Advertisement

لبنان

باسيل يلتف على مبادرة بري.. ام على النظام؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
21-06-2021 | 04:00
A-
A+
Doc-P-835255-637598763328414808.jpg
Doc-P-835255-637598763328414808.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من دون ادنى شك، استطاع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل القيام بمناورة سياسية ذكية، مكنته من فك الحصار السياسي الحكومي حوله، فبالرغم من انه تعرض لهجوم عنيف بسبب استعانته بالامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الموضوع الحكومي، لكنه حقق عدة اهداف في خطابه امس.
Advertisement

لعل النقطة الابرز الذي يمكن الوقوف عندها، هي استعانة باسيل بنصرالله، فالرجل تمكن من اصابة عدة عصافير بحجر واحد، اعاد ضخ الحياة في جسد التحالف بينه وبين الحزب وضبط القواعد الشعبية تحت هذه الثابتة، لكنه ايضا تنصل من مبادرة الرئيس نبيه بري، ورمى الكرة في ملعب الحزب.

صحيح ان باسيل احرج الحزب في مناورته هذه، لكنه ايضاً نقل الحزب من موقع المحايد السلبي، الذي يزعج التيار، الى موقع المحايد النشط، الذي عليه ان يكون حكماً، ما يعني ان التيار يعول على الحصول على مكاسب اضافية ليوافق على تشكيل الحكومة.

لكن باسيل، وخلال كلمته، اعاد فتح باب النقاش حول حقوق المسيحيين، واظهر انهم على الهامش في داخل النظام الحالي ، وعليه فان كل ما يقوم به الرئيس ميشال عون والتيار هو من اجل ان يصبحوا مساهمين فعليين داخل السلطة، منتقدا القوات اللبنانية على حياديتها في هذه المعركة الوجودية.

من الواضح ان باسيل ومن خلفه الرئيس ميشال عون يستغلان حدثين مهمّين من اجل الذهاب نحو تعديلات دستورية، الاول هو الانهيار الحالي، اذ هناك نظرية في قصر بعبدا تقول انه لم يعد للرئيس عون ما يقدمه للبنانيين، فليقدم لهم تغيير النظام ويسوق له على انه انجاز، اما الثاني فهو التطورات الاقليمية التي تصب، عمليا، في مصلحة حلفاء العهد من طهران الى دمشق.

وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل اختار لحظة سياسية اقليمية مناسبة نسبياً من وجهة نظره، اذ بعد فوز الرئيس بشار الاسد في سوريا وفوز المحافظ ابراهيم رئيسي في ايران، واقتراب موعد العودة الاميركية للاتفاق النووي، والمفاوضات الحاصلة سعوديا مع كل من دمشق وطهران، لا بد من ان يطال التغيير لبنان.

وتعتبر المصادر انه بما ان القوة المحلية المنتصرة اقليميا هي "حزب الله"، فمن انسب من ان يسلمه باسيل زمام التسوية غير امينه العام، حليفه الاستراتيجي؟

لكن المصادر ذاتها تؤكد ان الحزب لا يزال مترقباً للواقع الاقليمي، كما انه يعمل في لبنان ضمن الثوابت ذاتها، وان كان من بينها عدم الخلاف مع "التيار"، غير انها تشمل ايضا عدم الذهاب الى اشتباك شيعي - شيعي، او سني - شيعي، وعليه فإن التلميح بتغيير النطام او بمعنى اخر الانقلاب على الطائف ليس وارداً.

وتعتبر المصادر ان مثل هذه التغييرات، من وجهة نظر الحزب، اما تحصل بتوافق داخلي كامل، او بإتفاق اقليمي كبير، او لا تحصل، من هنا لا يمكن التجاوب الكامل مع رغبات باسيل،وان كانت من مصلحة الحزب الاستراتيجية نظريا.

وتقول المصادر ان الحل الاسلم والانسب والذي قد يناسب باسيل وخصومه هو تطبيق الطائف، هذا الاتفاق - الدستور الذي لم يطبق والذي قد يحمل في طياته الحل للازمة اللبنانية ككل وليس للازمة الحكومية فقط.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك