Advertisement

لبنان

بعد 50 قصة في خمسين عامًا، هل تصبح بيروت مثل دبي؟

أيسر نور الدين Aysar Nour el Dine

|
Lebanon 24
17-10-2021 | 04:30
A-
A+
Doc-P-875920-637700580762339036.jpg
Doc-P-875920-637700580762339036.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تغب بيروت عن ذاكرة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه "قصتي... 50 قصة في خمسين عامًا"، إذ قال في أحد المحاور: "ذكرياتي الأولى مع بيروت كانت من بدايات حياتي وأنا صغير، وأنا القادم من صحراء دبي، من بيوتها الطينية، من شوارعها الترابية، من أسواقها المبنية من سعف النخيل"، قائلًا عنها: "كانت شوارعها النظيفة، وحاراتها الجميلة، وأسواقها الحديثة في بداية الستينيات مصدر إلهام لي. وحلم تردد في ذهني أن تكون دبي كبيروت يومًا ما".
Advertisement

هكذا حلم الشيخ محمد بن راشد أن تصبح دبي يومًا ما، وبإدارته الحكيمة استطاع أن ينهض بدبي حتى أصبحت من أبرز مدن العالم.
خلال 50 عامًا، أصبحت دبي تحتضن أكثر من 200 جنسية مختلفة وتحتل المراكز الأولى من حيث الأمن والاقتصاد والازدهار في المجالات كافة حتى تمكنت مؤخرًا من تنظيم "إكسبو 2020 "الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط والأول في العالم والذي نجح في جمع 191 دولة لكل منها جناحها المستقل للمرة الأولى في تاريخ إكسبو الممتد على 170 عامًا... ولكن أين هي بيروت اليوم؟!
نجح الشيخ محمد بن راشد بأن يجعل دبي مثل بيروت سابقًا وأفضل، لكن المبكي أن بيروت لم تعد بيروت التي اعتدنا عليها في سنوات الازدهار. لم تعد بيروت عاصمة الفن والجمال والفرح والسهر والأمان والثقافة والسياحة...لم تعد بيروت الامرأة الجميلة التي تجذب بجمالها العالم وتطرب بصوتها مَن لم يطرب يومًا، بل باتت صامتة. وجهها شاحب، أسواقها مقفلة، وقلبها حزين لا يزال يبكي على أرواح ضحايا انفجار المرفأ... تحتاج إلى من يضمها ويقول لها: "ها أنا هنا إلى جانبك ولن أدعك تغرقين في بحر الأزمات".
مؤسف أن نقتل كل الألقاب الجميلة لبيروت ونلصق بها لقب "عاصمة الأزمات"، لكن الواقع هو كذلك فـ"سويسرا الشرق" باتت عملتها تحت سابع أرض من دون كهرباء ولا دواء وحتى شوارعها تحولت إلى ساحة اقتتال مؤخرًا في مشاهد تعيدنا إلى الحرب الأهلية المشؤومة...
هكذا أصبحت بيروت التي كانت جاذبة للسياح بالأخص الخليجيين منهم لتصبح اليوم لا سياح لديها إلا واحد بالألف بانتظار الفرج.
أحد المواطنين الإماراتيين العاملين في وزارة الداخلية يقول لـ"لبنان 24": "آخر مرة ذهبت بها إلى لبنان كانت سنة 2012، ولو يخيروني بين أوروبا ولبنان أختار لبنان"، مستدركًا بالقول: "أما حاليًّا فالسياسة تمنعني من السفر إلى لبنان إضافة إلى بعض المشكلات التي تواجهها البلاد مثل انقطاع الكهرباء الطويل بالرغم من أنه بالنسبة لنا تعتبر أسعار لبنان رخيصة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية ".
ويشدد المواطن على أنه "يجب أن يكون هناك إعادة هيكلة للنظام السياسي في لبنان"، مشيرًا إلى أنه "حين يضع الإنسان هدفًا يصل إليه فهنا في دبي حولّنا الصحراء إلى مدن مزدهرة".
ويؤكد أن "أهم شيء في النجاح هو القيادة ولكن في لبنان هناك مشكلة في السياسيين وأتمنى أن تعود بيروت كما كانت فالشعب رائع ويحب الحياة وكل مقومات الحياة الجميلة متوفرة بدءًا من الطبيعة وصولًا إلى الطعام".
من جهة أخرى، لم تمنع الأوضاع التي يعيشها لبنان بعض الإماراتيين من السفر إليه، وفي هذا الإطار يشير الموظف في وزارة الداخلية إلى أن هناك عددًا من الأشخاص ذهبوا إلى لبنان مؤخرًا واستمتعوا بسفرهم". أحد الشبان قال لـ"لبنان 24": "زرت لبنان في شهر 7 ووجدت البلاد جميلة وهي المرة الأولى التي أزورها ولكن كان هناك مشكلة في الكهرباء والوقود ، أما باقي الأمور فكلها جميلة".
واستطرد قائلًا: "إحدى المرات كنا نتناول العشاء فانقطعت الكهرباء قليلًا ولكن بالنسبة لي لم أتأثر كثيرًا خصوصًا وأنه في الأماكن السياحية والفنادق لا تنقطع الكهرباء كثيرًا"، علمًا أن هناك عددًا كبيرًا من أصحاب الفنادق والمطاعم كانوا يشترون حينها المازوت من السوق الموازية لإبقاء أبوابهم مفتوحة أمام الزائرين".
وأشار الزائر إلى أنه خلال سفره إلى بيروت لاحظ أبنية تراثية قديمة جميلة "ما يدل على أن بلاد الأرز كانت مزدهرة في القدم"، معترفًا أن رغم كل المشكلات التي تواجهها البلاد فهو ينوي أن يزورها مرة أخرى.
هذا ما اعترف به الزائر، ونحن أيضًا نعترف مجددًا يا بيروت بأنّا لم ننصفك ولم نرحمك، نعترف مجددًا بأنّا جرحناك وأتعبناك وأحرقناك، وأهديناك مكان الوردة سكينا...فاعذرينا.
نعترف لك يا بيروت وأصبحنا نتساءل: "هل تصبحين يومًا مثل دبي؟".
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك