لا خلاف واضحا بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، فالطرفان يتعاملان مع بعضهما بإيجابية شكلية من دون الخوض في اي اشتباكات اعلامية او علنية، لكن في الواقع فإن العلاقة بين الطرفين ليست على ما يرام منذ اشهر.
يقول البعض ان الكيمياء غير موجودة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهذا هو السبب الاعمق للخلافات الدورية التي تنفجر بين الطرفين من دون اسباب وجيهة.
لكن في السياسة هناك تمايزات ايضاً، فجنبلاط لا يرضيه اداء الحريري في ادارة الازمات الحالية، او الاصح لديه رؤية مختلفة في الساحة اللبنانية وهو ما لا يعجب الحريري بدوره، لكن مع اقتراب الانتخابات قد يجد الطرفان ان تحالفهما ضروري.
انتخابيا، يحتاج الطرفان لبعضهما البعض في اكثر من دائرة، ففي دائرة الشوف - عاليه لا يبدو ان تيار المستقبل لديه القدرة على خوض الانتخابات وحيدا بل هو مجبر على التحالف مع الاشتراكي للحصول على الحاصل الانتخابي.
هذا الامر ينطبق على الحزب الاشتراكي ايضا، ففي دائرة بيروت الثاني لن يتمكن مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي من الفوز في الانتخابات من دون التحالف مع المستقبل،اذ ان وصوله الى الحاصل مستحيل من دون تحالفات جدية.
اما في البقاع الغربي فبالرغم من ان المستقبل والاشتراكي يملكان حواصلهما الانتخابية لكنهما بحاجة للتحالف لمنع قوى الثامن من اذار من الفوز باربعة نواب من اصل ستة نواب...
في السياسة الامر مشابه، اذ ان تيار المستقبل لا يرغب ان ينهي الانتخابات النيابية ليدخل الى الساحة وحيدا، بل يرغب بأن يكون له دعم جدي وحقيقي من الحزب الاشتراكي ليتمكن من "تسييل" نتيجته الانتخابية في السياسة..
لا شك بأن تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل سيؤمن للطرفين مصالحهما الانتخابية والسياسية، وسيفتح لهما باب التكامل في ملفات عدة لن يكون احدهما قادرا على النجاح فيها من الآخر، لكن هل يؤدي تقاطع المصالح الى عقد هكذا تحالف فعلا؟