Advertisement

لبنان

خلط أوراق قبل الانتخابات.. "14 آذار" تعود و "8 آذار" تتراجع!

المحرّر السياسي - خاص "لبنان24"

|
Lebanon 24
15-11-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-886387-637725725971131370.jpg
Doc-P-886387-637725725971131370.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبَ المُحرّر السياسي:
 
منذ انتهاء الانقسام العموديّ الذي طبع البلاد منذ العام 2005، وتغيّر الخريطة السياسية للتحالفات والتموضعات بصورة أو بأخرى، يُحكى أنّ معسكر ما كان يُعرَف بـ"14 آذار" ولّى إلى غير رجعة، بعد "تدهور" العلاقات بين العديد من القوى الأساسيّة المكوّنة، خلافًا لفريق "8 آذار" الذي حافظ على تماسكه، والحدّ الأدنى من التواصل بين أركانه، وهو ما ردّه المتابعون إلى وجود "دينامو" يقوده، هو "حزب الله".
Advertisement


لكنّ هذا الانطباع، رغم الكثير من العوامل التي تدفع إلى تبنّيه، "اصطدم" خلال الأيام القليلة الماضية بوقائع مغايرة ومختلفة، خلطت الأوراق بالكامل، وجاءت الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين لبنان والخليج، والمواقف منها، لتغذّيها، فعادت قوى "14 آذار" لتتناغم وتنسجم في ما بينها إلى حدّ بعيد، فيما ضرب الانقسام معسكر "8 آذار" حيث بدا "حزب الله" يغرّد في وادٍ، وسائر الأفرقاء في وادٍ آخر تمامًا.


ولأنّ خلط الأوراق هذا يأتي قبل أشهر معدودة من الموعد المفترض للانتخابات النيابية، ثمّة أسئلة كثيرة تُطرَح، فهل يمهّد لخوض قوى "14 آذار" الاستحقاق كجبهة موحّدة كما فعلت لفترة طويلة، نجحت خلالها في انتزاع الأكثرية في البرلمانات المتعاقبة، ولو أفرغت من مضمونها بعنوان "الديمقراطية التوافقية"؟ وما صحّة الحديث عن مساعٍ تُبذَل، بضغط داخلي وخارجية، لإعادة استنهاض هذه القوى، رغم كلّ التباينات؟


الانقسام عاد


لا شكّ أنّ من يتابع الأجواء السياسية في البلاد في الأسبوعين الأخيرين، يستذكر رأسًا المرحلة التي سبقت ورافقت وتلت اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في العام 2005، فالانقسام السياسي "الحادّ" الذي طبع تلك المرحلة عاد بصورة أو بأخرى، في ضوء الخلاف الكبير الذي بلغ أوجه وذروته الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، لكنّه سابقٌ لها، بدليل أنّ "تعطيل" الحكومة بدأ قبل ذلك، ضاربًا مبدأ التضامن الوزاري بعرض الحائط، وذلك على خلفيّة التحقيق بجريمة انفجار مرفأ بيروت.


هكذا، عادت القوى المحسوبة على "14 آذار" لتنطق بخطاب واحد موحّد عنوانه معارضة مشروع "حزب الله" وأجندته في لبنان، بعدما "هجرت" هذا الخطاب لصالح آخر يصوّب على "العهد" تارةً، وينشغل طورًا بخلافاتٍ "شخصيّة" بين بعضها البعض. ومع أنّ "التقاطع" لم يرقَ بعد إلى مستوى "الالتقاء"، وبالتالي القفز فوق التباينات التي تجاوز بعضها الحدود المرسومة، إلا أنّه بالحدّ الأدنى شكّل "إعادة تموضع" بمعنى أو بآخر.


في المقابل، لم يظهر أنّ قوى "8 آذار" حافظت، في هذه الأزمة على الأقلّ، على التماسك والتعاون الذي عرفته خلال السنوات الأخيرة. فها هو "التيار الوطني الحر"، الشريك الأساسي لهذه القوى، باعتبار أنّه يرفض وضعه في خانتها، يتبنّى خطابًا مناهضًا لها بالمُطلَق، في حين لجأت الكثير من مكوّناتها إلى "النأي بالنفس"، أو إلى اعتماد خطاب "واقعي" يقوم على الحرص على "أفضل العلاقات" مع دول الخليج.
 

كيف يترجم انتخابيًا؟


عاد الانقسام إذًا، وهو أمر واضح وجليّ ولا مجال لنكرانه، لكن هل يُترجَم ذلك في الانتخابات المفترضة خلال أشهر قليلة؟ وكيف ستكون هذه الترجمة؟ هل تخوض قوى "14 آذار" هذا الاستحقاق بعنوانها القديم، أم أنّ "التناغم" الذي رُصِد بين مكوّناتها في الأيام الأخيرة، سيبقى في إطار "تقاطع الأفكار والمصالح"، لا أكثر ولا أقلّ؟ وأيّ "موانع" تحول دون "استنساخ" تجارب انتخابات ما بعد 2005 في هذا الإطار؟


في المبدأ، تشير المعطيات إلى مساعٍ تبذَل على أكثر من خط لإعادة جمع "الرفاق القدامى"، باعتبار أنّ المرحلة تتطلب تضافر الجهود والتعاون في المواجهة، إلا أنّ مثل هذا الأمر لا يبدو "ميسَّرًا"، وفق ما يؤكد العارفون، بالنظر إلى "التوتر" القائم بين العديد من "رموز" هذه القوى، حيث يبدو أنّ كلاً منهم "فاتح على حسابه"، علمًا أنّ هناك من يجزم أنّ العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، على سبيل المثال لا الحصر، غير قابلة لـ"الترميم".
 

وثمّة من يتجاوز نقاط الخلاف هذه، ليتبنّى مفهومًا برز في الانتخابات الأخيرة، قد يكون عنوان "التلاقي" بين هذه القوى في الانتخابات الموعودة، ألا وهو "التحالف على القطعة"، بحيث لا تخوض هذه القوى الانتخابات كجبهة واحدة في كل لبنان، لكنّها تتحالف حيث تفرض المصلحة الانتخابية ذلك، على أن يُبنى على الشيء مقتضاه بعد ذلك، بحسب النتائج التي يمكن أن تفرزها الانتخابات، والتحالفات التي يمكن أن تترتّب على ذلك.


قد لا تكون فكرة "استنساخ" تجارب انتخابية سابقة في مكانها اليوم، ولو أنّها "مغرية" للبعض، وذلك لأنّ الظروف المحيطة مختلفة تمامًا عمّا كانت عليه قبل سنوات، خصوصًا مع ظهور "طرف ثالث" قد تكون له "الكلمة الفصل" في الانتخابات المقبلة. صحيح أنّ هناك من وجد في ورقة "الانقسام" وسيلة للحشد والتعبئة، لكن، ماذا لو غلب منطق "كلن يعني كلن"، الشعار الذي صدح في الساحات ولا يزال يصدح في نفوس الكثيرين؟!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك