Advertisement

لبنان

الحرب العالمية العمياء" بدأت منذ 20 سنة.. دون أن ينتبه أحد

الدكتور شادي نهرا

|
Lebanon 24
27-06-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-837206-637603840763597229.jpeg
Doc-P-837206-637603840763597229.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب الدكتور شادي نهرا: يكشف هذا الكتاب"أمريكا وروسيا القطب الواحد، إبداع في صناعة الأعداء والأصدقاء“الخطة المعقدة لـ "الدولة العميقة الأمريكية" التي بدأ تنفيذها منذ بداية الألفية الثالثة، من خلال استخدام التحليل المنطقي العميق، والاستعانة بالتكتيكات العميقة التي استخدمتها الولايات المتحدة سابقا لضمان استمرارها في حكم العالم.
Advertisement
يستعرض هذا الكتاب جميع الأحداث من بداية الألفية الثالثة حتى الوقت الحاضر، كما يطرح تفسيرًا حقيقيًا وفريدًا، لم تتم مناقشته مسبقاً، قادرا أن يربط بقوة بين كل هذه الأحداث ويتناغم معها ومع تسلسلها الزمني.
 
 

كما أنه قادر أن يتوقّع الأجزاء المتبقيّة من هذه الخطة الاستراتيجية، والتي وُجِدَت لتخدم هدفًا واحدًا فقط، ألا وهو فوز أمريكا على الصين، والزامها الجلوس على طاولة المفاوضات لكن بحسب الشروط الأمريكية.
ولكي نتمكن من فك شيفرة هذه الخطة العميقة لا بد من الإجابة على سؤالين اساسيان:
1- لماذا صنعت الولايات المتحدة الأمريكية داعش، وساعدت الإخوان المسلمين في الوصول إلى الحكم في العديد من الدول العربية، من خلال ما عُرِف بالربيع العربي، حيث أن الوثائق السرية المسرّبة كشفت طلب الرئيس الأمريكي اوباما مساعدة الإخوان في الوصول إلى الحكم إضافة إلى ما كشفته هيلاري كلينتون والرئيس ترامب عن دور إدارة الرئيس اوباما في صنع داعش.
2- لماذا أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية ودعمت مشروع خط أنابيب NABUCCO Gaz في 2009، الذي يقوم على جلب غاز آسيا الوسطى والشرق الأوسط إلى أوروبا عبر تركيا ، بهدف عزل ومحاصرة الغاز الروسي المتوجّه إلى أوروبا ، على الرغم من إعلان آسيا الوسطى أنها لن تشارك في NABUCCO ، وعلى الرّغم من أن هذا المشروع الذي تبنّته أمريكا لا يخدم مصالحها الاقتصادية ، حيث أنها قد أكملت بحلول عام 2008 طريقة متطوّرة "التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي " لاستخراج النفط الصخري المتوفر في أمريكا بكثافة عالية , وبدأت تتطلّع إلى تصدير غازها إلى أوروبا عبر إنجلترا؟ من ثم قامت أمريكا بدفن NABUCCO كما سُرِّب عن الأوروبيين.

في الواقع NABUCCO لم يكون سوى خدعة استخدمتها أمريكا لتطبيق سياسة العصا والجزرة على كل من قطر وتركيا، لإقناعهم بالاشتراك في هذه الثورات وتصنيع العديد من الفصائل القتالية، من خلال إغراء قطر بتصدير غازها إلى أوروبا بدلاً من الغاز الروسي عبر خط أنابيب نابوكو، وإغراء الرئيس أردوغان بجعل تركيا الدولة الوحيدة التي تتحكّم بصمام الغاز المتدفق إلى أوروبا مع ما يستتبعها من منافع سياسية واقتصادية على الرئيس اردوغان.
كان من المخطّط أن تكون سوريا نقطة وصل والتقاء لكل خطوط أنابيب الغاز هذه باتجاه أوروبا عبر تركيا: غاز بحر المتوسط، غاز آسيا الوسطى، غاز قطر عبر السعودية -الاردن -وسوريا ، ومن الممكن غاز إيران عبر العراق سورية.
إلا أن الرئيس الأسد كان العائق الوحيد أمام تنفيذ هذا المشروع، لأنه رفض هذا المشروع الذي يعزل الغاز الروسي عن أوروبا وفضّل عليه خط الغاز الإسلامي.
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية NABUCCO لإقناع قطر وتركيا لتصنيع العديد من الفصائل القتالية، من أجل تغيير النظام في سوريا. ثم دفنت نابوكو كما سُرّب عن الأوروبيين لأنه لا يخدم مصالحها الاقتصادية.
إلا أن الهدف الأساسي والعميق من تصنيع داعش، لم يكن تغيير النظام في سوريا، ولا ضرب محور المقاومة لخدمة إسرائيل وليس بالتأكيد السيطرة على غاز المتوسط الذي لا يمثّل شيئاً يذكر بالنسبة لأمريكا الذي قدر ب-3 تريليون دولار وهي صاحبة GDP الذي تخطى ال-20 تريليون دولار، خاصةً من بعد ما اكتشفت أمريكا طريقة التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي لاستخراج غازها الصخري الذي جعلها من أبرز الدول المصدِّرة للغاز في العالم وجعل اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط ليس أولويّة مطلقة.
الهدف الرئيسي من تصنيع داعش، والترهيب والتهديد بعزل الغاز الروسي إلى أوروبا، والهدف من الأفلام الإجرامية الهوليوودية لـ داعش، المنشورة على الإنترنت، كان فقط إرعاب روسيا لإجبارها على الدخول بكل قوتها إلى الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة ليس لإغراقها في مستنقع كما أُغرِقَت سابقاً في حرب أفغانستان عام 1979، بل للدخول إلى الشرق الأوسط وتحمّل مسؤوليّته والتنعّم بخيراته.
هذا التكتيك الجديد لتصنيع عدوّ مشترك للولايات المتحدة الأمريكية ولروسيا، هو داعش تكتيك ذكي للغاية لأنه يُلزِم روسيا بأن تصبح شريكًا للولايات المتحدة في السيطرة على الشرق الأوسط وتحمل مسؤوليّاته والانغماس بمشاكله التي لا تنتهي والعصيّة على الحلول.
يمكن أيضًا ربط هذا الهدف بالثورات الملوّنة في جورجيا وأوكرانيا المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأزمة خطوط أنابيب الغاز مع شركة غازبروم الروسيّة، والتي دفعت روسيا للبحث عن مسارات بديلة لأنابيب الغاز الخاصّة بها عبر تركيا بشكل رئيسيّ: التيار التركي 1،2 ، والتي ستكون أحد الأسباب الرئيسية التي تجذب روسيا وتربطها بشكل دائم بالشرق الأوسط من أجل:
1- حماية شبكة أنابيب الغاز الجديدة التي اضطرت روسيا إلى نقلها إلى تركيا، ومنع NABUCCO أو مثيلاته في المستقبل، من خلال تحمّل مسؤولية سوريا، حتى أن خط أنابيب TANAP-TAP، الصغير نسبيًا مقارنةً بـ NABACCO، قد تم بناؤه، ويمر على بعد 20 كيلومترًا من ناغورنو كاراباخ، وهو مؤهل لزيادة تدفقه في المستقبل، وهو ما يمثل أيضًا سببًا آخر يربط روسيا بشكل دائم بالشرق الأوسط، لحماية شبكاتها التي أجبرت على نقلها، من خلال تحريك أمريكا لهذه الثورات الملونة ومن خلال تصنيع المشروع الخدعة NABUCO.
2- محاربة داعش الذي من الممكن أن توقظه أمريكا بأية لحظة، ومنع انتشاره عسكرياً وأيديولوجياً من خلال أفلامه الهوليوودية الإجرامية إلى روسيا، التي تضم 20٪ من المسلمين، ومنع انتقاله إلى آسيا الوسطى.
هذه الهدايا الأمريكية لروسية، من سورية إلى ليبيا إلى أفغانستان وإيران ومصر ليست مجانيّة، وتسلّم روسية مسؤوليات الشرق الأوسط ليست بريئة كما يظن الكثيرون أن روسية احبطت المخطط الأمريكي، لا بل بالعكس فإن المخطط الأمريكي يقوم على ارعاب روسيا أيديولوجياً عن طريق صناعتها لداعش ومساعدة الإخوان للوصول إلى الحكم، وجيوبوليتيكاً عن طريق تهديد غازها المتوجه نحو أوروبا من أجل جرّها إلى الشرق الأوسط وتسليمها مسؤوليته ومسؤولية حراسة داعش والإخوان والصراع العربي الإسرائيلي ....
من ناحية أخرى، ستقوم الولايات المتحدة بالإنسحاب الناعم من الشرق الأوسط باتجاه الشرق الأقصى، بهدف محاصرة الصين هي وحلفائها وبشكل رئيسي مجموعة QUAD: الهند، اليابان، أستراليا، وأمريكا ...
الفكرة الرئيسية للخطة الأمريكية هي أن أمريكا تدرك جيداً أنه لا يمكن أن تكسب الحرب ضد الصين إذا ما اتحد العملاق العسكري الروسي، مع العملاق الاقتصادي الصيني.
فمن أجل كسر هذا التحالف المحتمل، صنعت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع خطوط غاز أنابيب NABAKO وداعش، لإلزام روسيا على المجيء إلى الشرق الأوسط وتحمّل مسؤولياته.
أما القسم المتبقّي من الخطة فيعتمد على سلوك روسية في المواجهات المرتقبة بين أمريكا والصين وعلى سلوك الصين إزاء الشروط الأمريكية ، فأمريكا قادرة على ترك روسية تتنعّم بثروات هذا الشرق مع إبقاء بعض النيران ملتهبة ، كما أنها قادرة أيضاً على تفجير أنابيب الغاز الروسية وتفجير داعش والإخوان وتفجير المنطقة من الشرق الأوسط إلى القوقاز والبلقان والبلطيق في وجه روسية إذا ما حاولت روسية مساندة الصين ... كما أنه من المحتمل أن تذعن الصين للشروط الأمريكية إذا ما وجدت نفسها وحيدة في مواجهة أمريكا ورفاقها بعد أن تم سحب روسية وربطها بالشرق الأوسط و هكذا يكون الربيع العربي قد أنقذ العالم من حرب عالمية ثالثة.
وإذا ما استمرت الصين في استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية، وهي كذلك، من خلال إطلاق العملة الرقمية الصينية Chinese Digital currency، التي تمّ اختبارها داخليًا لمدة خمس سنوات في الصين، والتي لا يحتاج حاملها إلى حساب مصرفي أو Swift للقيام بالمعاملات التجارية، فهذا سيجعل العقوبات الأمريكية على أي شخص أو منظمّة أو دولة غير ذات قيمة.
كما تقوم الصين باستفزاز الولايات المتحدة من خلال استبدال الدولار بأليوان الصيني في تجارة النفط العالمية، الأمر الذي لن تقبل به أمريكا حتى لو أدى ذلك إلى حرب عالمية، لأن الصين تهدد أعظم سلاح في يد الولايات المتحدة الا وهو الدولار.
إلى جانب ذلك، العديد من الأمور العالقة بين الطرفين كالإنترنت الصيني الذي يحل محل الإنترنت الأمريكي في إفريقيا وربما لاحقاً في العالم، وحقوق الملكية الفكرية التي تتهم الولايات المتحدة الصين بسرقتها، وتطالبها بتريليونات الدولارات كتعويض وعجز الميزان التجاري. والعديد من القضايا الأخرى التي ستشعل بالتأكيد الحرب العالمية الثالثة إذا استمرت الصين بالمضي قدماً في استفزازاتها والتي تقوّض القبضة الأمريكية المحكمة على العالم وعلى رأسها سلاح الدولار.
فإذا حُشِرَت أمريكا وأُجبِرَت على حرب مع الصين، سوف تعمد أمريكا إلى إشعال حرب عالمية لكن بطريقة ذكية جداً تقوم بتقسيم الحرب على ساحتين وتحت عنوانين مختلفين.
ساحة الشرق الأوسط وساحة الشرق الأقصى.
وقبل إعلان الحرب مع حلفائها ضد الصين، ستشعل الولايات المتحدة حربًا بعد انسحابها الناعم من الشرق الأوسط، في الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان والبلطيق.
ولضمان إشتعال وإستمرار الحرب تعمد أمريكا إلى تصنيع السبب الأيديولوجي والسبب الجيوبوليتيكي لهذه الحرب، فالشعوب تُسكِرُها الأسباب الأيديولوجية لحثّ حكوماتها على الإنغماس في الحرب وبالتالي عدم قيام الثورات ضد هذه الحروب العبثيّة... وأما السبب الجيوبوليتيكي فهو بنفس أهمية السبب الأيديولوجي لأنه يقنع الشركات الكبرى والحكومات بالإشتراك في هذه الحروب وتمويلها ... وقد تم تصنيع العنوانين بإتقان.


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك