Advertisement

لبنان

خلفيات كلام الحريري عن جعجع بشأن أحداث الطيونة.. هل عاد "التقارب"؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
27-10-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-879681-637709342178125971.jpg
Doc-P-879681-637709342178125971.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رغم القطيعة و"التناحر" السياسي بينهما، شاء الرئيس سعد الحريري أن يقابل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بـ"تقارب صُوَرِي" من باب أحداث الطيونة، التي شكّلت منعطفاً بارزاً في المشهدين الأمني والسياسي خلال الأسبوعين الماضيين.
Advertisement

وحتى يوم أمس، كان الحريري ملتزماً الصمت بشأن تلك الأحداث، إلا أنه كسَر الغياب من بوابة جعجع وسانده بتغريدة، واعتبر أنّ "تبليغ الأخير لصقاً للمثول أمام مديرية المخابرات" بشأن أحداث الطيونة، "يقع في خانة العبثية ويستدعي البلاد إلى مزيدٍ من الانقسام".

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الحريري برر الغياب عن تداعيات أحداث الطيونة ليشير إلى أنه "كان مُتعمّداً"، كما قال إنه "يرفض الخوض في صراع عبثي والاصطفاف على خطوط الحرب الأهلية وانقساماتها الطائفية والعودة الى لغة القنص الامني واقتناص الفرص السياسية".

في الحقيقة، فإنّ كلام الحريري يحملُ أبعاداً بارزة، وتغريدته بالأمس كانت متوقعة، إلا أنّها لم تحمل أي تعاطفٍ سياسي مع جعجع. كذلك، فإنّ مضمون الموقف كان محبوكاً وقد ركّز على نقطة معينة استنكرها وتتحدد في تبليغ جعجع لصقاً للمثول أمام المخابرات، لكنّ الحريري لم يدخل في التفاصيل، كما أنه لم يستنكر أمر استدعاء جعجع بالأساس بشكل واضح. وهنا، يبرُز رأيان: الأول أن الحريري اعترض على طريقة الاستدعاء ولكنه لم يعلّق على حيثياته وأسبابه. كذلك، فإن الحريري أراد الحديث من باب المُحايد للقول بأن استدعاء جعجع قد يولد المزيد من الانقسام، والإشارة إلى أن المطلوب أيضاً مثول آخرين أمام القضاء في مختلف الملفات وليس فقط في أحداث الطيونة.
 

 أما الرأي الثاني فيقول إن الحريري لم يتضامن مع جعجع ولم يبرّئه من التورط في أحداث الطيونة في حين أنه لم يقم بإدانته. وعملياً، فإن رئيس التيار "الأزرق" لم يدخل أساساً في لعبة تحديد المسؤوليات، كما إنه لن ينجر إلى ذلك خصوصاً أن المشكلة المرتبطة بالطيونة هي بين "القوات اللبنانية" و حركة "أمل" و"حزب الله"، وهنا بيت القصيد.

وبشكل فعلي، فإن الحريري بموقفه أراد إرسال رسالة بأن طريقة الاستدعاء وحصرها بجعجع فقط هو أمرٌ مرفوض، وهو يعتبر أن كل مسؤول عن تلك الأحداث يجب أن يتم استدعاؤه من دون استنسابيّة، إلا أن الأمر الأهم هو أن الحريري لن يستطيع الطعن برئيس مجلس النواب نبيه بري خصوصاً إن المصادر تشير إلى أنه اتصل بالأخير متضامناً بعد أحداث الطيونة. كذلك، فإن الحريري لن يستطيع الوقوف في صف "حزب الله" علناً ضد "القوات"، إلا أنه في الوقت نفسه لن يقف مع حزب جعجع، ولن يتبنى روايته وكلامه عن "ميني 7 أيار".

وعليه، فإنّ الحريري بكلامه عن جعجع لم يلغِ الاختلافات الجوهرية القائمة مع الأخير، في حين أن هذا الكلام لن يُمهد لتقارب سياسي قادِم لأن الظروف تبدلت، والمصالح حالياً لم تلتقِ من جديد. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ "الطعن السياسي" الذي تلقاه الحريري من جعجع ما زالت آثاره موجودة، كما أن رئيس "المستقبل" لن يكسِر بري لصالح جعجع، ولن يستعدي الشارع الشيعي أكثر بسبب "القوات اللبنانية" لاسيما مع اقتراب الانتخابات النيابية، لأن الحريري قد يلجأ لضمانة سياسية من بري في دوائر مختلفة.

واليوم، فإن موقف الحريري بشأن الأحداث القائمة سيكون متوازناً أكثر ولن يكون هناك انجرارٌ لمواقف تصعيدية تؤجج الشارع، وهذا الأمر محسوم لدى الحريري الذي نجحَ في ضرب الفتنة السنة - الشيعية. وبناء على ذلك، فإنه لن يتم القبول بفتنة جديدة، وكل المحاولات التي تصب في هذا الإطار هي مرفوضة تماماً.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك