Advertisement

لبنان

عوده: العالم يخطو إلى الأمام ونحن ما زلنا نتخبط بمصائبنا والعلة معروفة

Lebanon 24
20-06-2021 | 08:55
A-
A+
Doc-P-835043-637598014272781372.jpeg
Doc-P-835043-637598014272781372.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.


بعد الإنجيل، قال في عظته: "المطلوب في الصميم هو شركة الروح القدس، الأمر الموجود في حياة أعضاء الكنيسة الحقيقيين. الثورة الحقيقية هي داخل الكنيسة، وهي مدعومة بنعمة الروح الكلي قدسه. إنها الثورة على الخطيئة". 
Advertisement
  
وتابع: "سأقرأ على مسامعكم افتتاحية جريدة المعرض العدد 18 (كانون الثاني آذار 1927) تحت عنوان المال السايب: السرقات تتلو السرقات في الدوائر الرسمية، والفضائح تزحم الفضائح، وأموال الأمة سائبة مهملة يأكل منها الشارد والوارد، وأما النواب الذين أوقفهم الشعب وكلاء عنه فنائمون على مقاعدهم نوم الوزارة على الثقة. وإذا استيقظوا فترة من نومهم فلكي يتلهوا بشؤونهم الخاصة، وحزازاتهم ومنافعهم ومصالح أعوانهم وأصحابهم، وأما مصلحة الشعب فقد تركوها لله ... في وزارة الصحة سرقات، وفي البوليس فضائح، وفي إدارة السيارات سرقات وفضائح معا. وفي الجمرك كل الصيد وكل السرقات والفضائح. والمجلس لاه يتنعم بما يتنعم. نحن لا نضع الحق على السارقين وحدهم، فإن هؤلاء قد وجدوا أمامهم مالا سائبا يمكن سرقته، وأغواهم الربح، ولما لم يجدوا رقيبا عليهم سرقوا ثم سرقوا ثم سرقوا، وما برحوا يسرقون. والمال السائب يعلم الناس الحرام. ورأوا أيضا أن عقوبة الذين سرقوا قبلهم من أموال الحكومة تكاد لا تكون عقوبة هذا إذا شاءت الحكومة ألا تخفي الفضيحة من أساسها فشجعهم ذلك على السرقة وهم على ثقة أنه إذا كشف أمرهم لا ينالهم أكثر مما نال غيرهم من قبل. وهكذا تتابعت السرقات وأصبحنا إزاء هذه الفوضى في حالة الدوائر عندنا، لا نعرف من هو الموظف النزيه الأمين، ومن هو الموظف السارق".

وقال: "نتكلم اليوم عن سرقة الجمرك التي كشفت أخيرا، على أنها ليست السرقة الوحيدة في إدارة الجمارك المختلة، بل هي واحدة من ألف، ولكن الصدف والتقارير شاءت أن تكشف قبل غيرها وأن يفتضح أمرها، فإذا الناس أمام فضيحة جديدة بعد أن توالت الفضائح في الدوائر، الواحدة تلو الأخرى، وكلها في شهر واحد. وعلمنا أنه اكتشف في إدارة الجمارك في هذه السنوات الأخيرة لا أقل من مئتي سرقة. ويتابع الكاتب: وكنا فهمنا من بعض النواب أنهم سيحملون حملة عنيفة على حالة الجمرك واختلالها وفضائحها، ولا ندري إذا كانوا سيبرون بوعدهم، خصوصا بعد الفضيحة الأخيرة. أما نحن فإننا آلينا على أنفسنا أن نكشف الستار عن كل خلل في هذه الإدارة، ونبين بالتفصيل أسباب هذه الفضائح والسرقات. وحصلنا على المعلومات الكافية، وسنبدأ نشرها بالتفصيل حتى يعرف هذا الشعب كيف يؤكل لحمه، وكيف يسرق، رغم فقره وحاجته".

وختم عوده: "للأسف، منذ كتابة هذه الافتتاحية حتى اليوم، قد خطا العالم خطوات إلى الأمام، أما نحن فما زلنا نتخبط في مصائبنا، والعلة معروفة. عسانا نتوجه بقلوبنا نحو الله، المخلص الوحيد، راجين أن يسكب علينا نعمة الروح القدس ويملأنا به (أع 2: 4) وينجينا من لهيب ما نحن فيه".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك