Advertisement

لبنان

القلق يسيطر على بكركي... المسيحيون يهاجرون

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
20-09-2021 | 04:00
A-
A+
Doc-P-865682-637677241266859272.jpg
Doc-P-865682-637677241266859272.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اهلا وسهلا بكم في جمهورية "الطوابير"، جمهورية الانتظار والوقت الضائع والبحث عن الفرص المترنحة بين العناد والنكاف والانفراجات والاتفاقات المحلية والدولية.
هذا هو واقع حال جمهوريتنا التي قرعت بكركي في مئويتها الاولى أجراس الفرح والابتهاج والفخر،
Advertisement
لكن بكركي لم تكن تعلم أن اجراسها مع المئوية الأولى قرعت إعلانا لمرحلة جديدة لا تشبه لبنان الذي عهدناه، اذ ان المرحلة الحالية وعلى الأرجح هي مرحلة جراح ونكسات و"طوابير" بامتياز.
وأخطر الطوابير قد يكون المتمثل في كابوس اليأس الذي أصاب جميع اللبنانيين ، والذي ان كتب له ان يترجم عمليا لشاهدنا صفوف المواطنين تمتد أمام السفارات بشقيها الشرقي والغربي، فالرغبة في الرحيل وصون المستقبل باتا اولوية، وحلما قد يعود بالنفع على الأفراد لكنه حتما سيراكم المشاكل والأزمات في المجتمع اللبناني الذي يحتاج الى صمود أبنائه حتى يتمكن من التماثل الى الشفاء بعد هدوء الرياح العاتية التي تضرب فيه من كل حدب وصوب.

الهجرة تدق أبواب كل اللبنانيين... ولكن

في هذا الاطار يتحدث لـ "لبنان 24"، الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، الذي يؤكد ان " الرغبة حاليا مخالفة للواقع اللبناني، فلو أردنا البحث في رغبة اللبنانيين و تطلعاتهم خلال هذه المرحلة لوجدنا ان 75% منهم يريدون الرحيل أو الهجرة بشكل صريح وبدون تردد.
لكن الحقيقة لا تتماشى مع هذه الموجة الممتدة بشكل سريع وكثيف في صفوف اللبنانيين، ذلك بسبب الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مختلف دول العالم والتي نتجت بجزء كبير عن فيروس "كورونا" المستمر حتى اليوم في ضرب الاقتصادات العالمية.
وبالتالي يمكن القول انه امام هذا الواقع باتت فرص هجرة اللبنانيين ضئيلة لا بل ضئيلة جدا، ولولا هذا الواقع لكنا فعلا أمام كارثة لبنانية حقيقية لا يمكن لأحد ان يتحمل نتائجها".
ويضيف :" يعيش اللبناني في ظل تفش مخيف للبطالة لاسيما في صفوف الشباب، والبطالة هي انقطاع الفرد (15 الى 65 عاما) عن العمل والانتاج لمدة 15 يوما، لذلك عند احتساب نسبها الفعلية، لا يمكن احتساب اعداد الذين يعملون في مصالح حرة والذين يشكلون نسبة لا يستهان بها قد تكون نوعا من البطالة المستترة في لبنان، وبحسب آخر الاحصاءات، فانه بين 480 الفاً و 600 الف مواطن يعانون من البطالة اي بنسبة تتراوح بين 35 % الى 44 %، وهذا لا يعني ان حالة الرضى تعم النسبة المتبقية من اللبنانيين الذين يحافظون حتى الساعة على اعمالهم ووظائفهم، اذا ان تدهور الليرة وضعهم في خانة تجعلهم أقرب الى وضعية العاطلين عن العمل".
ويؤكد شمس الدين أن " عدّاد المواطنين المهاجرين لهذه السنة والذي بلغ 1270، يمكن القول انه تراجع مقارنة بالسنوات الماضية وذلك نظرا للأسباب التي سبق ان ذكرناها، ففي العام 2020 بلغ عدد المهاجرين 32017 اما في العام 2019 فكان قد سجل 66608 مهاجرا".
وعن أرقام جوازت السفر و"الطوابير" التي تشهدها مراكز الامن العام، فاكد شمس الدين، انه لا يمكن اعتبار أرقام جوازات السفر المنجزة مؤشرا واضحا عن نسبة الهجرة في لبنان، فالذين يقبلون على طلب الجوازات هم في معظمهم من المغتربين نظرا لتدني كلفة المعاملة في لبنان مقارنة مع كلفتها في السفارات، او من الراغبين في الحصول على جوزات سفر وفقا لسعر الصرف الرسمي الحالي، تحسبا لامكانية الهجرة في يوم من الايام".
هل تفعلها بكركي؟
اذا، يبدو الجنوح نجو الهجرة، صفة مشتركة عند مختلف الطوائف اللبنانية، لكن وبعيدا عن عالم الحسابات والارقام التي قد تشير الى ان نسب الهجرة تبدو مرتفعة جدا في المجتمع المسيحي مقارنة بالمجتمعات الأخرى، يؤكد مرجع كنسي، ان "المخاوف الحالية لا تقف فقط عند معدل الساعين الى الهجرة، فالمكوّن المسيحي سبق وعاش هذه التجربة الأليمة في مراحل مختلفة من تاريخ لبنان.
فالتحديات اليوم تأخذ بعدا نوعيا، اذا ان الفضاء العالمي بانتظار الكفاءات والنخب اللبنانية التي يشكل المسيحيون جزءا لا يستهان به منها، من هنا يبدو القلق سيد الموقف في الصرح البطريركي في بكركي.
فبكركي التي سبق لها وأن عانت من هجرة كثيفة ومخيفة لابنائها بعد الحرب الأهلية، ها هي اليوم تشهد ومع الأسف هجرة نخبوية قد تؤدي الى غياب المنطق والقدرة على النقد والحوار ما سينتج عنه عدم تغيير أكيد واستمرار واضح للحياة اللبنانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية على ما هي عليه اليوم".
من هنا يتساءل المتابعون، كيف ستواجه بكركي هذا النزف الجديد، وكيف ستتمكن من الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين في لبنان في ظل تنامي موجه هجرة المسيحيين لاسيما في العراق وسوريا وغيرهما من دول الشرق .
على هذا الصعيد قد تكون الاجابة المباشرة هي في ان الكنيسة تتقن فن الصلاة وتؤمن بقدرتها على صنع العجائب وتحويل المستحيل الى ممكن، وهذا ما لا يمكن مناقشته، اذ اننا نعلم كل العلم ان في الاديرة والمحابس وفي زوايا الأبرشيات هناك من يردد الطلبات والصلوات التي لولاها لكان الهبوط والارتطام أكثر حدة وبشاعة وألما.
لكن ومع هذه الأزمة لا بد من تحرّك ملموس وصريح ومعلن عنه في اطار خطة واضحة المعالم والأهداف، لاسيما بعد الضبابية التي خيمت على لقاء رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان مع البابا فرنسيس، والذي لم ينتج عنه أقله حتى اللحظة أي فعل قادر على تخفيف الأوجاع والالام.
لذلك تبدو الاسئلة الموجهة الى الصرح البطريكي كثيرة ومتعددة، فهل ستكتفي بكركي بعمل ذراع الكنيسة الاجتماعي "كاريتاس" ام انها ستخوض المعركة كأم حنون تبحث عن رغيف الخبز لابنائها في ظل المطر والرياح والعواصف؟
وماذا ستقدم بكركي في ملف التعليم والمدارس، وهي العالمة ان التعليم رسالة وميزة اذا خسرها لبنان فانه سيخسر تميزه ووجه الحضاري؟
وماذا ستفعل بكركي في موضوع الاستشفاء وهي الحريصة على تضميد الجروح النفسية والجسدية في آن معا؟
وطبعا كيف ستتصرف بكركي على صعيد الاسكان والزراعة لاسيما انها الداعية دائما الى التمسك بالارض والهوية؟
وغيرها من الاسئلة التي تتطلب مزيدا من العمل والوضوح والاجتهاد، فصحيح ان الكنيسة ليست مؤسسة اجتماعية، لكنها في لبنان شريك مؤسس لهذا الكيان وان ارادت المحافظة على شراكتها لا بد لها من ان تعود الى جرأتها واندفاعها وقدرتها على اجتراح الحلول ما يحفظ وجودها ووجود ابنائها.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك