يستعجل فريق الرئيس ميشال عون طي صفحة تكليف الرئيس الحريري والانصراف نحو إدارة البلاد عبر البت سريعا بالاستشارات النيابية الملزمة، ما يعكس حقيقة ذهنية تسطيح المشاكل والتعاطي مع أزمات لبنان بخفة لا مثيل لها.
الاجواء الراهنة تؤكد على إلزام رئيس الجمهورية نفسه بمهلة زمنية تنتهي فور انقضاء عطلة الاضحى المبارك الاثنين المقبل وكأنه يضع الجميع تحت الأمر الواقع او ابداء الحرص على إدارة عجلة الحكم بعد شهور من التعطيل والمراوحة ، لكن هذه الرغبة الرئاسية قد لا تثمر تشكيلا سريعا وفق المعطيات المتوافرة.
لعل العائق الأساسي يكمن بغياب الرؤية الموحدة لحكومة تؤمن الحد الأدنى من متطلبات معالجة الازمات الحادة ، فواقع لبنان اشبه بجهنم حمراء متنقلة ولا يمكن التعاطي معها بخفة لا مثيل لها.
العجلة الرئاسية تصطدم بعائق اساسي يكمن بالعجز عن تأمين غطاء شرعي لمطلق شخصية يناط بها تشكيل الحكومة ، من هنا أتت النصيحة من حارة حريك بالتروي والحكمة وافساح المجال أمام مشاورات شاقة يخوضها بري من أجل إقناع رؤساء الحكومة السابقين والحريري التراجع عن موقفهم بالاحجام عن التسمية ما يعتبر فجوة كبيرة تتعلق بفقدان الميثاقية التي طالما حرص عون وباسيل على تأمينها.
بموازاة ذلك ، فان التحدي الابرز يكمن بالقدرة على كسر عزلة لبنان عن محيطه العربي كما العالم، وهذا لن يتم الا بتشكيل حكومة منفتحة قادرة على مد جسور الحوار لمعالجة العلاقات المضطربة، والمفارقة تكمن بنفض يد الدول الصديقة الواحدة تلو الأخرى.
هنا تشير معطيات إلى تباين بين الدول المعنية بمعالجة الازمة اللبنانية يكمن في تأكيد السعودية على موقفها بالانكفاء عن لبنان والتركيز على المفاوضات الجارية مع إيران والمتعلقة بالحرب في اليمن ، مقابل اندفاعة مصرية غير مسبوقة تجاه عدم سقوط لبنان ومحاولة تأمين الحد الأدنى من متطلبات الاستقرار السياسي و الامني.