بجديد، موضحاً أنّه تعزز في السنوات الماضية بعد هزيمة "داعش" و"الاضطرابات المدنية المتزايدة في سوريا".

نفط وغاز فحسب؟

دخلت روسيا سوق الطاقة في لبنان عبر شركات نفطية تملكها الدولة، ففي العام 2018، وقعت وزارة الطاقة والمياه عقداً لمدة 20 عاماً مع شركة "روسنفت" الروسية لتطوير منشآت تخزين نفط في ميناء طرابلس.

في قراءتها، ترى مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والخبيرة في شؤون الطاقة، لوري هايتيان، أنّ روسيا مهتمة "بخلق وجود قوي في المنطقة"، مضيفةً: "ومن شأن السيطرة على خط أنابيب يمتد من العراق إلى لبنان عبر سوريا أن يمثّل أحد السبل لإنشاء منطقة نفوذ". هايتيان التي تبيّن أنّ مصلحة روسيا في شرق المتوسط تشمل السيطرة على موارد الطاقة الضخمة في المنطقة، تشرح بالقول إنّ شركة "روسنفت" تمتلك حصصاً في حقول غاز في مصر والعراق (كركوك وكردستان). أمّا شركة "نوفاتيك"، فتملك حصصاً في الحقليْن اللبنانيين رقم 4 و9، وفقاً لهايتيان.

وإذ تذكّر هايتيان بالعقود التي أبرمتها شركات طاقة روسية مع سوريا، تتحدّث عن إمكانية تسهيل موسكو اتفاقية تطوير مشترك بين لبنان وسوريا لتشارك الموارد في الحقليْن رقم 1 و2 في لبنان والحقل رقم 2 في سوريا. وتعتبر هايتايان أنّ خطوة مماثلة ستكون استراتيجية بالنسبة إلى روسيا، إذ يمكن للاسثتمار في شمال لبنان أن يحيد النفوذ التركي في المنطقة.

في السياق نفسه، تطرح هايتيان فرضية تعاون روسيا مع تركيا في مواجهة المحور الفرنسي-المصري-القبرصي-اليوناني-الإسرائيلي، لافتةً إلى أنّ موسكو متعاونة بشكل أكبر مع أنقرة على مستوى بناء خطوط الأنابيب من جهة، وتستخدم تركيا كمركز لغازها الطبيعي من جهة ثانية. وتتابع الخبيرة: "إذا واصلت الشركات الروسي توسعها في المنطقة (لا سيما في سوريا ولبنان والعراق وربما إيران)، عندها يمكن أن نشهد على (ولادة) منتدى شبيه بمنتدى شرق المتوسط، ويتخذ هذا المنتدى مصر مقراً له على الرغم من أنّ روسيا أسسه ودعمته. وعندها، تستطيع روسيا السيطرة على موارد الغاز الطبيعي المسال في المنطقة ومساعدة روسيا لتصبح مركزاً لعبور الغاز الطبيعي المسال نحو أوروبا".

العلاقات اللبنانية-الروسية الأمنية

تجيير الهبة الروسية (خط الائتمان الروسي المقدرة قيمته بمليار دولار) لقوى الأمن الداخلي، بعدما كانت مخصصة للجيش، لم يحل دون مواصلة روسيا من تعزيز علاقاتها الأمنية والعسكرية مع لبنان. فخلال العام الماضي، رفعت روسيا عدد موظفي سفارتها في بيروت حيث بات يضم قسماً عسكرياً كبيراً نسبياً، بحسب ما يقول موقع "The Armenian Weekly".

كذلك، تسجل روسيا نشاطاً في ملف عودة النازحين السوريين بعدما ساهم تدخلها في الحرب السورية إلى جانب "حزب الله" في تعزيز قدراته. الموقع الذي يؤكد تأثير علاقات موسكو مع سوريا و"حزب الله" في رسم السياسة الروسية المتعلقة بالبلديْن، يوضح أنّ موسكو لاحظت نجاح الحزب في الميدان. ويضيف الموقع بأنّ موسكو تعتبر "حزب الله" بمثابة شريك محتمل قادر على احتواء النفوذ الأميركي في المنطقة، مستدركاً: "لا يتضح ما إذا كانت روسيا ترغب على المدى البعيد في أن يلعب "حزب الله" دوراً موسعاً أو محدوداً في سوريا بعد انتهاء النزاع".

هل لروسيا مكان في النظام اللبناني الطائفي المعقد؟

يؤكد الموقع أنّ روسيا ما زالت لاعباً جديداً في الساحة اللبنانية الطائفية "المعقدة" و"الصعبة"، مشدداً على ضرورة سعيها إلى إيجاد شركاء جدد لخدمة مصالحها. ومن أجل هذه الغاية، يقول الموقع إنّ روسيا توظّف سياستها الناعمة، فتفتح مراكز ثقافية. وإلى جانب علاقتها مع "حزب الله"، بدأت روسيا تعزيز علاقتها مع أنباء طائفة الروم الأرثوذكس.

الروس باقون

انطلاقاً من تدخلها في سوريا وليبيا في العام 2017 ومشاركتها المفاجئة في المنافسة على الطاقة في شرق المتوسط، يؤكد الموقع أنّ روسيا ستصبح لاعباً أساسياً في أي مفاوضات ترمي إلى رسم خارطة المنطقة المستقبلية. وعليه، يؤكد الموضع أنّ مستقبل لبنان سيكون مرتبطاً بنتائج المنافسة أو التعاون بين اللاعبين الإقليمين الكبار، مشدداً على أنّ موسكو باتت "واحدة من أقوى اللاعبين الإقليميين".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك