Advertisement

لبنان

هل لبنان مقبل على التفكُّك بعد الانهيار؟

Lebanon 24
17-06-2021 | 00:46
A-
A+
Doc-P-833986-637595096239327171.jpg
Doc-P-833986-637595096239327171.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب طوني عيسى في" الجمهورية": بعض المتابعين يسجّل أنّ مخاطر التفكُّك القائمة حالياً أكبر من تلك التي كانت خلال الحرب، بل ربما تكون الأكبر في تاريخ لبنان. ويلاحظ هؤلاء، أنّ الانهيار المالي أشدّ خطراً على الدولة من الانهيار الأمني والعسكري الذي عاشه لبنان خلال الحرب. وفي عبارة أكثر دقّة، لبنان يعتمد على ركيزتين عسكرية مالية، فإذا سقطت إحداهما يصاب بالضعف، ولكن، إذا سقطتا معاً يسقط هو أيضاً.

 

يقول هؤلاء: في الحرب، لم تتفكّك الدولة، على رغم انقسام مؤسساتها الإدارية والعسكرية والأمنية. وبقيت الليرة عنصر الجمع بين اللبنانيين، بقوة المصرف المركزي. وأما اليوم، فهذا العنصر بات سلبياً: انهيار الليرة وخواء المصرف المركزي ومعه القطاع بأسره. وفي المقابل، يتماسك الجيش والقوى الأمنية.

 

لقد انطلقت الحرب بين المسيحيين وتنظيمات فلسطينية. لكن النزاع تحوَّل محض طائفي- مذهبي- أهلي. ولاحقاً، دخل السوريون على الخط، ثم الإسرائيليون. وبذلك، لم يعد ممكناً تحديد: هل هي حربٌ أهلية، أم هي حربٌ بين المحاور الخارجية، جرى فيها استخدام لبنان واللبنانيين؟

 

في بعض اللحظات، لم تتورَّع قوى مسيحية عن المجاهرة: «صحيح أننا نريد لبنان موحّداً. ولكن، إذا كان علينا أن نختار: إما دولة موحَّدة يحكمها الفلسطيني أو السوري وإما التقسيم، فإننا بلا شكّ سنختار التقسيم». وعلى الأرجح، كان هذا الموقف آنذاك ردّ فعل مباشر في محاولة لتوفير الحماية.

 

طبعاً، في المقلب الآخر، كان الحديث عن التقسيم بمثابة كفر. وهذا منطقي، لأنّ الشعور بأنّ الغلبة آتية كان قائماً هناك دائماً. ومَن يطمح إلى حُكم الكلّ لا يقبل بالجزء.

 

الطرح الذي اعتبره المسيحيون قابلاً لـ»التسويق»، خارج «الكفر»، هو اللامركزية الموسَّعة، فدرالية أو كونفدرالية. طبعاً، يريدونها ذات عمق سياسي وتؤمّن هامشاً من الحرية لكل مجموعة، بعيداً من سيطرة الفئات الأخرى. ولكن، حتى هذه الصيغة رُفضت أيضاً في البيئتين السنّية والشيعية، تماماً كما التقسيم، وللمبرِّرات إيّاها. وتمّ التمسّك بالنظام المركزي.

 

ومع تراجع النفوذ المسيحي، تراجَعَ النزاع الطائفي، المسيحي - الإسلامي، القديم، ليتقدّم النزاع المذهبي، السنّي - الشيعي، كجزء من نزاع كبير دائر في الشرق الأوسط. ويرى كل من الطرفين أنّ من مصلحته بقاء لبنان دولة مركزية، ولكن، ما المانع من قبول «حزب الله» بشكلٍ من أشكال الفدرالية، إذا شاءت الظروف أن يكون الحلّ لتنظيمه العسكري مشابهاً لنموذج الحشد الشعبي في العراق؟

 

الواضح أنّ الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي والاجتماعي، في ظل الفشل السياسي الكامل، سيفرض سيناريوهات دراماتيكية. وواقع الجوع والوجع والاحتقان الاجتماعي سيدعم حتماً دور المرجعيات الطائفية والمذهبية والأمنية في كل منطقة.

 

وأسوأ ما يمكن توقّعه هو أن ينهار كل شيء ولا تتوافر القدرة أو الإرادة للتأسيس مجدداً. في هذه الحال، يتكرّس الأسوأ، أي الاهتراء والتفكّك، ما دام التقسيم مرفوضاً والفدرالية ممنوعة والدولة المركزية قد سقطت بحكم الفشل. وعندما يكون الحوار مقطوعاً، هل مِن بديل سوى الصدمات الأمنية؟

Advertisement
المصدر: الجمهورية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك