Advertisement

لبنان

1 آب يسبق 4 آب... الجيش في كل مكان وزمان

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
01-08-2021 | 02:00
A-
A+
Doc-P-848323-637633999318312902.jpg
Doc-P-848323-637633999318312902.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لا يكاد يمرّ يوم إلاّ ويكون إسم الجيش في طليعة الأخبار. القاسم المشترك بين كل هذه الأخبار همّ واحد لدى كل عنصر من هذه المؤسسة، كبيرًا كان أم صغيرًا. الأمن والإستقرار همّ القيادة كما هو همّ الجميع. حيثما تكثر الجريمة نراهم في الطليعة. حيثما يكون تهديد للسلم الأهلي تكون أيديهم على الزناد. نراهم في الشوارع يحمون المتظاهرين من بعض المندسّين. نراهم في الأحراش يساهمون في إطفاء الحرائق. نراهم في العمل الإجتماعي يوزّعون المساعدات على المحتاجين. نراهم في كل مكان.

هم أبناء البيئات الفقيرة. يعيشون أوضاعًا معيشية مزرية مثلهم مثل أي واحد يعيش في لبنان في ظل فقدان الدواء، وتراجع القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، وإرتفاع جنوني لأسعار السلع الإستهلاكية الضرورية.

 الأول من آب يمرّ هذه السنة حزينًا، يمرّ ثقيلًا، يمرّ متهاودًا، لأنه يسبق الرابع من آب، ذكرى مجزرة إنفجار المرفأ، التي هزّت كل الضمائر بإستثناء ضمائر المسؤولين، وبالأخص المسؤولين عن مجزرة القرن.

وعلى رغم كل تلك المآسي يبدو أن ما هو مؤكد أن لا عودة إلى الوراء. لا عودة إلى أجواء الحرب الأهلية. لا عودة إلى حال اللأستقرار. لا عودة إلى الفوضى. لا عودة إلى خطوط التماس. لا عودة إلى لغة المدفع. لا عودة إلى شطر بيروت بين غربية وشرقية. لا عودة إلى الإقتتال الداخلي. لا عودة إلى لغة التحريض والإنسياق الأعمى وراء الغرائز.

بل، نعم لوحدة الجيش على رغم الظروف الصعبة. نعم للضرب بيد من حديد على أيدي كل من تسوّل لهم أنفسهم العبث بالأمن والإستقرار الداخلي. نعم لضمان حق المواطنين بالتظاهر سلميًا والتعبير عن غضبهم حضاريًا. نعم لقمع أي محاولة للتعدي على الأملاك العامة والخاصة. نعم لمنع الفتنة بكل وجوهها ومظاهرها. نعم لوضع حدّ لكل مظاهر التفلت الأمني. نعم لمحاربة الإرهاب أينما وجد. نعم لإرساء جو الأمن والآمان. نعم لترسيخ السلم الأهلي.

بهذه "النعم" كلها، وبهذه "الاءات" أيضًا تقف المؤسسة العسكرية سدًّا منيعًا وحصينًا في وجه أي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. لا تهاون ولا تراخٍ ولا إستهتار. بل قبضة من حديد وإرادة صلبة كالحجر وتصميم على الإنقاذ أيًّا تكن التضحيات، وأيًّا تكن الصعوبات، وهي كثيرة.

وتبقى المؤسسة العسكرية الملاذ الأخير للديمقراطية وللحرية وللعيش في آمان وسلام. إنها الضمانة الأكيدة لوحدة المؤسسات ولوحدة الشعب.

ما يحصل في في غير منطقة على أيدي خفافيش الليل أثبت أن هناك بعض الفئات المتضررة من الإستقرار تسعى إلى زرع الفتنة في أكثر من منطقة، وهي تحاول الإصطياد بالمياه العكرة وإستغلال وجع الناس ونزولهم إلى الشارع للتعبير عن هذا الوجع. لكن الأكيد أن الجيش يعرف تمامًا مخطّطات هذه الفئات، ويعرف أيضًا كيف يجب التعامل معها والقضاء على هذه المخططات ووأدها في المكان والزمان المناسبين.

 ثمة قرار على أعلى المستويات للضرب بقوة والتصدّي لكل محاولات الفتن، مع التفريق بين المتظاهرين السلميين الذين يفرض الواجب على العسكريين حمايتهم برموش العيون، وبين الذين يريدون جرّ البلاد إلى حيث لا تريد. إنه قرار نهائي ولا رجوع عنه، أيًّا تكن الضغوطات. إنها حرب الحدّ الفاصل بين الأمن واللأمن، بين الإستقرار واللإستقرار، بين الفوضى والإنضباط، بين الفلتان والتقيدّ بالقوانين. إنها معركة الأمل الوحيد المتبقي. إنها معركة الكرامات وإستعادتها من سالبيها. إنها معركة الضمانة الأخيرة للأمن والسلام والإستقرار والحرية والديمقراطية. إنها معركة الشعب الذي يريد أن يستعيد ما فقده من مقومات العيش الكريم. إنها معركة الوفاء والشرف والتضحية.

في 4 آب ستمتلىء الساحات بالناس الذين سينزلون للمطالبة بالحقيقة، التي لا تزال غامضة بعد مرور سنة على وقوعها.

في 4 آب ستكون عين الجيش ساهرة، وسيكون الحرص شديدًا على ألا تدخل على الخط السلمي للتظاهرات عناصر مخرّبة ومشاغبة لتعكير جو هذه الذكرى، ولتشويه الصورة الحضارية لهذه الذكرى، ولضرب بيروت مرّة جديدة .

ولجيشنا الباسل نقول : كل عيد وانت بخير.

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك