تحت عنوان "لبنان متروك: ما تستطيع الولايات المتحدة فعله لإنقاذ بيروت"، نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية مقالاً تحليلياً لراسل بيرمان، الزميل الأقدم في معهد هوفر وأستاذ العلوم الإنسانية في جامعة ستانفورد الأميركية، عدّد بموجبه 4 خطوات يتعيّن على إدارة الرئيس جو بايدن اتخاذها مع اشتداد الأزمة في لبنان.
ويحذّر
بيرمان من أنّ الوضع "سيتحوّل إلى كارثة في فصل الشتاء البارد المقبل"، مؤكداً حاجة لبنان إلى زيادة المساعدات الإنسانية "على أن تديرها مؤسسات دولية موثوقة أو منظمات غير حكومية تخضع للرقابة الحثيثة إذا ما كان الهدف دعم الشعب اللبناني وليس النقابات الشبيهة بالمافيا".
وإذ يشدّد بيرمان على أهمية الدعم الإنساني، يتحدّث عن الحاجة إلى "إصلاحات هيكلية وسياسية هامة"، رابطاً إنجازها بممارسة المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل أساسي ضغوطاً موجهة وصارمة". في هذا السياق، ينتقد بيرومان الولايات المتحدة التي "يبدو أنّها بالكاد منتبهة إلى الأزمة المتفاقمة"، محذراً من أنّ "مصالح أميركية حيوية بخطر": "فكلما تتصاعد الاضطرابات، كلما يُرجح احتمال اندلاع إرهاب جديد، كما ستؤدي موجات جديدة من اللاجئين إلى زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة، وسيتعاظم نفوذ إيران وروسيا، مع انكفاء الولايات المتحدة".
وبناء عليه، يؤكد بيرمان أنّ الوقت حان لانخراط الولايات المتحدة، معدّداً الخطوات الأربعة المذكورة أعلاه على الشكل التالي:
1. يؤكد بيرمان أنّ أهمية الجيش ستزداد من أجل الحفاظ على النظام العام في ظل الأزمة الراهنة، متأسفاً لتقليص الولايات المتحدة دورها الاستشاري. ويحذّر بيرمان من أنّ نتيجة الخطوة الأميركية ستكون مدمرة بالنسبة إلى الجيش والعلاقة بين الجيشيْن اللبناني والأميركي. لذلك، يعتبر بيرمان أنّه يتعيّن على واشنطن أن تسلك مساراً معاكساً.
2. يرى بيرمان أنّ الولايات المتحدة قادرة على التأثير على الميدان السياسي، قائلاً: "قد يدفع احتمال فرض عقوبات قاسية، إلى جانب حملات التقريع العلنية المرتبطة بها، عناصر محددة من الطبقة السياسية إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية ما زالوا يحاربونها".
3. يتحدّث بيرمان عن تأثير إيجابي من شأنه أن يترتب عن التهديد العلني بفرض عقوبات والأدلة على ارتكاب ممارسات فاسدة مع اقتراب موعد الانتخابات، قائلاً: "كلما زادت معرفة اللبنانيين بتفاصيل الفساد، كلما فقد السياسيون التقليديون ولاء الناخبين الذين أبقوهم لفترة طويلة في الحكم".
4. يدعو بيرمان إلى معالجة ملف "حزب الله" الذي يمثّل "المشكلة الأساسية"، قائلاً إنّه "القوة المطلقة في السياسة اللبنانية". كذلك، يتهم بيرمان "حزب الله" بأنّه "يعمل كوكيل للنظام الإيراني". ويعلّق بيرمان: "بهدف حل الأزمة اللبنانية وتفادي معاناة إنسانية واسعة النطاق، لا بد من معالجة مشكلة "حزب الله"، وفقاً لما يكتبه.