ندد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتدخلات السفارة الاميركية في لبنان، مشيراً إلى أنّ المؤامرة تُدار من تلك السفارة، وقال: "الأميركيون أنفقوا عشرات مليارات الدولارات من أجل تشويه المقاومة وفشلوا وجاءت الاغتيالات والحرب الكونية على سوريا وأرسلوا الانتحاريين الى لبنان وفشلوا أيضاً".
وفي كلمة له خلال حفل تأبين أقيم في مجمع سيد الشهداء في مدينة الهرمل، لمناسبة مرور أسبوع على وفاة القائد العسكري في الحزب عباس اليتامى، قال نصرالله أن "السعي الاميركي لتفتيت المجتمع إنما هدفه رسم صورة البلد والدولة كما يريدون ومنها التطبيع مع العدو".
ورأى نصرالله أن "القوى الوطنية الحقيقية هي التي تريد سيادة لبنان حقاً وأن يكون نفط وغاز ومياه وخيرات لبنان للبنان"، وقال: "بحسب المعلومات، فإنّ السفارة الأميركية فوجئت بالاعلان عن استقدام سفينة النفط من ايران واعتبرت أن ذلك غير جدّي".
وهنا، أعلن نصرالله أنّ "السفينة الثانية المحمّلة بالمحروقات ستُبحر بعد أيام إلى لبنان، وهي ستلحق بالسفينة الأولى التي صارت في عرض البحر وستأتي بعدهما سفن أخرى"، وقال: "نؤكد مواصلة هذا المسار طالما أن البلد محتاج والهدف هو تخفيف معاناة الناس".
وأكّد الأمين العام لـ"حزب الله" أنّ "النفط الذي نأتي به هو لكل اللبنانيين وللمرافق الحيوية"، لكنه قال: "نحنُ لسنا بديلاً عن الدولة وعن الشركات التي تستورد المحروقات، ولسنا في مجال التنافس مع أحد".
وأضاف: "نريد أن نكسر السوق السوداء والأسعار التي تعبّر عن الجشع والطمع ونخفف عن الناس. إن شعبنا يذل ونحن لا نقبل أن يذل شعبنا ونستطيع أن نحل الأزمة لن نوفر ونحن نريد أن نخفف معاناة وبالأمور الثانية ما نقدر عليه سنساعد".
ومع هذا، فقد كشف نصرالله أن "هناك تقارير تؤكد أن هناك عشرات الملايين من اليترات البنزين والمازوت موجودة في مخازن الشركات النفطية في لبنان، كما أن محطات المحروقات تُبقي جزءاً كبيراً من المخزون لديها لتستفيد من السعر لاحقاً".
ملف الطاقة
وحول ملف استجرار الطاقة من الأردن، قال نصرالله إنّ "استجرار الغاز المصري يساعدنا في تشغيل الطاقة الكهربائية في لبنان كما يساهم في كسر قانون قيصر ويحل مشكلة كبيرة في أزمة الكهرباء في لبنان"، وقال: "أهلاً وسهلاً بكل مسعى يؤمن الكهرباء في لبنان واي أحد يريد أن يساعد لبنان نرحب بذلك".
ورأى نصرالله أنه "من المهم أن يعرف اللبنانيون أن أمر استجرار الغاز المصري عبر الأردن فسوريا وصولاً إلى شمال لبنان يحتاج إلى 6 أشهر على الأقل"، وأضاف: "إن خطوة استجرار الغاز المصري بحاجة إلى مفاوضات وقبول من البنك الدولي وبحاجة إلى التفاوض مع سوريا. كذلك، يجب على الدولة اللبنانية أن تتعامل مع الدولة السورية باحترام لتأمين خطة استجرار الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان".
وأردف: "السفيرة الأميركية تبيع الوهم في موضوع استجرار الغاز المصري والأمر كان يعمل عليه من سنوات فالمصريين جاهزون والأردنيين جاهزون ومن يمنع المشروع عبر سوريا هو الفيتو الأميركي".
وتابع: "كلام السفيرة الأميركية يدينها لأن كل اللبنانيين يعرفون أن هاتين الفكرتين كان يتم العمل عليهما منذ سنوات لكن الفيتو كان أميركياً وعلى الإدارة الأميركية رفع الفيتو عن تقديم الدعم الى لبنان ان كانت عازمة على المساعدة".
وقال: "إذا أتى الوقت أنه ليس هناك شركات تريد الحفر لاستخراج النفط والغاز من المياه الاقليمية فنحن جاهزون للاستعانة بشركة ايرانية ولديها خبرة كبيرة، واقترح على الحكومة اللبنانية الآتية أنه لدينا شركات لديها الجرأة لتحفر وتستخرج النفط والغاز".