"الجبهة هادئة ولكن الطريق لا سالكة ولا آمنة" هذه الجملة يذكرها الكثيرون من ابناء هذا الوطن وقد حفظوها لكثرة ما سمعوها خلال جولات الحروب العسكرية التي شهدها لبنان منذ العام ١٩٧٥.
لقد استخدمناها هنا ، ليس نكئا للجراح او للعودة الى حقبات يعتقد كثيرون انها ولّت الى غير رجعة، بل لتوصيف الحالة السياسية التي نشهدها.
فبعد يومين من البيانات والسجالات على "جبهة الرئيسين ميشال عون ونبيه بري"، وما تفرع عنها من جبهة جانبية بين" حزب الله والتيار الوطني الحر" هدأت الجبهات فجأة، ولكن من دون بروز افق اي حل جديد للمعضلة الحكومية، ما عدا الحديث عن" مبادرة جديدة للرئيس عون يستعد لاعلانها "، وتأكيد الرئيس المكلف سعد الحريري صباح اليوم في حديث صحافي صباح اليوم "ان الاولوية هي للتأليف قبل الاعتذار الذي يبقى خياراً مطروحاً وهو ليس هروباً من المسؤولية بقدر ما هو عمل وطني اذا كان يسهل عملية تأليف حكومة جديدة يمكن ان تساهم في انقاذ البلد".
وفيما تراجع " الاشتباك الكلامي العنيف" بين "الحليفين المفترضين عون وبري" مرر " حليف الحليفين" حزب الله رسالة واضحة الى الطرفين ، ولكنها موجهة بشكل خاص الى " العونيين" بأننا "لا نعمل عند أحد ولسنا في وارد الانجرار الى اصطفافات وسجالات لا طائل منها. وبالتالي، لن نخضع لمعادلة إمّا معنا وإمّا ضدنا، لأنّ الامور لا تقاس على هذا النحو في ظل تركيبة داخلية، معقدة ومرهفة".
واللافت في رسالة حزب الله التأكيد "انه ما دام الحريري لا يزال مكلفاً ولم يعتذر، فإنّ الحزب مستمر في دعم مساعي تأليف الحكومة برئاسته".
في ظل هذه الاجواء انعقد اللقاء الدوري بين رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، سعد الحريري، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، في دارة الرئيس المكلف وخُصّص للبحث في تقويم المرحلة وحصيلة الاتصالات الجارية منذ فترة. ومن المرجح ان يلتقي الحريري مع بري قريبا، لتقييم الموقف "ليبنى على الشيء مقتضاه"، وفق ما تقول اوساط بيت الوسط"، في حين ان اوساط مطلعة اكدت "ان لا جديد لدى الرئيس بري الذي يبقي مسعاه قائما من دون آمال كبيرة بحدوث اختراقات".