Advertisement

لبنان

طيف جنبلاط حاضرٌ في خطابِ نصرالله.. كيف ذلك؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
19-10-2021 | 05:30
A-
A+
Doc-P-876678-637702392156017418.jpg
Doc-P-876678-637702392156017418.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لم يغِب طيفُ رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط عن خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يوم أمس، إذ ردّد الأخيرُ مسألة أساسية كان حُكيَ عنها قبل نحو عامٍ من الآن.

 
Advertisement

ففي يوم 13 تشرين الأول عام 2020، كُشفت معلومات تشير إلى أنّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أبلغ جنبلاط بأن لديه 15 ألف مقاتلٍ ومستعد لمواجهة "حزب الله". وعليه، فإنه في خطابه يوم أمس، أكّد نصرالله هذا الأمر بشكل قطعي، وقال إن جعجع "أبلغ حلفاء سابقين بهذه المعلومة"، مشيراً إلى أنه "تثبت منها من مصادر عديدة".

 

وعملياً، فإن الإشارة إلى "حلفاء سابقين" تعني بالدرجة الأولى جنبلاط، الذي لم يعُد حليفاً سياسياً لـ"القوات اللبنانية" بالشكل البارز والواضح، خصوصاً أن التنسيق بينهما يعتبرُ ضعيفاً لا سيما في الجبل. وضمنياً، فإن الالتقاء الأكبر بين "الاشتراكي" و "القوات" كان من خلال تحالف إبّان الانتخابات النيابية عام 2018، ليس لأن الطرفين على وفاق، بل لأن المصلحة الانتخابية اقتضت ذلك حينها.

 

لماذا ذكّر نصرالله بقصة الـ15 ألف مقاتل الآن؟

 

بشكل علني، اعتمد نصرالله على تلك الرواية للقول بأن "القوات" تشكل تهديداً ولجأت إلى السلاح لمواجهة "حزب الله". وفي مقاربة لكلام نصرالله بالأمس حول "ميليشيا القوات" المسلحة، فإن هناك فرضيات عديدة تبرز أولها أن "حزب الله" كثف اتصالاته أكثر مع "الإشتراكي" خلال الفترة الماضية، وحصل على الجواب الشافي بهذا الشأن، رغم أن جنبلاط  نفى مضمون القصة القديمة قبل عام، ومثله فعلت "القوات اللبنانية". كذلك، من الممكن أيضاً أن يكون "الإشتراكي" أبلغَ رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذا الامر أو أوضحه لأصدقاء مقربين منه. ولكن كيف ما كانت القناة التي وصلت عبرها المعلومة، فإن ما حصل بالأمس جاء بمثابة تأكيد لها.

 

وبعد كلام نصرالله بالأمس، لم يخرُج أي طرفٍ من "الإشتراكي" للرد عليه خصوصاً أن مسألة الـ15 ألف مقاتلٍ تعني جنبلاط بالدرجة الأولى لأن اسمه ارتبط بها. وهنا، تأتي وجهات نظرٍ عديدة، وتقول أولها بأن جنبلاط استشعر خطر "القوات" بشكل كبير ولا يمكنه استعداء "حزب الله" ومواجهته، كما أن عدم نفيه من جديد لتلك الرواية قد يكون تأكيداً لها. ومع هذا، فإنّ كلام نصرالله بقوله أنه تأكّد من مصادر عديدة بشأن رواية الـ15 ألف مسلح قد يكون ساهم في إبعاد الأنظار عن جنبلاط كاعتباره مصدر المعلومة الأساس. وهنا، تقول مصادر "حزب الله" أن "القصة معروفة من السابق حتى قبل نشرها".

 

وكذلك، تشيرُ وجهة نظر أخرى إلى أن أحداث الطيونة جاءت لتؤكد مسألة "ميليشيا القوات"، وشكلت هذه المناسبة منصة أساسية لقيام نصرالله بالحديث عنها والتعليق عليها لأوّل مرة. ففي السابق، لم يكن باستطاعة نصرالله الحديث عن هذا الأمر لأنه كان سيتم تصوير كلامه بأنه تكريسٌ لحقيقة معينة بهذا الشأن أو "حركشة من أجل افتعال صدام". ومن وجهة نظر "حزب الله"، فإن أحداث الطيونة جعلت "القوات" تنزلق لتؤكد وجود "ميليشيا مسلحة"، كما أن كلام جعجع عن "ميني 7 أيار" يحسم ذلك. ومع هذا، فإن عدم حديث "حزب الله" عن مسألة المجموعة المسلحة في السابق سببه أنه لم يكن هناك احتكاكٌ مباشر مع "القوات"، ولم يكن هناك أي صدامٌ مسلّح، وجاءت أحداث الطيونة للكشف عن هذا الأمر وحمله والسير به في المستقبل.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك