Advertisement

لبنان

ميقاتي آخر فرصة للعهد

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
27-07-2021 | 03:00
A-
A+
Doc-P-846629-637629730071897713.jpeg
Doc-P-846629-637629730071897713.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أسفرت نتائج الإستشارات النيابية الملزمة عن تسمية 72 نائبًا الرئيس نجيب ميقاتي لتولي مهمة تشكيل حكومة "المهمات الصعبة" وحكومة "الإنقاذ"، وحكومة يؤمل أن تبصر النور قريبًا، وأن تحظى بدعم الأفرقاء الذين أجمعوا على إسم الرئيس ميقاتي، وألا تحول "شياطين" التفاصيل دون الوصول إلى الغايات التي ينتظرها جميع اللبنانيين، الذين يتوقون إلى الخروج من عنق زجاجة أزماتهم، وولوج باب الخلاص، الذي لا يمكن أن يتحقق من دون وحدة وطنية جامعة.
Advertisement

بعد هذه النتيجة، التي يمكن إعتبارها مؤشرًا لا بأس به لإنطلاقة صحيحة، خرج الرئيس المكّلف بعد إجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حزينًا بعض الشيء، وهذا ما لاحظه الصحافيون الذين كانوا يتولون تغطية الإستشارات طيلة النهار، ولم يتوان أحد الزملاء عن سؤاله عن سبب حزنه، فكان جوابه أكثر من بليغ ومعبّرًا، ويختصر معاناة اللبنانيين ووجعهم.
فهل يمكن أن يكون الرئيس ميقاتي، وهو الذي يعرف ربما أكثر من غيره ما يعانيه اللبنانيون، فرحًا فيما كل الشعب حزين على نفسه وعلى وطنه، الذي وصل إلى الحضيض.
المهمة الصعبة التي قَبِل الرئيس ميقاتي أن يأخذها بصدره، وهو الذي لم يعتد إلا على المواجهة، لن تكون مهمته وحده، وهذا ما إعترف به، بل يُفترض أن تكون مهمة جميع اللبنانيين، وجميع القوى السياسية، سواء تلك التي سمّته أو تلك التي لم تسمّه، وفي طليعة هذه القوى أكبر كتلتين مسيحيتين، "تكتل لبنان القوي" و"تكتل الجمهورية القوية".
فإذا كان كل من "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" يريدان فعلًا أن يكون لبنان قويًا وأن تكون الجمهورية قوية، فما عليهما سوى ترك خلافاتهما الهامشية وراء ظهرهما والتطلع إلى الأمام قبل أن يصبح ثلاثة أرباع المسيحيين خارج "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، وقبل أن يصبح لبنان والجمهورية أضعف الضعفاء، وقبل أن ينهار الوطن، الذي لم نره يومًا بهذا الضعف منذ أن قررا أن يكون لبنان قويًّا فقط على الورق. لن نقول أنه بسبب خلافاتهما، التي لم تؤدّ إلا إلى المزيد من الشرذم، قد أصبح لبنان بهذا الضعف الذي لم يكن عليه يومًا حتى في أحلك الظروف.
في اللحظة الأولى لتكليفه "المهمة الصعبة" قال الرئيس ميقاتي إنه يتطلع الى "ثقة الناس ، ثقة كل رجل وسيدة، كل شاب وشابة ، لأنه لوحدي لا املك عصا سحرية ولا استطيع ان اصنع العجائب".
ولكن على رغم صعوبة المهمة فإن الرئيس ميقاتي مؤمن بأن هذه المهمة "تنجح اذا تضافرت جهودنا جميعا وشبكنا ايدينا معا، بعيدا عن المناكفات والمهاترات والاتهامات التي لا طائل منها، ومن لديه أي حل فليتفضل".
لا وقت أمامنا وأمام جميع اللبنانيين لكي نهدره على إسم وزير من هنا أو حقيبة وزارية من هناك. المهمة، أي مهمة إنقاذ الوطن وإخماد الحريق، أكبر من كل الحصص، وأكبر من حقوق كل الطوائف، وأكبر من مهاترات ومماحكات والتفتيش عن "جنس الوزراء"، وعن الظهيرة في منتصف النهار.
سمعنا أنه لدى اجتماع الرئيس عون بالرئيس ميقاتي قال رئيس الجمهورية إنه يريد انقاذ عهده، فأجابه الرئيس المكّلف بأنهما سينقذان العهد سوية وسيعملان على تشكيل حكومة بأسرع وقت ومن دون أي شروط مسبقة.
هذا الإستعداد على التعاون الذي أبداه الرئيس ميقاتي سبقه تصريح للنائب جبران باسيل، الذي لم تسمّ كتلته أحدًا، برر فيه عدم تسمية الرئيس ميقاتي بأن "التجربة غير مشجعة".
بإختصار ومن دون أخذ وردّ، خصوصًا أن الرئيس المكلف أخذ عهدًا على نفسه بعدم الردّ على الإساءات، نقول أن نجيب ميقاتي هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ العهد من نفسه أولًا، ولإنقاذه مما علق بسفينته طيلة خمس سنوات من طحالب ومخلفات ومرميات، والتي تهدّد هذه السفينة ومعها كل الركاب بالغرق المحتّم في كل لحظة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك