Advertisement

لبنان

قراءة في زيارة نائب وزير الخارجية الاميركية: لبنان في صلب المواجهة

Lebanon 24
11-10-2021 | 23:12
A-
A+
Doc-P-874027-637696162605427845.jpg
Doc-P-874027-637696162605427845.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب جورج شاهين في" الجمهورية": ليس من المنطقي تجاهل أهمية الزيارة التي تقوم بها وكيلة وزارة الشؤون الخارجية الاميركية المكلّفة الشؤون السياسية السيدة فيكتوريا نولاند، فهي الأولى من نوعها لها بعد 9 أشهر على تولّيها منصبها خلفاً للسفير ديفيد هيل في الأيام الاولى من دخول الرئيس الاميركي جو بايدن الى البيت الابيض، وأيام قليلة على تسمية وزير الخارجية أنتوني بلينكن. فنولاند شخصية ديبلوماسية معروفة أدّت أدواراً مهمّة في إدارة الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما، وتعاونت مع الرئيس الحالي بايدن عندما كان نائباً للرئيس.

وإن عاد المراقبون الى تلك المرحلة، لا يمكنهم تجاهل مواقفها الحادّة، الى درجة قيل يوم تعيينها، انّها من الدلالات الكبرى الى صعوبة تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو بالنظر الى مواقفها المتشدّدة من أزمة اوكرانيا وجزيرة القرم، وهي أثارت جدلاً ما زال قائماً حتى الأمس القريب، وهو أمر ينسحب على مواقفها المتصلة بالاستراتيجيات الاميركية الكبرى، وخصوصاً عند الحديث عن المواجهة المستمرة بين القطبين الروسي والاميركي، كما بالنسبة الى بعض حلفاء الطرفين ومنهم إيران، خصوصاً وهو ما يمكن ان تكون له انعكاسات، حيث المواجهة الايرانية ـ الاميركية ليست على مستوى الملف النووي فحسب، انما بالنسبة الى ما تسمّيه ادوار حلفائها وأذرعتها في العالم، من العراق وسوريا الى اليمن وصولاً الى لبنان، بعدما تحوّل ساحة ملحقة بالنزاع بوجهيه الإقليمي والدولي.

على هذه الخلفية يقرأ زوار العاصمة الاميركية العائدون الى لبنان والمنطقة، اهمية الزيارة الاميركية، خصوصاً أنّها ستبدأ من موسكو قبل بيروت لتعود الى بريطانيا. ففي الربط بين هذه العواصم ما يستدعي التوقف عنده. فبعضهم يرى ترابطاً بين ثلاثية العواصم، وضع لبنان في صلب المواجهة الحامية القائمة بين الدورين الاميركي والايراني في لبنان والمنطقة بعد الروسي. فالساحة اللبنانية بالنسبة الى الولايات المتحدة تحولت ملعباً لبعض أشكال النزاع بين هذه القوى، وهو ما أكّده الاهتمام الذي عبّرت عنه الإدارة الاميركية لتغيير بعض الواقع المرّ الذي يعيشه، انطلاقاً من باب معالجة أزمة الطاقة في موازاة الأهمية المعطاة للجيش اللبناني والقوى العسكرية والامنية وملف الإصلاحات على انواعها، والتي يمكن ان تعيد الثقة الدولية المفقودة بلبنان.

وفي التفاصيل، فإنّ زيارة نولاند لموسكو هي الثانية في غضون فترة لا تتعدى الشهر، فهي كانت هناك بعدما خصّصت زيارتها الاولى للأزمة الاوكرانية بوجوهها المختلفة، كما بالنسبة الى ملف الطاقة والغاز تحديداً، قبل ان تضمّ بيروت الى جولتها الثلاثية الدولية كما سمّتها، والتي ستختتمها بزيارة لندن. وهو ما جعل من زيارتها اللبنانية محطة اساسية لا يمكن تجاهلها، وإن كانت المحطة الاخيرة في لندن مناسبة للبحث في ملف العلاقات الاميركية - البريطانية المتشعبة، وخصوصاً المستجدة منها، بعدما تضامنت العاصمتان في توجيه ضربة قوية لباريس في ما سُمّي صفقة بيع "الغواصات التقليدية الفرنسية" لاوستراليا حليفة بريطانيا، واستبدالها بالغواصات الأميركية العاملة بالطاقة النووية، في محاولة للتمييز بين نوعية السلاحين التقليدي والنووي، تعزيزاً لوجود واشنطن وحلفائها في المحيطين الهندي والهادئ على الحدود البحرية للعدو الصيني الجديد.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك