Advertisement

لبنان

أرباح "الحشيشة" هذا العام بين الليرة والدولار.. فهل مرّ الموسم بسلام؟

زينب زعيتر Zainab Zaiter

|
Lebanon 24
20-10-2021 | 02:30
A-
A+
Doc-P-877014-637703185548732266.jpg
Doc-P-877014-637703185548732266.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إنّه العام الرابع، موسم الحشيشة يمر ايضاً بسلام. لا مواجهات مع الامن، لا إصابات في منطقة لم تعد تحتمل نزف الدماء.. ولا تشريع.   
 
بالأمس، أنهى المزارعون حصاد موسم هذا العام من "الحشيشة"، في مساحات يُقدر انها تمتد لما يقارب المئة ألف دونم، ورهانهم كان على تعويض "فرق العملة"، حيث زادت تكاليف الزراعة من يد عاملة ومحروقات وحصاد، خمسة اضعاف عن العام المنصرم.  
Advertisement
فماذا عن تكاليف زراعة القنب الهندي في ظل الغلاء، هل تأثر المزارعون بتقلبات العملة في السوق الموازية وانهيار الليرة، وماذا عن الإنتاج، هل رفع المزارعون تسعيرة "البضائع" وخصوصاً تلك المصدرة الى الخارج؟ 
على الأرض تختلف الحسابات من التنظير عن بعد، بالنسبة الى كُثر من المزارعين، لا رهان لديهم سوى على موسم الحشيشة، حيث بانتظارهم ما هو أسوأ. يقولون أنّ أمامهم شتاء قارسا، وأسعار المحروقات "بتكوي" وتكلفة المازوت لوسائل التدفئة تكاد تكون جنونية. وفي حساباتهم ومن وجهة نظرهم تصبح الحشيشة حتماً "حلال"، فالحرام أن تُجمّد قلوب الأطفال من صقيع البقاع.  
في ظل وضعي كارثي اذا، لا خيار أمام هؤلاء الا هذه النبتة، يقول أحد المزارعين لـ"لبنان 24" إنّها طبعا "نبتة مباركة"، حتى أنّ الطقس هذا العام ساهم ايضاً في جعل نوعيتها ممتازة، بسبب الضباب و"الندي" خلال الصيف، ولكن تكلفة زراعتها زادت خمسة اضعاف. يقول المزارع "نتحدث عن غلاء المحروقات والاسمدة التي كنا نشتريها بالدولار، وحتى أجرة اليد العاملة ارتفعت. وطبعا بعنا الموسم بالدولار، وهذا امر طبيعي، ويمكن القول ان إنتاجية هذا العام كانت أفضل من العامين السابقين ولكن بنسبة قليلة". 
وايضاً وفق الحسابات، وفي مقارنة مع بقية أنواع الزراعات، يقول المزارع: "موسم الحشيشة كان أفضل من البطاطا والبصل واللوبية وكل الزراعات في البقاع، حيث تبقى تكاليف زراعة الحشيشة أفضل من غيرها. ولنعطي مثلاً، فإنّ انقطعت المياه عن البطاطا على الأرجح ذلك قد يضرب الموسم، بانتظار إعادة تأمين الكهرباء لتشغيل الموتورات، ولكن لا ضرر في انقطاع المياه لفترة عن الحشيشة فهذا لا يؤثر ابداً على النبتة في كافة مراحل الزراعة والحصاد". 
 
مواجهات؟  
على صعيد متصل، لم تغض الدولة النظر عن موسم العام، فهم "مقصرون" اصلاً في إقرار التشريع، فكيف لهم بمحاسبة المزارعين وهم اول من يجب ان يُحاسب على تقصير مزمن بحق منطقة البقاع، التي حُرمت على مدى سنوات من دعم للزراعات البديلة ودعم في تصريف الإنتاج. مقاربة يتفق عليها مزارعو البقاع سواء ممن يزرعون الحشيشة او لا. بالنسبة الى المزارعين لا يحق لأحد محاسبتهم طالما أنهم أخفقوا (أي الحكومات المتعاقبة) حتى في النقاشات على مستوى قوننة الزراعة لأغراض طبية. يقول المزارع في حديثه "فشلوا في تحقيق الانماء المتوازن وكل وعودهم ذهبت مع الريح. واليوم لا ثقة لنا بهم، ومستمرون في زراعة الحشيشة الى حين إقرار التشريع بالصورة القانونية". 
إذا لا مواجهات هذا العام مع الامن كما في الأعوام الأخيرة المنصرمة، يقول المزارع "وضع الدولة كان تعبان، ونحن نتمنى حقيقة ان تستكمل الإجراءات التشريعية والتنفيذية لتشريع القنب الهندي، وعلى الرغم من ان المردود سيكون اقل في حال التشريع مقارنة بعملنا الحر، ولكننا راضون بهذا التشريع وبالعمل القانوني". يخاف مزارعون كُثر ان يكون حال الحشيشة كما حال "الدخان" في الريجي، ولكنهم يفضلون الذهاب بالخيارات التشريعية وإيجاد البدائل لدعم الزراعات البديلة. 
 
تشريع النبتة  
وكان وزير الزراعة عباس الحاج حسن أكد في وقت سابق أنّه بدأ التواصل مع الوزارات المعنية، لاستكمال ملف تشريع زارعة القنب الهندي، "وسيكون هذا الأمر موضع التنفيذ، في القريب العاجل وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى الجدية، وإلى أي مدى نحن اليوم نحتاج أن يكون لدينا مشاريع واعدة تنقذ الاقتصاد اللبناني والمناطق المحرومة كعكار وبعلبك الهرمل"، كما جاء في تصريح الحاج حسن. 
وأوضح الحاج حسن أن "زراعة القنب الهندي ستذهب بنا بعيدا، وسنكون حاضرين في المسرح الدولي كدولة مساعدة في موضوع الأمن الصحي العالمي، وأيضا سنكون حاضرين وبقوة في المسرح الدولي بأننا دولة تساعد المجتمع الدولي في هذا الإطار". 
إذا، يعول المزارعون على تشريع هذه النبتة التي ستذهب بهم بعيداً الى حيز التشريع، ويُذكر في هذا الإطار ان مجموعة من المزارعين وضعوا خلال العام المنصرم دراسة بالفوائد الطبية للحشيشة وكذلك آلية لبيع المحصول الى كندا وجرى الاتفاق على ذلك مع الوزرات المعنية بعيدا عن الاعلام، كخطوة أولية ولكن حال انفجار المرفأ دون استكمال الملف وكذلك جملة الأوضاع السياسية والأمنية التي فرضت على لبنان أولويات من نوع اخر. ويشير أحد المزارعين ممن وضع الدراسة ان الملف سيستكمل مع الوزير عباس الحاج حسن في الوقت المناسب. وإذ انتهى موسم العام بسلام، لعل 2022 تكون بداية لتشريع وخطوات عملانية جدية لقوننة زراعة القنب الهندي.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك