Advertisement

لبنان

التشاور المسبق يسبق التكليف، وللعاملين في" كار السياسة": تذكّروا تجاربكم

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
23-07-2021 | 01:00
A-
A+
Doc-P-845381-637626232492391867.jpg
Doc-P-845381-637626232492391867.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أن يبدي الشخص استعداده للتجاوب مع الدعوات الكثيرة الموجّهة اليه لتولي المسؤولية مجددا في اصعب مرحلة من تاريخ الوطن، فهذا امر يُشهد له بعد ان استطاع، لمرتين، العبور بالوطن من ضفة الانقسام والرهانات الخاطئة  الى شاطئ الاستقرار النسبي، رغم ما واجهه من سهام الاقربين قبل الابعدين ومن تجنّ لا يزال مستمرا.

ومن حق الشخص قبل قول "النعم"ان ينتظر من المبادرين الى دعوته لتولي المهمة، حدا ادنى من ضمانات النجاح بعد تجارب المرحلة الماضية، لان الوضع الراهن اجتماعيا واقتصاديا وماليا لم يعد يحتمل ترف المناكفات والمماطلة والتأجيل.

الرجلُ شجاع ومقدام ولكنه ليس انتحاريا ليرمي بنفسه في التهلكة، لمجرّد ان بعض ممتهني "كار السياسة" لم يعجبهم تريثه في انتظار الاجوبة المطلوبة. ومَنْ يقولون إنهم تعلموا الكثير من "كار السياسة" خبروا ، قبل سواهم، مماحكات البعض عند القرارات الاساسية ولا يزال صدى صراخهم يتردد داخل الجدران السميكة، في مواجهة صلف البعض وعنجهيته، فكيف يعيبون على "الاتي بمهمة انقاذية" ان يحصّن نفسه ومهمته بضمانات الحد الادنى؟

التشاور المسبق، قبل النعم، امر ضروري ومطلوب، وهو يتمحور حاليا على عدة نقاط:

-حصول التكليف باكبر قدر من التوافق المسبق واللاحق من المكونّات السياسية الممثلة في المجلس النيابي، لان المرحلة تقتضي اتخاذ قرارات اساسية ، تتطلب تحصينا سياسيا  مهما.

-تفاهم مسبق على طبيعة الحكومة العتيدة ومهمتها،  مع الاخذ بالاعتبار ان هذه المسألة شرط اساسي لولوج باب التفاهم مع الهيئات الدولية المعنية على المعالجات المطلوبة، وانجاح  مبادرات الدول الصديقة وفي مقدمها فرنسا لتأمين الدعم العربي والدولي المطلوب والاساسي لهذه المرحلة.

-مدى الالتزام من قبل الاطراف المعنية بالاسس الدستورية الواضحة في عملية التشكيل، بعيدا عن سياسة الاستئثار والفرض والتعدي على الصلاحيات، لان التعاطي المرن ، والسلاسة في التشاور ، تتوقف  عند حدود الثوابت التي لا تراجع عنها.

-التشاور المسبق مع  رؤساء الحكومات السابقين والمرجعية الروحية الاساسية، بما يحفظ التوازنات الوطنية التي يقوم عليها البلد.

-قناعة الجميع بأن صرخة الناس محقة ولا يجوز تجاهلها والتعاطي معها بأنها مجرد تعبير غاضب، بل ينبغي التلاقي والتعاون بين الجميع للانطلاق في المعالجات الاساسية لحفظ كرامة المواطن وحقه في العيش الكريم، خارج منطق المعالجة الامنية.

كلهم يستعجلون التكليف والتأليف، وهذا امر اساسي لا خلاف عليه، ولكن عليهم كلهم توفير ظروف نجاح التكليف والتأليف منعا لهدر المزيد من الوقت. والعبرة هنا ، ابعد من العواطف وكلمات التأييد، بل في الالتزام بالمساعدة والتعهّد بتسهيل مهمة الرئيس المكلّف.

التفاهم المسبق على الخطوط العريضة يسهّل التكليف ويفتح الباب امام التأليف السريع للانطلاق بالعمل الحكومي المطلوب. وفي سجل العمل  الحكومي تكون  العبرة  عادة في الالتزام وتنفيذ التعهدات وتسهيل  المهمة .

انها اولويات ما قبل ال"نعم"، والحد الادنى المطلوب منكم جميعا ، وهذا من حق الرجل الذي تدعونه في مهمة انقاذية.

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك