Advertisement

لبنان

هكذا أصبح وطني... ورقة نعوة

شفيقة الأيوبي

|
Lebanon 24
02-08-2021 | 07:02
A-
A+
Doc-P-848817-637635103670725250.jpg
Doc-P-848817-637635103670725250.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger


عندما يصبح بلدي ورقة نعوة، عندما تصبح بلاد الحرف بلداً نبحث فيه عن الحروف كي نرثي أبناءه. 
عندما يصبح المسكن عنوان الموت، عندما تكون في مأمن مع عائلتك ويدرككم الموت نتيجة رصاصة طائشة او صائبة، هل هذا هو لبناننا الذي كتب فيه وعنه جبران خليل جبران  وإيليا أبو ماضي؟ 
Advertisement
للأسف يتحوّل بلدي الجميل إلى أرض منكوبة تبكي أبناءها وتودّعهم الواحد تلو الآخر سواء غرقاً أو حرقاً أو انفجاراً وحتى جوعاً. 
للأسف بات لبنان يّصنَّف مع الدول الأشدّ فقراً والأكثر جوعاً وألماً ودمعاً. 
بعدما  كان لبنان بلد الأمان والسلام، بلد الكرم والضيافة، بلداً كان يشعّ بالحياة يقصده الزوّار من كلّ حدب وصوب، بات اليوم بانتظار الدعم من هنا والكلام من هناك. 
بات الموت خبراً عادياً يتصدّر وسائل الإعلام والتواصل، باتت الطفولة رهينة السلاح الفتّاك المتفلّت هنا وهناك.. 
يفرح أحدهم فيتسبّب بحزن آخر! أنت تنال ترقية وأنا يموت ابني برصاصتك!! أنت تريد الربح بالتجارة وأنا يجوع أولادي بالمقابل!! أنت تعدّ انتصاراتك وأنا أفقد أحبابي يومياً نتيجة حبّة دواء على أبواب الصيدليات أو إبرة على عتبة المستشفيات أو نقطة حليب تختفي كي يربح التجّار..
للأسف بات الإنسان رخيصاً جداً في بلدي. باتت الأمهات الثكالى أكثر عدداً من الحبالى.. أصبحت وسائلنا الإعلامية عبارة عن ورقة نعوة تبثّ خبر انتحار من هنا، وموت من هناك، قتل دمار انفجار… 
أين الإنسانية؟ أين الإنسان؟ لقد وصل كتّابنا إلى العالمية بإحساسهم بالآخر وكتاباتهم عن الكينونة والصيرورة وعن الفخر بلبنان، ترى عمّا سيكتبون اليوم لو كانوا هنا؟ عن الجوع؟ عن الفقر؟ عن الحرمان؟ عن الموت الرحيم البطيء؟ 
أصابت وطني العين حتى بات خبراً أو سبقاً صحافياً تتداوله الصحف والألسن. 
تصادف بعد غد ذكرى انفجار مرفأ بيروت، لكن كم من انفجار حصل منذ ذلك الوقت حتى اليوم؟ كم من أب وأم ينفجرون في الدقيقة لعجزهم عن تأمين قوت يومهم لأولادهم! الستيني والخمسيني والعشريني على أبواب المحال التجارية والصيدليات، الرجال تبكي اليوم في وطني ليس لتحرير الوطن من العدو بل لتحريره من أبنائه، من سطوتهم وقبحهم وأنانيتهم، من الذين يسرقون رغيف خبز من الأطفال أو جرعة حليب من الرضّع!! 
إنها الولادة من الخاصرة يا سادة، وطني جريح، جائع، يتيم، ينتظر الرحمة فقط من رب العالمين. 
لم يعد الدعاء بإنجاز الخطط المستقبلية بل تحوّل إلى وسيلة للصلاة لخروج لبنان من هذه المحنة!!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك