Advertisement

لبنان

4 آب: إنه ليس يوم الانتخابات

Lebanon 24
03-08-2021 | 23:20
A-
A+
Doc-P-849346-637636550758359945.jpg
Doc-P-849346-637636550758359945.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت هيام قصيفي في "الاخبار": بقدر وقاحة أهل السلطة والأمن، تبرز وقاحة من نوع آخر، في استثمار الجريمة والتماهي مع جروح الناس وأوجاعهم، واستخدامها في مسلسل دعائي فاضح وكأنها جزء من ماكينة كبيرة محلية وخارجية. فالانتخابات على الأبواب ومعركة اليوم بين القوى السياسية المتصارعة محتدمة، إلى الحد الذي يصبح مُحلَّلاً استخدام أي سلاح، حتى لو كان دماء الناس ودموع أهاليهم، سواء انتموا إلى هذا الحزب أو ذاك. إنه موسم الانتخابات والمهرجانات الخطابية وإضاءة الشموع السياسية ورفع الأعلام والأهازيج الانتخابية على الطريق نحو الذكرى. فاقتراب الصراع بين القوى السياسية، من لحظة المكاشفة العلنية على خلفية رفع الحصانات السياسية والأمنية، يجعل البعض يعتقد بأنّه يمكن في لحظة مفصلية التسلل من المرفأ إلى خوض صراع مكشوف. تماماً كما كانت لحظة 17 تشرين الأول، لحظة خروج الناس إلى الشارع من دون خلفيات سياسية، قبل أن يُستثمر الشارع على أيدي مجموعات أخذت التظاهرات إلى مكان ارتجالي احتفالي وقطع طرق، أضاع المواجهة الحقيقية في وجه السلطة وأركانها. ولأن الشارع لم يعد في الزخم نفسه، رغم الانهيار المالي والاقتصادي بأضعاف ما كانت عليه الحال يوم 17 تشرين، فإن ذكرى انفجار المرفأ قد تشكل لهؤلاء جميعاً رسميين وحزبيين على كلّ المستويات المنعطف المناسب. وإلا كيف يمكن أن يصبح المشهد طائفياً وسياسياً في هذا الشكل، ويصير استثمار دماء الشهداء والجرحى وحياة الناجين، مناسبة إعلامية وغنائية ومسرحية وفنية وسياسية وانتخابية واحتفالات وقداديس بالجملة وصلاة التكبير، وتوزيع الأعلام والرايات، وظهور شخصيات بيروتية فقط للكلام والخطب، في هذا الشكل الممجوج. فيما المطلوب لأهالي الضحايا عدالة وحقيقة غير ملتبسة عن موت أبنائهم.
Advertisement
معيب ما يجري منذ أيام، في حق أهالي الضحايا والضحايا أنفسهم، كما هو معيب استخدام صناديق الإعاشة منذ أن بدأت الضائقة المالية والاقتصادية وانفجار بيروت. بعدما شهدت الأسابيع القليلة الماضية تراجعاً ملحوظاً في المساعدات، من جمعيات وشخصيات برزت فجأة إلى الضوء وبدأت تتحرك تحت أسماء وشعارات مختلفة، سعت مع بداية الأزمة إلى جمع المساعدات والترويج داخلياً وخارجياً للحصول عليها. لكن مع تفاقم الانهيار وتراجع سعر الليرة أكثر فأكثر، وازدياد حاجة الناس المطّردة إلى مساعدات، انكفأت هذه الجمعيات وبدا عجزها فاضحاً في التعويض على المحتاجين، الذين باتوا اليوم أكثر حاجة إليها، بعد مرحلة أشهر تدفّقت عليهم المساعدات من كل حدب وصوب. فباتوا يحتاجون إلى أي شيء يُغيثهم بالحد الأدنى، وإلا فسيُتركون إلى رحمة الأحزاب ومساعداتها الاستثمارية كما فعلت منذ الانفجار.
4 آب ليس برنامجاً تلفزيونياً لتصوير مآسي اللبنانيين والتسوّل باسمهم، وإثارة شجونهم بطلب عبارات مؤثرة واستدراج البكاء، وليس مهرجاناً حزبياً، أو مناسبة دينية لتلميع صور رجال الدين. هو يوم للحقيقة، كي لا ينسى أحد انفجار المرفأ، لكنه قطعاً ليس يوم الانتخاب
المصدر: الأخبار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك