Advertisement

لبنان

"جرعة دعم" جديدة للحريري.. فكرة الاعتذار "جدّية" ولكن!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
14-06-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-833041-637592673845795588.jpg
Doc-P-833041-637592673845795588.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أصبح "اعتذار" الرئيس المكلَّف تشكيل الحكومة سعد الحريري أقرب من أيّ وقتٍ مضى. هو أمرٌ يؤكّده المقرّبون منه، كما خصومه، بعدما تقاطعت "التسريبات" على أنّه فاتح المجلس الشرعيّ الأعلى خلال اجتماعه السبت الماضي، بهذه النيّة، بعدما "بلغ السيل الزّبى" كما يُقال، ولم يعد لديه أيّ قدرة على الصبر والتحمّل.
Advertisement
 

تشير المُعطيات إلى أنّ الحريري اتّخذ قراره هذا بعدما تأكّد أنّ فريق "العهد" لا يزال مُصِرًّا على زرع "الألغام" في طريق تشكيل الحكومة، باحثًا عن "انتصارات وهميّة" عليه، عبر "انتزاع" صلاحيّاته، وهو ما تمخّض عن اجتماعات البياضة الأخيرة، والتي تشير كلّ المُعطيات إلى أنّ الوزير السابق النائب جبران باسيل لم يُبدِ خلالها أيّ "مرونة".

 

ووفقًا للمعطيات المتوافرة، فإنّ هذه الاجتماعات انتهت إلى "خلافات" بالجملة ليس بين باسيل والحريري فحسب، ولكنه بينه وبين "الوسطاء" الذين أرادوا إنجاح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما دلّت عليه السجالات الإعلاميّة بين فريقي "الوطني الحر" و"حركة أمل"، والتي لم يكن "حزب الله" نفسه محيَّدًا عنها، في مفارقة مثيرة للانتباه.

 

"انتصار وهميّ"

 

لكلّ هذه الأسباب وغيرها، تبدو فكرة "الاعتذار" أكثر من جدية، وفق ما يقول المحسوبون على الحريري والمقرَّبون منه، وإلا ما كان ليفاتح المجلس الشرعيّ الأعلى بها، نافين أن يكون "مناورة" كما صوّرها بعض الخصوم، لأنّ ظروف البلاد المأسويّة لا تحتمل المزيد من المناورات، في وقتٍ يتخبّط المواطنون بين أزمات المحروقات والدواء وغيرها، ويجدون أنفسهم مُكرَهين في قلب "طوابير الذلّ" التي لا تنتهي.

 

يقول المقرّبون من الحريري إنّ الرجل لم يعد قادرًا على الوقوف "متفرّجًا" على الانهيار الشامل، في ظلّ الحملات المستمرّة التي تسعى لتصويره وكأنّه مَن يتحمّل المسؤولية عن التقاعس الحاصل، ولو أنّه يدرك في قرارة نفسه أنّ "اعتذاره" هو بالتحديد ما يريده فريق "العهد"، الذي يحارب منذ اليوم الأول للتكليف لإحراجه فإخراجه من المعادلة، لاعتقاده بـ"استحالة" المساكنة بين الجانبين، منذ انتفاضة السابع عشر من تشرين.

 

إلا أنّ المحسوبين على الرئيس المكلّف يجزمون أنّ اعتذاره، في حال حصل، لن يكون "هديّة مجانية" لـ"العهد"، كما يصوّرها الأخير، بل قد يكون "توريطًا" له" في "الفخّ"، لأنّ الانتصار الذي قد يتباهى به لبعض الوقت سيكون "وهميًا"، ولن يتأخّر قبل أن يتلاشى، ليس لأنّ لا "بديل" عنه في رئاسة الحكومة، ولكن لأنّ "البديل" الذي يبحث عنه "العهد"، وفق مقاييسه، لا يمكن أن يقود البلاد إلى "الإنقاذ"، بل إلى "المجهول"، أو ربما "جهنّم" الشهيرة.

 

بري يحاول "ثني" الحريري

 

يبدو أنّ الحريري بات مقتنعًا إذًا بصوابية فكرة "الاعتذار"، بعد أن كان منذ تكليفه يرفضها جملةً وتفصيلاً، ويعتبر أنّ "حلم إبليس بالجنّة" أقرب لـ"العهد" من الوصول إلى هذا السيناريو، إلا أنّ سياسة "العناد والمكابرة" أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، ولم يعد بالإمكان "التطبيع" مع الانهيار كما هو حاصل حاليًا، لأنّ العواقب ستكون بلا شكّ أكثر من "وخيمة"، ودون قدرة الأطراف على تحمّلها.

 

إلا أنّ الحريري، رغم كلّ ما سبق، لا يزال منفتحًا على "الحلول الوسط"، خصوصًا بعدما قوبلت الفكرة برفضٍ مُطلَق ممّن فاتحهم بها، سواء بالنسبة إلى المجلس الشرعيّ الأعلى أو رئيس مجلس النواب نبيه بري، علمًا أنّ الرئيس المكلَّف يؤكّد لكلّ عارفيه أنّه لن يتّخذ أيّ خطوة من هذا النوع من دون التنسيق مع الأخير، الذي لا يزال "ينازع" لإنجاح مبادرته رغم كلّ المعوّقات والصعوبات.

 

وتشير المُعطيات إلى أنّ بري لا يزال يحاول ثني الرئيس المكلَّف عن هذه الخطوة، ليس كرمى لعيونه، ولا لأنّه مع الحريري "ظالمًا أو مظلومًا"، كما سبق له أن أعلن جهارًا، ولكن لأنّه يعتبر أنّ ما بعد "اعتذار" الحريري لن يكون كما قبله، وأنّ ضياع "الفرصة الأخيرة" في تأليف الحكومة، قد يمهّد لـ"ضياع" أكبر بكثير، يضع البلاد برمّتها على حافة الهاوية، بل ربما في قلبها، لأنّها تجاوزت الحافة منذ أمدٍ بعيد.

 

بات الحريري أقرب إلى "الاعتذار" من أيّ وقتٍ مضى. إلا أنّ الخطوة لن تصبح "نهائيّة" قبل حصوله على "الضوء الأخضر" من الشركاء والأصدقاء، علمًا أنّ "جرعة الدعم" التي حصدها بعد تسريب الفكرة، قد تخلط كلّ الأوراق من جديد على الساحة. فهل يعتبر من يجب أن يتّعظ، ويقتنع بأنّ المرحلة ليست لتسجيل النقاط وتحقيق الانتصارات، بل لتسيير شؤون الناس، بالتي هي أحسن، وتفاديًا لـ"الانفجار الكبير"؟! 

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك