كتب المحرر القضائي:
بتاريخ لم يمرّ عليه الزمن، سلّمت دورية من مفرزة إستقصاء بيروت الى فصيلة الجميزة المدعى عليه عبد الكريم.د(سوري الجنسية)، بعد أن تم توقيفه في محلة الجميزة، شارع مونو، لإقدامه على تشغيل القاصر عمر.خ مقابل مئتي ألف ليرة يومياً.
وبإستماع المدعى عليه، أفاد أنه كان موجوداً في المكان الذي تم توقيفه فيه برفقة القاصر عمر الذي كان يبيع الورود في المحلة، وأنه يقوم بتتبع القاصر المذكور ومراقبته كي لا يتعرض للأذى من قبل أحد، وأنه يأخذ المبلغ الذي يجمعه عندما يصبح ثلاثين ألف ليرة، وأنه في نهاية الليل يسلم المبلغ المجموع الى المدعى عليه ماهر.ج(سوري الجنسية) وهو يعمل في غسيل السيارات في محطة بمحلة الحمرا، وأنه يأخذ من المبلغ مئة ألف ليرة ويستلم هو خمسين ألفاً والمتبقي يأخذه القاصر عمر.
وأفاد القاصر عمر أنه يقوم ببيع الورد للمارة، وأن المدعى عليه عبد الكريم يحضره الى المكان من الرابعة بعد الظهر حتى منتصف الليل وأنه يبقى في الشارع حتى الثالثة فجراً خلال يومي السبت والأحد، وأنه منذ سنة سبق أن تم توقيفه والإستماع اليه لبيعه الورد لصالح عبد الكريم، وهو يجمع يومياً ما بين المئة وخمسين الى مئتي ألف ليرة، وأن بعض المارة يعطونه المال من دون شراء الورد، وأنه يسلم ما يجمع الى المدعى عليه، وأن الأخير يقوم بتسليم جزء من المبلغ الى والده.
ولدى التوسع بالتحقيق، توجهت دورية من مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص الى المحلة التي ذكرها المدعى عليه حيث تم توقيف ماهر.ج الذي أفاد أنه دخل الى لبنان خلسة منذ عامين، وأنه قبل ستة أشهر حضر اليه والد القاصر وطلب منه تشغيل الأخير مع شقيقه محمد في بيع الورد بمحلتي الحمرا والجميزة مقابل مبلغ ثمانين ألف ليرة يدفعها له يومياً ويحتفظ هو بالباقي.
الهيئة الإتهامية قررت بالإتفاق، إتهام المدعى عليهما عبد الكريم وماهر بجناية المادة ٥٨٦ المضافة الى قانون العقوبات، وإصدار مذكرة إلقاء قبض في حق كل منهما، وإحالتهما على محكمة الجنايات لأجل محاكمتهما لما إتهما به، كما الظن بهما بجنحة المادة ٣٦ من قانون الأجانب.