Advertisement

لبنان

ملف ترسيم حدود لبنان البحرية إلى الواجهة، فهل تلوح توترات في الأفق!؟

جوسلين نصر Jocelyne Nasr

|
Lebanon 24
06-10-2021 | 03:30
A-
A+
Doc-P-871794-637691082169509657.jpg
Doc-P-871794-637691082169509657.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

على الرغم من ان لبنان غارق بملفاته السياسية والاقتصادية والمعيشية، عاد ملف النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل مُجدداً إلى الواجهة، فقد عيّن الرئيس الأميركي جو بايدن كبير مستشاري البيت الأبيض لأمن الطاقة آموس هوكشتاين لمهمة التوسط بين إسرائيل ولبنان بشأن النزاع حول الحدود البحرية واحتياطات الغاز في البحر الأبيض المتوسط خلفاً لجون دوروشيه، وكان لافتاً أمس تصريح وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار بأن بلادها مستعدة لإحياء جهود حل نزاعها مع لبنان حول ترسيم مياههما الإقليمية في البحر المتوسط لكنها لن تقبل أن تملي بيروت شروط التفاوض

 

وأفادت مصادر دبلوماسية انه من المتوقع ان يصل هوكشتاين الى لبنان في النصف الثاني من الشهر الحالي  للبحث في استئناف المفاوضات التي عُلقت في أيار الماضي على خلفية مطالبة لبنان بأن تشمل حقوقه البحرية الخط 29 جنوباً

 

تعيين هوكشتاين وسيطا مؤشر إلى ان هذا الملف يحتل موقعا متقدما في أولويات إدارة بايدن، هو مقرّب من الرئيس الأميركي وعمل معه سابقاً عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما، وطُرح اسمه كمرشح محتمل لمنصب السفير الأميركي لدى تل أبيب، بعد تنصيب إدارة بايدن.

 

هوكشتاين هو الشخصية الثانية التي تولت التفاوض للوصول إلى اتفاق الإطار بين لبنان وإسرائيل بعد السفير الأميركي السابق فريديريك هوف، صاحب الخطّ الشهير الذي نص على منح لبنان مساحة 55 في المئة من أصل 860 كلم مربع، مقابل منح إسرائيل مساحة نسبتها 45 في المئة.

 

الوسيط الأميركي الجديد اقترح منح لبنان مساحة 55 في المئة من الـ 860 كلم التي تعتبرها واشنطن متنازع عليها، فيما لبنان يعتبرها من حقه كاملة، أما المساحة المتبقية، أي 45 في المئة من أصل 860، فلم يحدد لها وجهة حاسمة

 

كما اقترح تأسيس صندوق سيادي للمنتجات النفطية المستخرجة من مساحة الـ 45 بالمئة، على أن توزع عائداتها بالتوافق بين لبنان وإسرائيل.  

 

فما الطرح الذي سيقدمه هوكشتاين خلال زيارته المتوقعة قريباً؟ وهل سيكون هناك بعداً جديداً سيطرأ على ملف مفاوضات ترسيم الحدود؟ 

 

ضوء أخضر أميركي!

في هذا الوقت، اسرائيل تمضي في إبرام العقود مع شركات التنقيب عن الغاز والنفط في الجزء الشمالي من حقل "كاريش" القريب من القسم المتنازَع، فبعد أسبوع من إعلان الشركة الأميركية "هاليبرتون"، المختصة بالتنقيب عن موارد الطاقة، فوزها بالعطاء الإسرائيلي حول التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية، وقعت الشركة عقداً مع شركة "نوبل إينرجي" اليونانية، لتولي التنقيب في حقل كاريش، الذي يقع على بعد 160 كيلومتراً شمال غربي حيفا، وسبق وطرح في جلسات المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي واللبناني في السنة الماضية، حول الحدود الإقليمية، وكان أحد أبرز جوانب الخلاف بين الطرفين.

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان التنقيب سيشمل ثلاثة إلى خمسة آبار غاز في القسم الشمالي من "كاريش" القريب من "بلوك 9" الذي يعتبر جوهر الخلاف بين لبنان وإسرائيل والذي تتراوح كمية الغاز المقدرة فيه بين 60-80 مليار متر مكعب، إلى جانب استكشاف وتطوير آبار طاقة بحرية في إسرائيل

 

كما يشمل اتفاق التنقيب بين إسرائيل والشركة الأميركية أن تتولى "هاليبرتون" كافة الأعمال المطلوبة حتى الحصول على الغاز من حفر وتنقيب في عمق البحر، وتأمين كافة المستلزمات تضمن بيانات دقيقة تُقدم لإسرائيل وفيها تقييم إمكانية الإنتاج.

 

وبعتبر محللون ان هذه الخطوة الإسرائيلية عبر الشركة الأميركية، ليست بمعزل عن ضوء أخضر من واشنطن وقد تكون بمثابة ضغط منها على لبنان من أجل العودة إلى التفاوض، مشيرين إلى ان موقف واشنطن من هذا الملف يُمكن ربطه بمسألة تسهيلها استجرار الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا

 

موقف لبنان

الخطوة الإسرائيلية قوبلت برفض لبناني لأي مسّ بحقوقه النفطية، فقد اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون، توقيع "إسرائيل" عقود تقويم تنقيب الغاز والنفط مع شركة أميركية قبالة حدود لبنان يتناقض مع مسار التفاوض غير المباشر، مشيراً إلى لبنان أبدى اعتراضه لدى مجلس الأمن والأمم المتحدة

 

من جهته، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزارة الخارجية "إجراء الاتصالات اللازمة" مع الجهات الدولية المعنية لمنع إسرائيل من بدء التنقيب.

 

وتشير المعلومات إلى انه يتم في لبنان درس عدة خيارات للدفع باتجاه استئناف المفاوضات غير المباشرة، برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة، لترسيم الحدود البحرية من بينها تكليف 3 شركات عالمية بتقديم المشورة للحكومة اللبنانية حول ما ينبغي أن تكون عليه حدود لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة، مهمتها تقديم النصائح للجانب اللبناني ليكون في وسعه أن يضع خريطة الطريق لمعاودة المفاوضات

 

الا ان مشكلة بدأت تلوح في الأفق وهي رفض التمديد لرئيس الوفد اللبناني  المفاوض العميد بسام ياسين الامر الذي قد يدفع الجيش للانسحاب من عداد الوفد كما يتردد، فكيف ستُحل هذه المعضلة؟  

 

توترات أمنية؟

مصدر أمني لبناني اعتبر أن إعلان إسرائيل بدء التنقيب في حقل "كاريش" لن يؤدي إلى توترات أمنية، مشيراً إلى أن التوتر قد يكون مرتبطاً بتأزم الأوضاع الإقليمية أكثر من القضايا المتعلقة بلبنان

 

يُذكر ان مساحة المنطقة المتنازع عليها تبلغ 860 كلم، بحسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، لكن الوفد اللبناني المفاوض يؤكد أن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كلم.

 

ويبقى السؤال هل سيوقع الرئيس عون على مرسوم تعديل الحدود البحرية التي تزيد من حصة لبنان في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل لاسيما مع تشكيل الحكومة الجديدة؟ علما ان هذا الأمر يمكن لبنان من الاستفادة من ثروته النفطية وجذب استثمارات أجنبية من شأنها ان تُساعد في المستقبل بالتخفيف من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك