Advertisement

لبنان

في الشوف - عاليه "أزمة سياسية".. خارطة أولية للانتخابات والمفاجآت كبيرة

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
28-10-2021 | 05:30
A-
A+
Doc-P-880013-637710127549408043.jpg
Doc-P-880013-637710127549408043.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتجه الأنظارُ بقوّة إلى المعركة الانتخابيّة التي ستشهدها دائرة الشوف - عاليه باعتبارِ أن الظروف السياسية هناك قد تُمهّد لمعركة إثبات وجود بالدرجة الأولى.
وفي تلك المنطقة التي برزت بشكل أساسي في انتخابات العام 2018، يتّضح بشكل كبير أنّ الواقع الانتخابي "مأزوم" سواء بالنسبة للحزب "التقدمي الإشتراكي" أو لتيار "المستقبل". وفعلياً، فإن الخلافات التي سادت علاقة الطرفين خلال الفترة الماضية، مهدت الطريق نحو "اللاتناغم" و"الانفصال".
Advertisement
غير أنه وفق العارفين، فإنّ أمور "الاختلاف" و"الخلاف" بديهية ضمن المسار السياسي الذي يجمع "المستقبل" و "الإشتراكي"، لكن عندما يتعلق الأمرُ بمعطيات انتخابية وشعبية، فإن التلاقي بينهما في الشوف - عاليه لا مفرّ منه خصوصاً في تلك المرحلة لأسباب عديدة أبرزها:
1- عدم قدرة تيار "المستقبل" على خوض الانتخابات منفرداً في تلك الدائرة، باعتبار أن ذلك يمنعه من تحقيق حواصل انتخابية للائحته ويقطع الطريق أمام مرشحه السني بالوصول إلى الندوة البرلمانية لأن أصوات السّنة مُشرذمة.
2- يعيشُ "التيار الأزرق" أزمة شعبية في تلك الدائرة خصوصاً ضمن منطقة إقليم الخروب. وهناك، فإن "المستقبل" يعي تماماً مدى خطورة الانكفاء السياسي والابتعاد عن أي تحالفات واسعة تضمن حاصلاً انتخابياً للمقعد السني الذي يعنيه بالدرجة الأولى، في حين أن المعطيات الحالية تشير إلى أنّ مرشح التيار لذلك المقعد قد لا يضمن الأصوات التفضيلية المطلوبة من دون تحالف عريض وعلني مع "الاشتراكي".
4- إضافة إلى ذلك، فإنّ النائب السابق وليد جنبلاط لا يمكنه "استعداء" الشارع السني في المنطقة والذي يمثّل شريحة واسعة من القاعدة الشعبية هناك. وبالتالي، فإن هروب "الإشتراكي" من تحالف مضمون مع "المستقبل" يعني انقلاباً على الواقع الحالي وإعلاناً لإسقاط المقعد السني الخاص به من حساباته لأنه لن يحظى بأصوات كثيرة وقد لا يضمنه. كذلك، فإن الحزب "الاشتراكي" لا يمكنُه خوض المعركة من دون الاستعانة بأصوات "الجماعة الإسلامية" في إقليم الخروب بالتفاهم مع "تيار المستقبل"، وذلك مثلما حصل في العام 2018. وفي حال تحقق ذلك من جديد، فإن ذلك قد يساهم في صقل نسبة الحواصل الانتخابية، باعتبار أن استقطاب أصوات السّنة يعزز من عدد تلك الحواصل.
ومع كل ذلك، فإن هناك نقطة أساسية ترتبطُ بالمناطقية خصوصاً عندما يتعلق الأمرُ بالمقعدين السنيين. وهنا، فإن عدم إدراك تيار "المستقبل" لأهمية طرح مرشح من بلدة برجا واختياره من شحيم، سينقلب سلباً عليه وبالتالي سيجعله يخسر نسبة كبيرة من الأصوات خصوصاً بعد المسار الذي شهدته السنوات الـ4 الماضية. ومع هذا، فإنّ أي خطوة للمستقبل للتنازل عن المقاعد السنية لصالح "الاشتراكي" (أي أن الحزب يحددهما)، يعني أن "التيار الأزرق" انسحب تماماً من المنطقة نيابياً وسياسياً، وهو الأمر الذي يعدّ مقتلاً خطيراً له. ومع هذا، فإن "الاشتراكي" سيجد صعوبة في تعويم مرشحيه للمقعدين السنيين، وفي حال استطاع دعم الأول فإنه لن يستطيع تأمين نجاح الثاني، الأمر الذي يجعل الفوز بالأخير لصالح اللوائح الأخرى.
وهنا، فإن الخيار الأساس أمام "المستقبل" و"الإشتراكي" لضمان المناطق السنية الأساسية يتحدد في اختيار مرشح "توافقي" من برجا يكون عليه اجماع شعبي ولديه اتصالات مع مختلف الأحزاب، فضلاً عن أن هذا المرشح يجب أن يكون مفتاحاً انتخابياً ولديه تجارب سابقة في الميدان الشعبي. وفي حال تحقق ذلك، فإن "المستقبل" و"الإشتراكي" سيظفران بالشارع السني بالكامل وسيرفعان الحواصل الانتخابية الخاصة بهما، وسيكونان قد قطعا الطريق أمام أي خسارة للمقعدين السنيين.
ماذا عن التحالفات الأخرى؟
وحتى الآن، فإن أجواء التحالفات ما زالت ضبابيّة، لكن المعطيات التي تواردت خلال الفترة السابقة كشفت عن تقاربٍ كبير بين "الاشتراكي" والتيار "الوطني الحر" في الشوف والجبل. وعموماً، فإن هذا الأمر يحتاجُ إلى دراسة من قبل تيار "المستقبل" الذي يتوجب عليه القبول بالتحالف مع "الوطني الحر" في حال أراد التحالف مع "الإشتراكي"، وهذا شرّ لا بدّ منه لضمان البقاء سياسياً وتأمين الحاصل الانتخابي.
وحتماً، فإن هذا التقارب الأساسي يعني أنّ الحزب "الاشتراكي" أعلن انفصاله التام عن حزب "القوات اللبنانية"، كما أن تيار "المستقبل" سيكون بعيداً عن الأخير بسبب الاعتبارات السياسية والوجودية أيضاً. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هدف المعركة التي سيخوضها "الإشتراكي" مع "المستقبل" و "الوطني الحر" في حال التحالف العريض، يتحدد في قطع الطريق أمام تحالف "القوات" مع القوى التي تطرح نفسها باسم "التغيير". وحتى الآن، فإنّ الأمر المرجح هو أن تحصل القوات على حاصل أو حاصلين انتخابيين، وهذه النقطة تتطلّب معركة مدروسة من "الإشتراكي" و "المستقبل" و "الوطني الحر" في حال قرروا التحالف معاً.
وعلى الصعيد الدرزي، فإن الأمور غير واضحة بعد بالنسبة للخطة التي سيتمّ اعتمادها، خصوصاً أن حضور الوزير السابق وئام وهاب يطغى على المشهد بشكل كبير. ومع هذا، فقد برز قبل أيام الاجتماع بين قيادة "الوطني الحر" ووهاب، وهو لقاء قد يشير إلى تقارب أكبر قبل الانتخابات، ويضمنُ تحالفاً بشروط أساسية. ووسط ذلك، تشير التوقعات إلى الأمور التالية:
1- هناك سيناريو يُحكى عن إمكانية تشكيل تحالف يضم الأطراف التالية: الثنائي الشيعي - التيار الوطني الحر - طلال ارسلان - اشتراكي - وهاب". وفعلياً، فإن هذا الأمر يعني أن جميع المقاعد الدرزية قد تم قطفها لصالح هذا التحالف ولا يمكن لأي جهة أن تخرقه أقله على هذا الصعيد، وهذا الأمر مطلوب.
2- في المقابل، فإن التساؤلات الأساسية التي تطرح نفسها هي التالية: هل سيتحمل زعيم "الإشتراكي" وليد جنبلاط ضم وهاب إليه؟ وهل سيتحمل تحالفاً مع "الثنائي الشيعي" لضمان أصواتهم في سبيل تأمين حواصل انتخابية أكثر؟
3- بشكل أو بآخر، فإن جنبلاط سيحظى بأصوات الثنائي الشيعي سواء تحالف معهما بشكل مباشر أو غير مباشر، لأن "حركة أمل" و "حزب الله" في المنطقة سيصوتان للوطني الحر أولاً وللإشتراكي ثانياً، كون تحالف "نبيه بري - وليد جنبلاط" متماسك بشكل كبير، في حين أن "حزب الله" لن يتخلى عن "التيار البرتقالي". وبالتالي، فإن مصلحة جنبلاط في أخذ الأصوات من كل الأطراف ضرورية وهذا الأمر شبه مؤمن لأن التحالف مع "الوطني الحر" قائم، ولكن الثغرة المرتبطة بوهاب لم تُحسم بعد لأن الأخير لن يقبل بتاتاً بتلقي "طعنة جديدة" كما حصل في العام 2018. ولهذا، فإن جنبلاط قد يعي هذا الأمر وقد يترك مقعداً درزياً لوهاب في الشوف من دون التحالف معه، خصوصاً أن الأخير كان قاب قوسين أو أدنى من النجاح في العام 2018، وكاد أن يطيح بالنائب المستقيل مروان حماده.
وعليه، فإن هذا الأمر يعني إرساء تهدئة في الشارع الدرزي وتجنب معركة طاحنة، لكنّ الظروف هذه ستقود الأطراف مجتمعة نحو خرق واضح وأكيد. وبالإضافة ذلك، فإنّ "الثنائي الشيعي" لن يهدف فقط إلى تعويم "الإشتراكي"، بل إن من مصلحته أيضاً أن يبقى الحريري قوياً، وقد تكون هناك نسبة من أصوات الثنائي لمرشح "المستقبل" وذلك في سبيل الحفاظ على التوازنات. ففي العام 2018، كان "الثنائي الشيعي" قد عوم جنبلاط ومرشحيه، واليوم فإن الهدف يتعلق بتعويم سياسي للرئيس سعد الحريري أيضاً في كل المناطق، وهذا الأمر سيتضح لاحقاً.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك