Advertisement

لبنان

بعد استدعاء جعجع.. "القواتيون" يشكون "الحصار" ويسألون عن "الأصدقاء"!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
26-10-2021 | 08:30
A-
A+
Doc-P-879319-637708554427035862.jpg
Doc-P-879319-637708554427035862.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي: 
 
حصل ما كان متوقَّعًا، وتمّ استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى التحقيق في أحداث الطيونة الأخيرة، على وقع استمرار الحملات المتبادلة بينه وبين "حزب الله"، بصفةٍ توقف عندها كثيرون وهي "مستمع إليه"، وإن كان الخبراء القانونيون يؤكّدون أنّها "قابلة للتعديل" في أيّ لحظة، خلال جلسة الاستماع إليه او بعدها.
Advertisement


صحيح أنّ هذا الإجراء كان مُنتظَرًا، وقد تمّ التمهيد له الأسبوع الماضي من خلال تسريبات صحافية بالجملة، وقد قيل إنّه من "الشروط" التي طلبها "حزب الله" لتهدئة الأمور، وهو الذي يعتبر مجرّد استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية"، بمُعزَلٍ عمّا يمكن أن يفضي إليه ذلك، "انتصارًا معنويًا" له، يمكن أن يبني عليه الكثير في المقبل من الأيام. 

لكنّ الصحيح أيضًا أنّه أثار الكثير من علامات الاستفهام والتكهّنات حول تبعاته وتداعياته على مختلف المستويات، فهل يحضر جعجع؟ وإذا حضر أو لم يحضر، هل تبقى الأمور "مضبوطة"، أم أنّ للإجراءات القضائية "تتمّة"؟ وممّ يخشى "القواتيون" عمليًا، حتى استحضروا في أدبيّاتهم سيناريو "كنيسة سيدة النجاة"، وتحدّثوا عن "حصار"؟


"ازدواجية المعايير"

بالنسبة إلى "القواتيّين"، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه ليس حول ما إذا كان جعجع سيحضر جلسة الاستماع، بل عن "الموازين" التي اعتُمِدت في التعامل معه، والتي ثبّتت مرّة أخرى وجود "صيف وشتاء" في القضاء اللبناني، علمًا أنّ جعجع كان "البادئ" في هذا المناخ "التشكيكي"، حين وصف القاضي فادي عقيقي، صاحب فكرة الاستدعاء، بأنه "مفوض حزب الله لدى المحكمة العسكرية".

في حديثهم عن الموضوع، يستعير "القواتيون" بعضًا من مقتطفات الكلمة التي وزّعها "حزب الله" لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد حول القضاء، وإن كان "يصوّب" فيها على القاضي طارق البيطار. يشيرون إلى أنّ رعد نفسه يدعو لإعادة النظر في المنظومة القضائية، متحدّثًا عن "ازدواجية معايير"، وهو ما ينطبق بالكامل على القضية المُثارة حاليًا، حيث يُستدعى رئيس حزب دون غيره، وكأنّ "المعركة" كانت فقط بين "القواتيين".

يذهب "القواتيون" أبعد من ذلك، ليسألوا عن سبب عدم استدعاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالمُطلَق في أيّ قضية، رغم وجود شكاوى ضدّه بالاسم، كتلك التي رفعها بعض أهالي عين الرمانة بالأمس. يسألون: "هل سيجرؤ أيّ قاضٍ على استدعائه شخصيًا، أم سيتمّ التغاضي عن الأمر استنادًا إلى ظروف أمنية؟ وأليس جعجع مستهدَفًا أيضًا في أمنه، وهو ما لم يكترث له القضاء الذي حدّد له جلسة استماع في وقتٍ ومكان معروفين؟".

 
أين "الأصدقاء"؟!

لا يصوّب "القواتيون" على القضاء وحده. هم لا يكشفون ما إذا كان جعجع، الذي يكرّر دومًا أنّه "تحت القانون"، سيحضر إلى جلسة الاستماع، أم لن يفعل استنادًا إلى "هواجس مشروعة" لديه. لكنّهم في الوقت نفسه يستغربون "الصمت المطبق" الذي حلّ بمن يصفونهم "الأصدقاء"، من الحلفاء والأصدقاء المشتركين، الذين لم ينبسوا ببنت شفة، وكأنّهم يصدّقون على قرار "حزب الله"، بدون أيّ نقاش.

يوجّه هؤلاء اللوم صراحةً ومباشرةً إلى كلّ من "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، اللذين شكّلا معه "حلفًا تاريخيًا" في الرابع عشر من آذار، وإن "تفرّقوا" بعد ذلك، دون "طلاق كامل"، ولكن وفق منطق "التحالف على القطعة". يعتبر "القواتيون" أنّ استدعاء جعجع كان ينبغي أن يكون من نقاط "التقاطع" بينهم، كيف لا وكان تحالفهم في يوم من الأيام مبنيًا على مشروع معارضة "حزب الله" وما تسمّى بـ"دويلته".

لكنّ اللوم ليس محصورًا بهؤلاء، بل يمتدّ ليشمل شريكيه في "تفاهم معراب"، وإن ولّى إلى غير رجعة، رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل. صحيح أنّ الأخير تبنّى هجوم "حزب الله" على جعجع، دون أيّ نقاش، لكنّ "القواتيين" يلفتون إلى أنّه، في خطابه، أقرّ بوجود طرف آخر، "اجتاح" منطقة عين الرمانة بشعارات "استفزازية"، فلماذا يسكت على "الازدواجية" إذًا ويقبل بـ"الظلم"؟!

لا حلفاء ولا أصدقاء لجعجع يمكن أن يستند إليهم إذًا. البعض يقول إنّه من "فرّط" بهم، يوم فضّل "لعبة المزايدات" على تحالفاته، أو حين فتّش عن "مكاسب" في تفاهمٍ "مصلحيّ" لا أساس سياسيًّا له. لكن، بين "القواتيين" من يقفز فوق كلّ الاعتبارات، ليسأل السؤال الأكبر: كيف يقبل "الرئيس القوي" أن يُستدعى رئيس حزب ماروني، بحيثيّة شعبية واسعة، وبقرار حزب سياسي، دون أن يعترض، ولو من باب رفع العتب؟!

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك