Advertisement

لبنان

هل سيتركونَ ميقاتي يَشتغِل؟

Lebanon 24
28-07-2021 | 00:36
A-
A+
Doc-P-846963-637630510871786980.jpeg
Doc-P-846963-637630510871786980.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": الإنطباع السائد هو أنّ ميقاتي يقف عند نقطةٍ حسّاسة تتساوى فيها حظوظ الإنقاذ والتعطيل. ومن الواضح أنّ الرجل يراهن على وجود فرصةٍ ليسجِّل الإنجاز الذي لم يستطع الرئيس سعد الحريري تحقيقه طوال 9 أشهر.
Advertisement

فإذا نجح ميقاتي في رهانه، سيكرِّس مَوقعاً متقدِّماً له داخل نادي رؤساء الحكومات السابقين، كما سيتاح له أن يوسِّع دائرة زعامته داخل الطائفة السنّية. والأهمّ أنّه سيكون رئيس الحكومة الذي نجح المجتمع الدولي والعربي في اعتماده لإمرار الحلول وإدارتها في لبنان، في مرحلة هي الأشدّ حساسية تاريخياً.

ولكن، في المقلب الآخر من الصورة، تَطرح قوى المعارضة شكوكاً في نجاح فرص الإنقاذ حالياً، سواء مع ميقاتي أو سواه، انطلاقاً من تجربتين ماثلتين للعيان: الحريري وحسّان دياب.
ويذهب معارضون إلى حدّ الحديث عن إيجابيات ربما افتعلتها منظومة السلطة، في الأيام الأخيرة، من أجل الإيحاء بوجود فرصٍ حقيقية للحلّ وتنفيس الاحتقان. ويعتبرون أنّ التراجع الدراماتيكي لسعر صرف الدولار مفتعل في هذا السياق، كما كان صعوده الدراماتيكي سابقاً.

وفي رأي أوساط معارضة، أنّ المنظومة تهدف اليوم إلى تحقيق الآتي:

1 - استيعاب الاحتقان الشعبي الكبير المنتظر انفجاره في 4 آب، الذكرى السنوية الأولى لمجزرة المرفأ، والذي يتوقع البعض أن يكون في مستوى انفجار 17 تشرين الأول 2019.
2 - تحويل الأنظار عن المأزق القضائي الذي يتخبّط فيه ملف المرفأ، أي الادّعاءات الحسّاسة التي أصدرها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. والمثير هو ارتفاع أصوات في الأيام الأخيرة تقول: سيكون مريحاً للناس تشكيل حكومة جديدة، فتهدأ بذلك انفعالاتهم ويُنَفَّس احتقانهم. ولا بأس بذلك، ما دام «متعذراً» إهداؤهم الحقيقة والعدالة!
3 - الاستفادة من مؤتمر الدعم الدولي المنتظر عقده في 4 آب، تزامناً مع ذكرى الانفجار.
4 - مع تأليف حكومة جديدة، سيكون منطقياً الإيحاء بأنّ هذه المنظومة تسلك الطريق نحو الاستحقاقات الدستورية، كما يطالبها المجتمع الدولي.
هل هذه الصورة الاعتراضية في محلها؟
يقول بعض المراقبين إنّ الظروف المحيطة بميقاتي، في التكليف والتأليف، تختلف عن الظروف التي تحكّمت بالحريري، خصوصاً في ما يعني العلاقة مع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي.
وفي أي حال، يضيف هؤلاء، إنّ أزمة البلد ليست في التنافر بين الرئاستين الأولى والثالثة، كما يوحي البعض، بل هي في انعدام ثقة المجتمع الدولي في طاقم السلطة. ومن دون هذه الثقة، سيستمرّ الحصار الدولي والعربي على لبنان، إلّا في الحدّ الأدنى من المؤن الغذائية والطبية للناس وللجيش.

ولذلك، سيحاول ميقاتي تسريع عملية التشكيل. ويعتقد البعض أنّه قد يؤلِّف حكومة «الألوان الغامضة» للحدّ من «الاعتراضات الفاقعة»، ولعلّه ينجح قبل 4 آب، فتتمّ إصابة عصفورين بحجر واحد: استيعاب الاحتقان الشعبي، والاستفادة من مؤتمر الدعم الدولي.
ولكن، بعد ذلك، سيكون المحكّ هو أنّ استكمال الإيجابيات بتحقيق الانفراج السياسي والمالي والاقتصادي المطلوب. وهنا بيت القصيد. وكما طلب دياب مهلة 100 يوم لتنفيذ الخطوات الأساسية لحكومته، فالأرجح أنّ ميقاتي سيطلب مهلة أيضاً.

وسيكون الرهان: هل سينجح ميقاتي في التأليف ويتجنَّب تجربة تقطيع الوقت التي يسعى إليها البعض من داخل السلطة، انتظاراً لتبلور المناخات إقليمياً ودولياً؟ وإذا نجح في تجاوز عقدة التأليف، فهل سيتركونه «يشتغل» بهدوء لإخراج البلد من الحفرة؟
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك