Advertisement

لبنان

"محاولة إحراج".. هل يقبل باسيل حقًا بما "يرتضيه" نصر الله؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
22-06-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-835582-637599552185111024.jpg
Doc-P-835582-637599552185111024.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بخلاف "حرب البيانات" التي دارت بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، والتي استُعمِلت فيها أعتى أنواع الأسلحة "الكلاميّة"، بقيت "الجبهات" الأخرى المشمولة بـ"رسائل" الخطاب الأخير لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، من عين التينة إلى بيت الوسط مرورًا بحارة حريك، هادئة نسبيًا.
Advertisement

وإذا كانت "حرب البيانات" بين "التيار" و"القوات" فُسّرت بدواعي "الاستقطاب" الانتخابيّ، الذي افتتح باسيل "موسمه" في خطابه الأخير، ولو أنّه بدا سابقًا لأوانه للكثير من الاعتبارات، فإنّ "صمت" رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نال "نصيبه" من النقد "العونيّ" اللاذع وُضِع في خانة مساعي "التهدئة"، بعدما أدلى "الأستاذ" بدلوه الأسبوع الماضي، وقال كلمته بصراحة ووضوح، وبالتالي فلا لزوم لتكرارها من جديد.

أما الرئيس المكلَّف سعد الحريري الموجود خارج البلاد، فلم يجد على الأرجح ما "يستحقّ التعليق"، وفق ما تقوله أوساطه، ليس لأنّه كان أكثر مَن "حُيّد" عن هجوم باسيل، الذي وجد ربما أنّ "المعركة المباشرة" معه غير مجدية "شعبويًا"، ولكن لأنّ الخطاب برأي "المستقبليّين" لم يحمل أيّ جديد، بل أكّد "المؤكَّد" لجهة وقوف باسيل خلف "عرقلة" كلّ المساعي والجهود والمبادرات، من دون أن يرفّ له جفن.

ماذا عن "حزب الله"؟

بقي "حزب الله" الذي توجّه إليه باسيل بما وصفه بأنّه "آخر كلام" له في الملفّ الحكوميّ، "مؤتمِنًا" أمينه العام السيد حسن نصر الله على الموقف، رافعًا السقف إلى الحدّ الأقصى المُتاح، بإعلانه "استعداده" ليقبل بما "يرتضيه" الأخير لنفسه، في موقفٍ فجّر "انتقادات" بالجملة لباسيل، خصوصًا في الساحة المسيحيّة، بين من "استهجن" تسليمه راية "حقوق المسيحيين" للسيد نصر الله، ومن انتقد "استقواءه" مرّة أخرى بالسلاح.

أما "حزب الله" فلاذ، كالعادة، بالصمت، من دون أن يعلّق على كلام باسيل إيجابًا أو سلبًا، في وقتٍ تشير بعض المعطيات إلى اتصالاتٍ نشطت لمحاولة "فهم" ما قصده رئيس "التيار الوطني الحر"، خصوصًا في ضوء قناعة شريحة واسعة من اللبنانيين، ومن جمهور "الحزب" تحديدًا، بأنّ رسالة باسيل لم تكن "بريئة"، وأنّه أراد من خلالها إحراج السيد نصر الله ليس إلا، تتويجًا لسلسلة "الانتقادات" التي وجّهها "عونيّون" في الآونة الأخيرة لأداء الحزب "الرماديّ" حكوميًا.

ومع أنّ بعض المعطيات تؤكد استعداد "حزب الله" لتفعيل قنوات الحوار مع باسيل وغيره، وهو ما بدأه أصلاً خلف الكواليس بعد "السجال" الناريّ الذي دار بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، وأدّى لتثبيت "هدنة" بين الجانبين، ولو كانت أكثر من "هشّة"، فإنّ بعض المحسوبين على "الحزب" لا يَبدون شديدي التفاؤل بكلام باسيل، الذي سلّم أمره لنصر الله، في خطابٍ "نعى" فيه مبادرة بري، بل "حجّمها" لمستوى الجهد "المشكور"، لا أكثر!

هل يقبل حقًا؟!

لكن، بعيدًا عن قراءات "حزب الله"، الذي يعتبر بعض العارفين بأدبيّاته أنّ كلام باسيل قد يشكّل في مكانٍ ما، "فرصة" لتحريك المياه الراكدة، وهو ما قد يتمّ العمل عليه في الساعات المقبلة، ثمّة بين خصوم باسيل من استرسل في طرح علامات الاستفهام حول "جدّية" كلام الرجل، وما إذا كان "حقًا" مستعدًا للقبول بما يرتضي به نصر الله، أو ربما ما ارتضى به في السابق، والتجارب عديدة في هذا المضمار.

فعلى مستوى الحكومة الحاليّة، يذكّر هؤلاء بأنّ "حزب الله" لم يفتعِل معركة على "الحصّة"، وهو لم يطالب سوى بتكريس حقيبة المال لشريكه الرئيس برّي، فيما باسيل يتدخّل في الشاردة والواردة في حقائب فريقه، بل يعمد لاستخدام حق "الفيتو" ضدّ منح حقائب لبعض الأفرقاء. وبالعودة إلى تجارب سابقة، يذكّر هؤلاء كيف تخلّى "حزب الله" والرئيس برّي عن وزير "شيعيّ" لصالح آخر "سُنّي"، بعيدًا عن البكاء على أطلال "حقوق الطائفة"، فهل يمكن أن يرتضى باسيل بمثل هذا السيناريو، وهو الذي يصرّ على أن يسمّي كلّ الوزراء المسيحيين؟!

طبعًا، لم يقصد باسيل بـ"تسليم أمره" لـ"حزب الله" الذهاب لأيّ من هذه "السيناريوهات"، يقول الخصوم، بل هو أراد أن "يُحرج" نصر الله، لا أكثر ولا أقلّ، وفي الوقت نفسه، أراد أن يضع معركة "حقوق المسيحيّين"، وفق مقاربته الشخصيّة لها، في الميزان نفسه مع "سلاح المقاومة"، فتمامًا كما يرفض الأمين العام لـ"حزب الله" أيّ مسّ بهذا السلاح، وأيّ تنازلٍ على خطّه، استنادًا إلى "الثوابت الاستراتيجية"، ينبغي أن يكون التعامل مع معركة "الحقوق والصلاحيات".

يُحكى عن "انقسام" في أوساط المقرّبين من "حزب الله" على "تلقّف" رسائل باسيل. بينهم من رأى فيها "كوة" يمكن التسلّل من خلالها، لإعادة "تحريك" مبادرة الرئيس برّي، بصيغة جديدة. ومنهم من قرأ فيها "محاولة تذاكٍ"، إن جاز التعبير، وتعبيرًا عن "الامتعاض" من "الرماديّة". إلا أنّ الأكيد أنّ أيّ تعليق "سلبيّ" لن يصدر من جانب "الحزب"، الذي تؤكد كلّ المعطيات أنّه سيبقى على "تمسّكه" بحليفيه، بري وعون، حتى "آخر نفس"!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك