Advertisement

لبنان

نحو مهمة إنقاذية ثالثة!

Lebanon 24
28-07-2021 | 04:30
A-
A+
Doc-P-847000-637630607062928980.jpg
Doc-P-847000-637630607062928980.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": يُدرك الرئيس نجيب ميقاتي أن طريقه نحو تشكيل الحكومة لن تكون مفروشة بالورود، بل سيكون دونها صعوبات كبيرة لا يذللها الكلام المعسول الذي سمعه في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها أمس في مجلس النواب، خصوصا أن التجارب السابقة غير مشجعة حيث أن كلام الاستشارات تلاشى مع بداية البحث الجدي في عملية التأليف، وأدت العراقيل التي ظهرت الى إعتذار رئيسين مكلفين.
Advertisement
ليست المرة الأولى التي يخوض فيها نجيب ميقاتي تحديا سياسيا من العيار الثقيل، فكلما إشتدت الأزمات وإنسد الأفق السياسي وبلغ لبنان حافة الانهيار يلوح في الأفق إسم ميقاتي كشخصية وسطية قادرة على إجتراح الحلول وتدوير الزوايا الحادة للوصول الى توافقات تحمي البلاد والعباد.

في العام 2005 وبعد زلزال إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تسبب بإنقسام عامودي في لبنان بين فريقي 8 و14 آذار وأسس لصراعات سياسية ومذهبية كادت أن تتحول الى دموية خصوصا عشية إنتخابات نيابية كانت في مهب الريح، رسم الرئيس ميقاتي خارطة الحل بدخوله نادي رؤساء الحكومات للمرة الأولى رئيسا لحكومة إنتخابات، فآثر عدم الترشح، ورفض أن يكون من بين وزرائها أي مرشح، ونجح برغم الضغوطات في إجراء هذا الاستحقاق الذي شهد العالم بديمقراطيته ونزاهته وشفافيته، ونقل لبنان من ضفة الى ضفة بإعادة تكوين السلطة وإنتظام الحياة السياسية فيه.

في العام 2011، بلغ الصراع المذهبي مداه وكاد أن يترجم فتنة سنية ـ شيعية، وذلك على وقع بركان كان يتفجر تباعا في الدول العربية ضمن ثورات الربيع العربي التي ما لبثت أن تحولت دموية وتدميرية، فحمل الرئيس ميقاتي كرة النار، متصديا للفتنة التي كانت تلوح في الأفق اللبناني، بالرغم من الحرب الشعواء التي فتحت عليه، لكنه نجح في إحداث توازن وطني وفي الحفاظ على حقوق الطائفة السنية التي كان البعض يريد ممارسة سلوك إنتقامي من بعض كبار موظفيها، ثم إبتكر شعار “النأي بالنفس” الذي حيّد لبنان عن أزمات وحروب المنطقة وحماه من الانزلاق الى النيران المشتعلة فيها، متجاوزا الانتقادات التي طالت هذا الشعار الذي ما لبث أن تحول فيما بعد الى حكمة وطنية وحل ضيفا مرحبا به على كل البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة.

اليوم، يكبر التحدي بالنسبة للرئيس ميقاتي، خصوصا أن لبنان يواجه أزمات غير مسبوقة، حيث تكاد مقومات الحياة فيه تنعدم بالكامل وعلى كل الصعد، في ظل صراع سياسي وإنسداد لآفاق الحلول، فكان التكليف بالمهمة الشاقة التي بدأ ميقاتي بتنفيذها بكثير من الانفتاح والنية الحسنة والصدق في التعاون مع الجميع من أجل وقف الانهيار والبدء بأولى خطوات الانقاذ.
حتى الآن ما تزال الأجواء إيجابية، خصوصا في ظل المعلومات المتداولة حول نية رئيس الجمهورية ميشال عون تسهيل عملية التأليف حرصا منه على إنقاذ عهده، مستفيدا من أن الرئيس ميقاتي يأتي بزخم دولي ـ إقليمي من شأنه أن يفتح أبواب المساعدات على لبنان في حال نجح في تشكيل الحكومة، وهو لن يتوانى عن مد يد التعاون مع الرئيس عون تحت سقف الدستور لايجاد التشكيلة المتوازنة المناسبة القادرة على وقف الانهيار.
كل ذلك يؤكد أن الرئيس عون الذي لم يتبق من ولايته الرئاسية سوى 15 شهرا، يقف اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن يسلك طريق إنقاذ عهد، وأن يقطع الطريق على أية تدخلات أو وضع العصي في دواليب قطار التشكيل، أو أن يضيّع عليه وعلى لبنان واللبنانيين الفرصة الانقاذية الأخيرة فيقود المسيرة الجماعية الى جهنم، وعندها “ليت ساعة مندم”.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك