Advertisement

لبنان

هذا هو أكبر المحتكرين... اليكم الأدلة والبراهين

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
26-08-2021 | 08:00
A-
A+
Doc-P-857122-637655766892468767.jpg
Doc-P-857122-637655766892468767.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اعتاد المواطن اللبناني ان يتعايش مع  "الترندات" التي تطلق من جهات مختلفة ولأسباب ودوافع متعددة ومتشعبة.

وفي عالم " الترندات"  ترى اللبناني منغمسا حتى أسفل قدميه، لا بل منشغلا انشغال العالم والباحث والمتخصص والخبير، فتعتقد ان ورثة الفينقيين والأرجوان والحروف لا يمتهنون سوى تفكيك شيفرات "التراندات" وتحويلها الى أحاديث متنقلة بين العالمين الواقعي والافتراضي.
Advertisement

والمواضيع الساخنة ازدادت في الآونة الأخيرة لا بل تكاثرت بشكل ملحوظ ووتيرة سريعة بفعل الأزمات اللامتناهية التي تشهدها الساحة اللبنانية.

وفي نظرة سريعة الى الأمس البعيد، نجد ان المواضيع التي اهتم بها اللبناني كثيرة وغير منتظمة، ففي عالم الصحة طغت كورونا على تحليلات الجميع بدءا من نشأتها في الصين وصولا الى المصابة اللبنانية العائدة من ايران، فالانتشار الواسع والاجراءات ومتحور" دلتا"، دون ان ننسى طبعا اللقاح والاتهامات اللبنانية التي وجهت له، فضلا عن توزيعه بشكل غريب عجيب على يد الأحزاب والتيارات ليمسي وسيلة جديدة من وسائل الزبائنية.

أما في عالم السياسة، فالصفحات تكاد لا تتسع لعدد "الترندات" التي تناقلها ابناء هذا الوطن في أقل من سنة، منها ثورة 17 تشرين  والحراك و"كلن يعني كلن" واستقالة الحكومة  والاستشارات الملزمة  والتكليف     والاعتذار وأهلا وسهلا بفرنسا وعذرا للسعودية وهنيئا بالنفط الايراني.

ولا ننسى "الترندات" الأليمة التي حفرت لنفسها مكانا في صفحات الأيام اللبنانية السوداء، والتي أهمها انفجار المرفأ وانفحار التليل، بالاضافة الى العشرات من المواطنين الذين قرروا ان ينهوا حياتهم انتحارا هربا من البلد الذي يطل جبله على بحره وتتعانق فيه مآذن الجوامع مع قبب الكنائس.

وللجانب الاقتصادي حصة السبع من عالم "الترندات" اللبنانية، فمن اقفال المصارف الى المصرف المركزي والدولار المتقلب والليرة المتهاوية والطعام على تعدد انواعه الذي تأبى أسعاره الا ان تحلّق عاليا دون رحمة ولا رقابة تذكر، فضلا عن أحوال الطوابير في عالم البنزين والدواء والخبز والبحث عن فرصة للسعادة في بلد أصبح الوشاح الأسود مظللا لمسائه وصباحه.

وفي الاطار عينه لا بد من ان نذكر الكهرباء والمولدات الكهربائية الذين احتلوا الصدارة فتحولوا الى لعبة من أبرز قواعدها اتقان فن الـ "Off" والـ "ON".

أما "التراند" الأخير المتداول فيه حاليا، فهو موضوع الاحتكار، ذلك بعد ان تم الكشف عن ليترات لا يستهان فيها من البنزين والمازوت المخزّنين في مناطق عدة وعند بعض الأسماء اللامعة، في حين ان سعر "غالون" البنزين الواحد في السوق الموازية لامس الـ 300 الف ليرة لبنانية.

بالاضافة الى الأدوية المخزنة ايضا عند بعض التجار والموزعين المعروفين وغير المعروفين بكميات لا تحصى ولا تعد، في حين ان انقطاع الادوية اودى بحياة طفلتين وكاد يودي بحياة العشرات لولا تدخل العناية الالهية.

لكن وعلى الرغم من بشاعة المشهد واحتوائه لأسوأ معالم فقدان الأخلاق والانسانية، بدا الاحتكار عند اللبنانيين وجهة نظر يختلفون في الاشارة اليها تماما كما يختلفون عند تخييرهم بين الغرب والشرق.

وهنا لا بد من ان نعلم وندرك فعلا هوية المحتكر الحقيقي، فالحقيقة الساطعة كنور الشمس والتي تؤكد ان "الحاج" و"صقر" وسواهما هم من المحتكرين عن سابق تصوّر وتصميم، تؤكد ايضا ان الشعب اللبناني على تنوعه واختلافه وتعدده هو محتكر بكل ما للكلمة من معنى، والأدلة متمثلة في ان هذا الشعب العنيد مارس عناده امام حقيقة الاحتكار فتحوّل البعض الى مدافع عن محتكر من هنا وتاجر من هناك فقط لعدم المساس بالطائفة والحزب والعائلة والعشيرة، أما المادة المحتكرة في هذه الحالة فهي العقل وكل ما يتصل به من ادوات وأساليب.

اذا نحن امام شعب يحتكر جزءا كبيرا من عقله ويخزنه ممتنعا عن استخدامه مفضلا الاعتماد على  الغريزة والعواطف والمصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العامة.

وقبل الختام نأمل ان يتم الافراج عن الاحتكار الحكومي ، علنا نجد في صفوفها وزيرا للتربية والتعليم يوجه المنهاج ويعزز ساعات التربية الوطنية بدلا من البحث عن تعزيز ساعات التعليم الحضوري في زمن الشح والوباء والانقطاع والطوابير.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك