Advertisement

لبنان

بين مواقف باسيل وقاسم.. الحكومة "مسهَّلة" ظاهريًا فماذا في المضمون؟

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
29-07-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-847426-637631576614846022.jpg
Doc-P-847426-637631576614846022.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في توقيتٍ واحد، أطلّ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، ونائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، ليدليا بدلوهما في الملفّ الحكوميّ، بعدما "فرّقتهما" الاستشارات النيابية الأخيرة، فأحجم الأول عن التسمية، بعدما لوّح بمرشح "مواجهة" الثاني، فيما اختار الأخير "الشراكة الكاملة" بالتكليف المباشر.
Advertisement

وبين الاستشارات ومواقف الأمس، تباينت "الرسائل" بين الجانبين، فقال باسيل إنّ الاستشارات أثبتت أنّ تيّاره لا يشكّل "الأكثرية"، خلافًا لما يُتَّهَم به، حتى إنّه في حديثه الأخير، غمز من قناة "حزب الله" مجدَّدًا، مستعيدًا "إشكالية" وزارة المال، على قاعدة أنّه لن يمنح الحكومة الثقة إذا ما بقيت خارج إطار "المداورة"، منعًا لتكريس أعراف جديدة.

 
لكن، رغم "التباينات"، تقاطع الجانبان في الظاهر على موقف أساسيّ واحد، وهم دعم الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فأكد الشيخ قاسم على أنّ لا حلّ إلا بوجود حكومة، متحدّثًا عن عوامل مساعدة على التشكيل، فيما اعتبر باسيل أنّ "على الجميع أن يقود معركة الرئيس ميقاتي في تشكيل الحكومة"، مضيفًا: "شايفها مسهّلة".


"حزب الله" داعِم

يؤكد العارِفون أنّ "حزب الله"، وبمجرّد تسميته الرئيس نجيب ميقاتي في الاستشارات النيابية، حدّد موقعه في المعادلة بوضوح، بل إنّه انتقل من وضعيّة "الداعِم"، و"الوسيط" في بعض الحالات، في مرحلة تكليف الحريري الذي لم يسمِّه، إلى وضعية "الشريك الكامل" في التأليف في ظرف اليوم، ما أعطى التسمية برأي البعض "زخمًا إضافيًا".

وتتعدّد التفسيرات لأسباب وخلفيّات تسمية "الحزب" للرئيس ميقاتي، بين مَن يربطها بعلاقة "متوازنة" بين الجانبين لم تنقطع يومًا، رغم الاختلافات الطبيعية في وجهات النظر، ومَن يضعها في خانة تأكيد الحزب رغبته بالإسراع بالتأليف، دحضًا لكلّ الإشاعات التي تلاحقه بربطه ببعض الاستحقاقات الخارجية، ومَن يصنّفها في إطار "التقارب" الإسلاميّ، وتجنّب "الفتنة" بكلّ أشكالها، في ضوء ما يتمتّع به الرئيس ميقاتي من حيثيّة وقدرة.


لكنّ الثابت والأكيد، وسط كلّ هذه التفسيرات والتكهّنات، وفق ما يقول العارفون، هو أنّ "حزب الله" الذي تجاوز اعتبارات "مراعاة" حليفه "التيار الوطني الحر" في تسمية مرشّحٍ لم يسمّه هو، أراد أن يؤكّد على دعمِه المُطلَق لمهمّة الرئيس ميقاتي، وللإسراع بتشكيل حكومة، وفق المعايير التي يضعها الأخير، لأنّ لا "بديل" بكلّ بساطة، لا سيّما أنّ ما يحظى به من دعم داخلي وخارجي قد لا يتوافر لغيره، بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري.


إيجابية "ملغومة"؟!

وقد برزت "الإيجابية" نفسها تقريبًا، وإن بصورة مختلفة، في حديث رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، حيث أكّد أنّ ميقاتي "شخصيّة ناجحة وقادرة"، مشيرًا إلى أنه أبلغه حين التقاه قبل أيام أنّه لن يسميه ولن يتدخل في تفاصيل عملية التأليف برمّتها، ولافتًا إلى أنّ إعطاء الثقة من عدمها، تحددها التشكيلة الحكومية وتركيبتها الميثاقية والبرنامج وأسماء الوزراء.

لكن، في مقابل هذه "الإيجابيّة"، توقف البعض عند رسائل "مبطنة" وردت في حديث باسيل، سواء لجهة حديثه المتكرّر عن حقيبة الداخلية، التي يتمسّك بها رئيس الجمهورية، نافيًا أن يكون الأمر مرتبطًا بالانتخابات النيابية المقبلة، أو لجهة تمرير بعض المواقف "السلبيّة"، كالتحذير من أن يكون الرئيس ميقاتي "الضحية الخامسة" للرئيس الحريري، فضلاً عن تلويحه ببعض الخيارات التي يدرسها "التيار" في حال "سار الرئيس ميقاتي بالمسار نفسه الذي سلكه الرئيس الحريري".

ولعلّ "تصعيد" باسيل وصل إلى أوجه حين غمز من قناة الاستقالة من مجلس النواب، قائلاً: "ما حدا يفكّر فيو يحرقنا وما نحرقوا"، وهو كلام يرى البعض أنّ قد يكون مفيدًا شعبويًا وتكتيكيًا لـ"التيار"، لكنّه قد لا يكون مناسبًا للظرف الحالي، وفق هذا الرأي، إذ إنّ "الفرصة" التي توفّرها تسمية الرئيس ميقاتي، والروحية "الانفتاحية" التي يُظهِرها الأخير باعتراف باسيل، تستحقّ التمسّك بإيجابية مُطلَقة، أقلّه لبضعة أيام تكفي لفرز المواقف.

رغم بعض الرسائل "المبطنة"، ورغم ما يقوله البعض عن أنّ "إيجابية" الظاهر، تخفي خلف طيّاتها "تعقيدًا" لن يتأخّر حتى يظهر، لا سيّما أنّ عبارة "لا أريد شيئًا" التي يكرّرها الجميع لا تعكس الحقيقة، لا يزال "التفاؤل" حاضرًا، على وقع زيارات الرئيس ميقاتي اليومية إلى قصر بعبدا، زيارات قد توصل إلى "تقاطع" من شأنه تسهيل الولادة الحكومية، ولو أنّ الاحتمالات الأخرى يجب أن تبقى دومًا في الحسبان...

 

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك