Advertisement

لبنان

إنفجار مرفأ بيروت لم يهزّ ضمائر المسؤولين: قصة عائلة ثكلى تبكي فقدان الاب والزوج والابن

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
06-07-2021 | 02:30
A-
A+
Doc-P-840086-637611606601253775.jpg
Doc-P-840086-637611606601253775.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ أحد عشر شهراً وثلاثة أيام من زمن عَصف الدمع والحزن، إعتادت الطفلة سينتيا أن تغمر شقيقها الصغير ألكسي ليقفا معاً كل يوم أمام صورة والدهما محمد، يناديانه، يناجيانه،يسألانه ويسألان عنه.
سينتيا الأبنة البكر لمحمد طليس وكريستيان خوري تعرف، كما شقيقها إبن السنوات الثلاث "، أن والدهما موجود في مكان ما من السماء، هكذا قيل للطفلين بعد ذلك الرابع من آب المشؤوم، لكن "السما البعيدي" لا يبدو أنها تقف عائقاً أمام رسائل شوق يبعثها الطفلان يومياً يخبران فيها عن رغبتهما برؤية والدهما والكلام معه وحتى مشاركته الطعام حيث هو، "بدي آكل مع البابا بالسما "، عبارة يرددها ألكسي من دون أن يدرك هذا اليتيم الصغير أن كلماته القليلة تختصر مسار جلجلة وطن مذبوح من الألم.
Advertisement
الرابع من آب حَفَر عميقاً في قلب كيان، الأخ الأكبر في العائلة، الذي أدرك كيف أنه، بعد موت الأخ، لا فرح يكتمل ولا حزن ينتهي، هو الذي إفترش أرض المرفأ "بكرتونة" أربعة عشر يوماً بانتظار خبر ما عن شقيقه الذي ضاع تحت أنقاض شركة التفريغ وتحميل المستوعبات داخل حرم المرفأ حيث كان يشغل منصب نائب مدير العمليات فيها، وحيث كانت تعمل زوجته كريستيان أيضاً، ويوم وُجدت جثته بكى وإبتهل مع العائلة المفجوعة" الحمدالله لقيناه.... هيك انكتبله"، في خضوع وتسليم كلي لإرادة رب العالمين.
قبلها كانت العائلة تبحث عن محمد في كل مكان، في كل المستشفيات لبنان،كما في مستشفيات سوريا بعد ورود أخبار عن أن بعض الجرحى تم نقلهم اليها.
في السابع من آب وبعد ثلاثة أيام من البحث المضني بين الجثث والأشلاء، تسلّمت العائلة من مستشفى الجامعة الأميركية جثة، ظنّت أنها تعود لمحمد، لكن في طريق موكب التشييع الى شعت البقاعية حيث كان الأهالي ينتظرون إبن بلدتهم ليزفّوه شهيداً في ترابها، ورد اتصال من السفارة الفرنسية مفاده أنه "لازم ترجعوا الجثة" فهي تعود لمهندس من الرعايا الفرنسيين قضى في الإنفجار، وبالتالي كان عليهم إعادتها الى السفارة. توقّف الموكب، لا بل توقّف الوقت، فُتح النعش، وبعد التدقيق بالملامح تأكد لهم ذلك، هذه الملامح التي أعادت نسمة أمل ولو ضعيفة بأن يكون محمد حياً يرزق ويرقد في أحد المستشفيات، لكن فحوصات الحمض النووي التي أجريت ولثلاث مرات بطلب من العائلة، قطعت شك الأمل بيقين الموت بعد العثور على محمد جثة منتفخة وموضوعة في كيس خارج البراد في مستشفى الزهراء.
على مسافة أيام من الذكرى السنوية الأولى لإنفجار "كيان وطن"، لا تزال أم كيان، هذه الأم الثكلى المتماسكة، العصية على الدمع والمتشحة برداء الإيمان، تصلي مع أبو كيان الذي فَقَد الإحساس بالوجود يوم فقد نسمة من روحه... معاً يصليان ويستسقيان قطرة من سحاب شوق فوق قبر يحضن ولدهما بات في رحاب ربّ غفور، يُمهل عدالة الأرض لكنه لا يُهمل عدالة السماء.
 
 
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك