Advertisement

لبنان

زيارة "استثنائية".. لقاء ميقاتي-ماكرون يرسم "خريطة الطريق" الحكومية!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
24-09-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-867374-637680777209314681.jpg
Doc-P-867374-637680777209314681.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي:

في الشكل قبل المضمون، تكتسب زيارة الرئيس نجيب ميقاتي للعاصمة الفرنسية باريس، وجلسة "العمل" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أهمية استثنائية، بل مفصليّة، حتى يصحّ القول إنّ ما بعد هذه الزيارة قد لا يكون كما قبلها، باعتبارها ترسم بوضوح معالم "خريطة الطريق" الحكوميّة للأسابيع القليلة المقبلة.
Advertisement

ليس تفصيلاً أنّ هذه الزيارة التي تنطلق بها حكومة "معًا للإنقاذ" رسميًا هي الأولى من نوعها، بهذا المستوى، لمسؤول لبنانيّ إلى الخارج منذ فترة طويلة، وربما منذ انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول، أو حتّى منذ ما قبلها، حيث عجزت الحكومة التي أعقبتها، برئاسة حسّان دياب، عن دقّ أبواب الخارج، بعدما شكت "حصارًا" فُرِض عليها بقوة "الأمر الواقع"، ولم تتردّد في الحديث عن "مؤامرة كونية" تستهدف لبنان عمومًا.

وليس تفصيلاً أيضًا أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي في ذروة انشغاله بالأزمة "الباردة" الناشئة مع الولايات المتحدة، على خلفيّة "أزمة الغواصات"، ولو أنّها سلكت مسار "الاحتواء" بعد الاتصال الذي جرى قبل يومين بين ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن، فهذا الأمر إن دلّ على شيء، فعلى الأهمية التي يعطيها الفرنسيّون للزيارة، التي يفترض أن تؤسّس لعهدٍ جديد في العلاقات، وما هو أبعد منها.

اهتمام "استثنائي"

وإذا كان بديهيًا أنّ اللبنانيين يعوّلون ويراهنون على هذه الزيارة، باعتبارها تشكّل "نافذة أمل" للحصول على "جرعة دعم" تمكّن الحكومة فعلاً من تحقيق تطلّعاتها في "الإنقاذ" بمؤازرة دوليّة لا بدّ منها، فإنّ الواضح استنادًا إلى ما تقدّم، أنّ الرهان الفرنسيّ عليها ليس أقلّ شأنًا، وهو ما يتجلّى بوضوح في "الاحتفاء" الفرنسيّ بها، إن جاز التعبير.

ولعلّ هذه الزيارة تُعتبَر، في قاموس باريس، "الترجمة العمليّة" الأولى للمبادرة الفرنسيّة، التي تحوّلت في مرحلة من المراحل إلى "نقمة" على الرئيس الفرنسيّ، الذي اتُهِم بـ"تضييع وقته" على الملفّ اللبنانيّ، على حساب قضايا الفرنسيّين أنفسهم، ومن دون تحقيق إيّ "إنجاز" يُذكَر، يمكن "استثماره" سواء في الداخل أو الخارج، علمًا أنّ باريس "تنازلت" عن الكثير من "ثوابت" المبادرة لإنجاحها في بعض المحطّات، من دون أن تفلح.

وبالتالي، فإنّ اللقاء بين الرئيسين ماكرون وميقاتي من شأنه أن يضع "حجر الأساس" لتطبيق المبادرة الفرنسية على الأرض، وهي مبادرة يتطلّع إليها اللبنانيون بكلّ أمل، لكنّها أيضًا تشكّل "مصلحة" للفرنسيّين، الذين أرادوا عندما وضعوها وأطلقوها، العودة إلى المنطقة، من خلال البوابة اللبنانية، وقد تكون هذه "المصلحة" مؤمَّنة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، إذا لم تصطدم "النوايا" بألغامٍ جديدة تُزرَع في الطريق.

هل من "معجزات"؟

لا يعني ما سبق أنّ "حلاً سحريًا" سينجم تلقائيًا وفورًا عن لقاء الرئيسين ماكرون وميقاتي، وفق ما يروّج البعض، عن حسن أو سوء نيّة، وربما عن "جهل" بحقيقة الأمر، لأنّ "التفريط" بالرهان على اللقاء من شأن أن يحدث نتائج "عكسية" قد لا تكون في مصلحة أحد، خصوصًا أنّ "لا معجزات" متوقّعة من هذا اللقاء، الذي يبقى هدفه "محصورًا" بالتأسيس لواقع جديد سيتطلب وقتًا حتى ينعكس على أرض الواقع.
من هنا، قد تخيب آمال من يتوقّع انتهاء الأزمات اللبنانية دفعة واحدة بنتيجة اللقاء، فلا المأزق الاقتصادي الاجتماعي يمكن أن يُحَلّ بمجرّد اجتماع، ولا المساعدات "المجمَّدة" للبنان سيتمّ الإفراج عنها، بجرّد حصول اللقاء المُنتظَر، لأنّ المجتمع الدولي لن يكتفي بالاستماع إلى الأقوال والوعود، بل يريد رؤية الأفعال، وبالتالي فإنّه لن يقدم على أيّ "فعل ملموس" ما لم يرصد، بالملموس أيضًا، إصلاحات حقيقيّة وقد دخلت حيّز التنفيذ في لبنان.

رغم ذلك، فإنّ اللقاء قد يكون أكثر من مهمّ، في تحديد "وجهة" المساعدات ومصيرها، خصوصًا أنّ اللقاء يشكّل مناسبة ليستمع الرئيس ماكرون إلى "أجندة" الحكومة اللبنانية، التي بلورتها في بيانها الوزاري، الذي انبثق أصلاً من المبادرة الفرنسية، وليناقش الرجلان طرق التطبيق والتنفيذ، خصوصًا مع بدء الاستحقاقات الكبرى المرتقبة الأسبوع المقبل، وأهمّها يتمثّل بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفق ما تعهّدت الحكومة.

لا "معجزات" منتظرة من لقاء ماكرون وميقاتي، لكنّ أهميته تكمن في تأسيسه لـ"معجزات" منتظرة بالفعل من الحكومة لتخليص اللبنانيين من كلّ "الكوارث"، وإنقاذهم من الوقوع في المجهول. يقول البعض إنّها لم تعد "معجزات"، إذا ما تضافرت الجهود، لكنّها بالتأكيد عملية معقّدة، وغير سهلة، بل محفوفة بالمخاطر، خصوصًا إذا ما أطلِق العنان للمزايدات السياسية، على أبواب الموسم الانتخابي المرتقب!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك